يؤكد مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأفغانية أن فيلق "فاطميون" التابع للحرس الثوري الإيراني يشكل تهديدا محتملاً لأمن أفغانستان. وذكرت وسائل إعلام أفغانية ناطقة بالدارية، أن ضباطا أفغانا سابقين شاركوا في حوار بالعاصمة كابول حول العوامل الكامنة وراء إنشاء فرقة "فاطميون" الأفغانية التابعة لإيران، ودرسوا كيفية تجنيد عناصرها وتأثير ذلك على الأمن القومي الأفغاني وحذروا من عودة عناصر هذه الميليشيات، التي أنشأتها إيران بهدف الدفاع عن بشار الأسد، من سوريا إلى أفغانستان وأشاروا إلى ضلوع هذه الميليشيات الشيعية في بعض الاشتبكات العسكرية في أفغانستان أيضا. وذكرت إذاعة صوت أميركا الناطقة بالدارية نقلا عن "آرين شريفي"، الرئيس السابق لدائرة "رصد التهديدات" في مجلس الأمن القومي الأفغاني قوله إن "إنشاء فيلق فاطميون بهدف مشاركته في الحرب بالنيابة عن إيران، ترك تأثيره على علاقات كابول مع بعض العواصم، وهذا الفيلق يشكل تهديدا كامنا للأمن في أفغانستان". إلا أن المسؤول الأمني السابق أكد أن مصادر " فيلق فاطميون" في ولايات كابول وهيرات ودايكندي وباميان تم تحديدها وهي تخضع للمراقبة. وتجند ميليشيات "فاطميون" الشيعية عناصرها من بين "الهزارة" وهي أقلية شيعية أفغانية، ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتمويل وتسليح وتدريب هذه الميليشيات التي تشكل القاعدة البشرية للقوات لإيرانية في سوريا إلى جانب فيلق "زينبيون" الذي كونته إيران من الشيعة الباكستانيين. وتؤكد تقارير صحافية أن الحرس الثوري الإيراني جنَّد منذ 2013 إلى 2017 حوالي 50 ألف عنصر ميليشياوي لخوض لحرب بسوريا دفاعا عن الأسد. ويشكل "الهزارة الأفغان" الأغلبية بين الميليشيات الموالية لإيران، والتي تتكون في مجملها من عناصر مقاتلة شيعية باكستانية وعراقية ولبنانية أيضا. المزيد عن فيلق "فاطميون" فيلق "فاطميون" عبارة عن قوة شبه عسكرية تابعة لفيلق القدس، ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، ويتكون من الشيعة "الهزارة" في أفغانستان إلا أن عناصره في الغالب هم من الأفغان الشيعة المقيمين في إيران، وتم تجنيد معظمهم مقابل حصولهم على إقامة ومنحهم الجنسية الإيرانية ودفع رواتب شهرية لهم. وصدر إعلان التأسيس لهذه الميليشيات لأول مرة عام 2011، وبعد مضي 6 سنوات من المشاركة في الحرب بسوريا وتجنيدها المزيد من العناصر المقاتلة، فقد أطلقت على نفسها اسم "فيلق". والمؤسس هو علي رضا توسلي، ويعرف بـ "أبو حامد"، وقُتل عام 2014 خلال المعارك في سوريا. ويقدر بعض الخبراء عدد أعضاء "فيلق فاطميون" بحوالي 20 ألف مقاتل. حكومة أفغانستان ومشاركة مواطنيها في الحرب بسوريا وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها القلق حول عودة "فيلق فاطميون" من سوريا إلى أفغانستان حيث كانت "دويتش فيلة" الألمانية نشرت تقريرا بهذا الخصوص في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 سلطت الضوء من خلاله على مشاركة مواطنين أفغان في الحرب بسوريا، وقال قادر حبیب، رئيس تحرير القسم الداري والبشتو في "إذاعة الحرية" الأميركية، ردا على سؤال لـ"دويتش فيله" بخصوص موقف الحكومة الأفغانية من ذلك: "إن وزارة الخارجية الأفغانية لم تؤيد مشاركة الأفغان في الحرب الداخلية السورية وأعلنت مرارا بأنها تدرس موضوع إرسال إيران لمواطنين أفغان إلى سوريا للمشاركة في الحرب". وتوقع أن السلطات الأفغانية ستضطر إلى اتخاذ موقف بهذا الخصوص. وأضاف قادر حبيب، أن أغلبية المسؤولين الأفغان وزعماء الأحزاب لا ينظرون بشكل إيجابي إلى ضلوع مواطنين أفغان في القتال الدائر في بلد آخر، بل يرفضون ذلك لأن الشعب الأفغاني قلق من التدخل في الحروب بالنيابة، في إشارة منه إلى مشاركة "فيلق فاطميون" في الحرب السورية بالنيابة عن الحرس الثوري الإيراني، كما أكد قلق الأفغان من عودة هذه الميليشيات إلى أفغانستان. ضرورة خروج الميليشيات الأجنبية من سوريا وكانت روسيا أكدت في مناسبات مختلفة ضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا تجاوبا مع ضغوط الغرب بهذا الشأن، وهذا ما صرح به الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في 18 مايو/أيار الماضي، والذي قال إن المسلحين الأجانب الموجودين في سوريا، قد يغادرونها بعد بدء العملية السياسية، إذا كان وجودهم هناك غير شرعي حسب ما نقلته وكالة أنباء نوفوستي الروسية. وسبقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد هو الآخر على "أن المسلحين الأجانب يجب أن ينسحبوا من سوريا بعد انطلاق المرحلة النشيطة للعملية السياسية في هذا البلد". تنظيم "داعش" هو الذريعة وتبرر إيران إرسال الميليشيات الموالية لها إلى سوريا ودعمها لميليشاتها في العراق بذريعة "محاربة داعش"، واليوم يتخوف بعض الخبراء الأفغان، حسب ما ذكرته "دويتش فيله" الألمانية من تكرار نفس الذريعة في أفغانستان. ويتردد في الأوساط السياسية الأفغانية أنه بعد إنتهاء الحرب في سوريا وخروج القوات التابعة لفيلق القدس، ومن ضمنها "فيلق فاطميون" من سوريا، إنه من المحتمل أن تعود عناصر فاطميون إلى أفغانستان وتستأنف نشاطها على الأراضي الأفغانية بحجة محاربة داعش، الأمر الذي يثير قلقا أفغانيا متصاعدا تجاه محاولات فيلق القدس الإيراني لتحويل عناصر فاطميون إلى عناصر ضاغطة على الحكومة الأفغانية وتحويل أفغانستان إلى ساحة جديدة لحرب بالنيابية.
مشاركة :