كشفت أجهزة المركبة الأوروبية غير المأهولة «روزيتا» خاصيات لم تكن متوقعة للمذنب «تشوري» الذي أنزلت عليه روبوت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأظهرت عمليات المراقبة للمذنب البالغ قطره أربعة كيلومترات ويسبح في الفضاء حالياً على مسافة 510 ملايين كيلومتر أنه غني بالمواد العضوية. غير أن الصور التي التقطها جهاز التصوير العالي الدقة «أوزيريس»، أظهرت شكلاً فريداً للمذنب، إذ يتكون من كتلتين يصل بينهما ما يشبه العنق، في ظاهرة لم يتمكن العلماء من تفسيرها بعد. وقال مات تايلور من وكالة الفضاء الأوروبية: «تضع هذه التحليلات الأولية الأسس للمراحل المقبلة من المهمة». وتظهر على سطح المذنب أشكال جيولوجية مختلفة ناجمة عن عوامل التعرية، منها تموجات مشابهة لتلك المكتشفة في الكثبان الرملية على كوكب المريخ. وقال هانس نيلسون من المعهد السويدي للفيزياء الفضائية وأحد المشاركين في الدراسة المنشورة في مجلة «ساينس الأميركية»: «فوجئنا بتعدد المظاهر الجيولوجية. يبدو الغلاف الجوي المكون من مزيج من الغبار وجزيئات الغاز، موزعاً في شكل غير متساوٍ حول نواة المذنب». ومن الملاحظات التي وصفها العلماء بأنها مذهلة، أن المذنب كان في حالة نشاط حين كان بعيداً من الشمس، خصوصاً في منطقة «العنق» حيث رصد وجود جليد مياه، علماً أن المذنبات لا تنشط عادة إلا حين تقترب من حرارة الشمس، فتبدأ حينذاك انبعاثات الغاز والغبار وجزيئات المياه منها. وتمكّن العلماء بفضل الصور الملتقطة من إعداد صورة بالأبعاد الثلاثية للمذنّب ورسم خريطة مفصّلة لموقع هبوط الروبوت «فايلاي» الذي انفصل من المركبة وحط على سطحه قبل أشهر. وأكد العلماء أن الصور والمعلومات ستكون أوضح حين تقترب «روزيتا» من مسافة 30 كيلومتراً عن سطح «تشوري» حالياً إلى ستة كيلومترات فقط في منتصف شباط (فبراير). وأوضحت الوكالة الأوروبية أن تحليق المركبة على ذلك العلو المنخفص سيتيح «التقاط صور وإجراء مسح لسطح المذنب بدقة منقطعة النظير».
مشاركة :