أكد البرلمان السريلانكي مجدداً تحديه لرئيس البلاد في خضم الأزمة السياسية التي تعصف بها، بقرار جديد بحجب الثقة عن رئيس الوزراء الجديد، ماهيندا راجاباكسا، بعد تصويت آخر، أجري أمس، وسط مشاهد فوضوية، وحماية الشرطة لرئيس البرلمان، الذي دعا إلى التصويت برفع الأيدي.وجاء القرار في جلسة عاصفة، نقلها التلفزيون مباشرة، ظهر فيها نواب مؤيدون لراجاباكسا الموالي للرئيس، وهم يرشقون رئيس البرلمان، كارو جاياسوريا بكتب وزجاجات مياه وأشياء أخرى، فيما كان أكثر من 30 من رجال الشرطة وموظفي البرلمان يقومون بحمايته.وأزال نواب مؤيدون لراجاباكسا مقعد رئيس البرلمان، وألقوا مسحوق الفلفل الحار على نائب من «الحزب الوطني المتحد» صاحب الأغلبية في المقاعد، اضطر على إثرها جاياسوريا، الذي مارس مهمته من مقعد مؤقت إلى تمرير التصويت بحجب الثقة، مؤكداً أنه لاحظ أن أغلبية الأعضاء يؤيدون اقتراح حجب الثقة عن رئيس الوزراء.وندد رئيس الوزراء المُقال رانيل ويكريمسينجه بالفوضى التي عمت البرلمان، وصرح: «هذا أمر مشين، يلحق العار بالدولة بأسرها ويتعين إدانته».واحتج أعضاء من حزب «تحالف حرية الشعب المتحد»، قبل وقت قصير من بدء الجلسة، في الوقت الذي سعى فيه «الحزب الوطني»، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المطاح به ويكريمسينجه، وحزب مؤيد له إلى إعادة طرح تصويت بحجب الثقة ضد راجاباكسا، بزعم أنه لم يحظ بأغلبية في البرلمان. وأبدى عضو في حزب «تحالف حرية الشعب المتحد» اعتراضه على طريقة التصويت، قائلاً للصحفيين: «نحن ضد الطريقة التي يحاولون بها الإسراع بتقديم اقتراح بحجب الثقة ضد رئيس الوزراء راجاباكسا».وتعيش سريلانكا أزمة سياسية عاصفة، منذ قرار رئيسها مايثريبالا سيريسينا، الإطاحة برئيس الوزراء، ويكريمسينجه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، معيناً بديلاً منه راجاباكسا، وهو ما رفضه البرلمان الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المقال، ليصدر سيريسينا على إثرها مرسوماً بحل البرلمان، قبل أن تبطله المحكمة العليا للبلاد، ليعود البرلمان لمزاولة أعماله. (د ب أ)
مشاركة :