مونديال اليد - هل نحتاج 8 سنوات جديدة للظهور في المربع الذهبي؟

  • 1/25/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

جلس يتحدث بلهفة وحماس عن أن كل ما يحلم به هو وجيله من شباب كرة اليد المصرية هو فقط فرصة ولو ضئيلة للمشاركة في بطولة العالم التي تستضيفها مصر خلال عام من وقتها. تلك العدوى التي أكد أنها انتقلت لباقي المختارين في تشكيلة المنتخب الذي بدأ إعدادا مبكرا وأكثر قوة عن ما اعتادوه، يدركون جيدا أن استضافة مصر للبطولة ستعيد للأذهان ذكريات نظيرتها عام 1993، وأنه قد لا يكون هناك بديلا عن تحقيق إنجاز مشابه. تابع -مع قليلين- الجيل السابق له مواليد 1986 وهو يستقر في المركز السادس في بطولة الشباب التي استضافتها مقدونيا في 2007 وهو يدرك كما يدرك باقي فريقه انه لا يمكن أن ترضى الجماهير بمما حققه جيل مقدونيا إن كانت البطولة في القاهرة. طوال عامين، لم يكن أحد لاعبي المنتخب المصري للشباب وقتها وأحد المشاركين الحاليين في بطولة العالم في قطر يفكر في شيء آخر، ولم يخشى سوى المفاجآت. مفاجآت القاهرة مفاجآت بطولة القاهرة كانت أكثر مما توقعه هو، أو أدركته الجماهير التي ملأت الصالة الرئيسية باستاد القاهرة، فالإصابة أبعدت عمر الوكيل الجناح الأيسر للفريق أحد أفضل لاعبي هذا الجيل عن المشاركة قبل أيام من انطلاق البطولة، ليجلس متابعا البطولة من مدرجات المشاهدين. يقرر عاصم السعدني إخفاء حارسه الأساسي عن الأعين في دور المجموعات ليفاجئ به الخصوم في الدور الثاني، مقررا الدفع بالحارس الثالث كريم هنداوي الذي يفاجئ نفسه قبل المدير الفني بأداء بطولي كفل له لقب أفضل حراس البطولة مع نهايتها. هزيمة صعبة أمام الدنمارك في المربع الذهبي تبعها بهزيمة أكبر وأثقل أمام سلوفينيا، ما كان حقا أكبر وأسوأ مفاجآت البطولة، ليستقر الفريق في المركز الرابع بفارق مركز وحيد عن الإنجاز التاريخي لجيل الشباب الذي شارك في بطولة 1993 في القاهرة وأفضل بمركزين عن المشاركين في بطولة مقدونيا 2007. ولكن الأهم، هو ما غرزه تنظيم البطولة في القاهرة داخل اللاعبين، ندخل كل مباراة مدركين أنه لا بديل عن الفوز أمام مثل هذا الجمهور.. هكذا تحدث وقتها لمدير الفني للفريق عاصم السعدني. مراهنات السابقين قد يكون ما قاله السعدني منذ ما يقرب من ست سنوات يصف ويبرر أكثر ما يبهر الجماهير حتى الآن بأداء المنتخب المصري الأول في مونديال قطر، روحهم القتالية، رغم إدراكهم أن مشوارهم في المونديال قد لا يكون بالبعيد. يقول مروان رجب المدير الفني الحالي للمنتخب : نحن لا ننظر بعيدا للأمام، ننظر لكل مباراة على حدى، ورغم ضمان التأهل، فنحن لا نفكر الآن سوى في المباراة المقبلة، وبعدها لن ننظر سوى للمباراة التي تليها. وهو ما أيده الفتى الذهبي لكرة اليد المصرية، أحمد الأحمر لم يتوقع أحد ما قدمه الفريق حتى الآن، ولكن اللاعبين يقدمون أداء رجوليا ولديهم طموح للوصول لأبعد نقطة ممكنة. وما لا تخطئه الأعين، أن التشكيل الحالي يضع عبئا ضخماً على كاهل الأحمر، فالمنتخب يعتمد في قوامه الأساسي على الجيل الذي ظهر في المربع الذهبي في القاهرة، مدعما بخبرات الحارس المخضرم حمادة النقيب والأحمر ومحمد إبراهيم الذي تسببت إصابته في استدعاء وسام سامي من القاهرة ليحل بديلا له. فجوة أجيال ويكمن السبب في العبء الملقى على كاهل الفتى الذهبي، في الفجوة العمرية الواسعة التي تشهدها تشكيلة الفريق، والتي تعبر بوضوح عن أسباب تراجع مستوى المنتخب المصري في الأعوام المنصرمة. ففارق الـ14 عاما التي تفصل بين النقيب وبديله الأول تؤكد تلك الفجوة، ورغم أنها تتقلص في وجود هادي رفعت الذي منعته الإصابة من المشاركة في البطولة، نجد أن الفارق مازال 12 عاما، فيما جاور الأحمر وإبراهيم لاعبين يصغرونهما بثمانية أعوام. هذا الفارق يظهر معبرا عن حجم الصعوبات التي واجهت أجيال كرة اليد المتتالية في مجاورة الكبار وإيجاد مكانا في تشكيلة المنتخب المصري، ما أدى لاتساع الفجوة بين المنتخب المصري ومنافسيه، مع تجديد الدماء المستمر في الفرق المنافسة. ومع اتساع الفجوة وضرورة الدفع بالشباب احتاجت الأمور لمراهنات جريئة من المديرين الفنيين المتتابعين للمنتخب، جمال شمس وعاصم السعدني ويورن لوميل وصولا لمروان رجب لاستبعادهم للمخضرمين وإعطاء فرصة أكبر للشباب الذين ساعدهم الحظ ببطولة الشباب في القاهرة وأصبحوا أسماء ووجوها مألوفة لدى الجماهير. لا مقارنة برغم أن الجيل السابق لرفقاء محمد علاء وكريم هنداوي قدموا أداء مقبولا في مقدونيا، حصدوا به المركز السادس وحصد منهم كريم شكري لقب أفضل جناح أيسر في العالم، ولكن لأن كل هذا تم بعيدا عن أعين الجماهير، لم يخرج حقا منهم إلى النور سوى أبو الفتوح أحمد أبو الفتوح حماصة وهادي رفعت حارس المرمى. ويظهر في الجيلين التابعين لرفقاء لوكا وكاتونجا، عناصر قد تدفع للتفاؤل، يجب الاعتناء بها وصقلها لتكون الدعامات الجاهزة لضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب المصري، أولها في جيل مواليد 1990 أبطال إفريقيا، الذين بدأ بعضهم فعلا في الظهور في تشكيلة المنتخب الأول، أمثال محمود خليل حارس المرمى الثالث للفريق، ومحمد بسيوني صانع الألعاب الماهر، وعلي زين الظهير الأيسر القوي، وقد يمتد الاعتماد على جيل 1992 أمثال يحيى الدرع وغيره خاصة بعد حصدهم ذهبية أول أوليمبياد للناشئين في سنغافورة عام 2010. وأينما استقر المنتخب المصري في ترتيب جدول المونديال الجاري، دعونا لا ننسى أن شباب 93 احتاج ثماني سنوات كاملة وتدعيمات مستمرة للفريق ليظهر في المربع الذهبي مع الكبار في 2001، بأسماء شكلت التاريخ الذهبي لكرة اليد المصرية. ولكن أعقب تلك الفترة ركود في حركة تجديد الدماء، واحتاج الأمر قرارات جذرية بعد ما يزيد عن عشرة أعوام من التأثر والتراجع، ما زاد من صعوبة كل مدير فني حاول إصلاح الأمور، ولكن الآن، مع وجود هذا الكم الكبير من العناصر القابلة للمشاركة وتغذية وتجديد دماء الفريق بصورة مستمرة، دعونا لا ننتظر ثمانية أعوام جديدة للظهور مع الكبار في المونديال.

مشاركة :