جهود هيئة السياحة برئاسة سمو الأمير سلطان بن سلمان في تحسين خدمات المقاصد السياحية في البلد تُذكر فتُشكر.. إذ إن الجميع يعاني من وضع استراحات الطرق السريعة ومحطات الخدمات البترولية، وأولهم الحاج والمعتمر، ثم المواطن الذي يجد معاناة فائقة خلال تنقلاته برًّا من جنوبها للشمال بسبب رداءة الخدمة، وسوء نظافة المصليات والمساجد ودورات المياه الملحقة بالاستراحات. وربما ملاحظات أخرى تتعلق بصحة البيئة وسلامة الغذاء بالمقاهي والمطاعم بطول الطرق السريعة والاستراحات لبُعدها عن الرقابة. ويأتي الوضع أكثر تحسنًا وتطورًا بين الشرق والغرب.. إذ إن شركات الخدمات البترولية الجديدة التي ما فتئت تنتشر داخل المدن وبعض الطرق السريعة (تبيض الوجه).. لائقة فعلاً بالسعودية ومكانتها الاقتصادية.. محطات حديثة شهيرة، نرغب في أن تُعنى بالخدمة والنظافة والإدارة الاحترافية.. ونرجو منها ألا تتراجع باستقدام عمالة برواتب زهيدة، تنعكس تاليًا على الناتج النهائي للمستفيد.. لقد بدأت تُستخدم بهذه المحطات أجهزة نقاط البيع بدل البيع النقدي.. إلى جانب توافر أجهزة الصرف الآلي، والمقاهي والمطاعم على مدار الساعة. ما يستوقف مستخدمي الطرق ملاحظة إغلاق المحطات وإطفاء التيار الكهربي عنها مع دخول أوقات الصلاة.. وهذا نظام البلد لا مساس به. ولكن الله يعين المسافرين الذين ينتظرون في سياراتهم ربما أكثر من ساعة في الحر والغبار حتى تفتح المحال، ثم يُعاد تشغيل مضخات الوقود.. قد يكون منهم المريض، الطفل والعاجز، وربما غير المسلم.. فغالبًا يجوز للمسافر الجمع والقصر للفروض المكتوبة. فبما أن الجهات الحكومية قد استطاعت أن تتشارك في توفير الخدمات للمحطات، منها الأمن وخدمات الإنترنت والكهرباء على الطرق السريعة وفي المدن بمستوى عال، وبما أنه قد تيسر أيضًا استقطاب شركات على قدر كبير من السمعة والمهنية، فتجاوبت المصارف بتركيب أجهزة الصرافات الآلية.. فلن يتبقى سوى التوسع بتوفير وتشغيل مضخات وقود ذاتية الخدمة.. تكون مستقلة نسبيًّا عن المضخات اليدوية، حالها حال الصرافات الآلية التي تعمل على مدار الساعة، ولا تتأثر (مع الصيانة والإشراف) بمواقيت عمل معينة.. وهذه أساسًا متوافرة في محطات الخدمات بمعظم دول العالم. أتوقع بهذا سوف تُسد الكثير من الذرائع؛ إذ يمكن التوفيق بكل سهولة ويُسر بين قفل المحطة وقت الصلاة مع عدم تعليق مصالح المسافرين ومستخدمي الطرق أوقات الصلاة. نحن بلد مسلم وشعب متدين بالفطرة، كما أن هوية وسمت الدولة "شرعي" بلا منازع.. نحن نحب أن نتطور وننتقل فعليًّا لمصاف دول الدرجة الأولى بقيمنا وهويتنا المطورة نفسها.. إن معظم التعاملات البنكية والخدمات الطبية والنقل، وحتى المستحضرات الصحية، أصبحت من خلال مكائن خدمة ذاتية. لذا نحن نتوق إلى تجاوب سريع من جهات الاختصاص لتعزيز هذه المبادرة. إن من أولى قيم هذا البلد الكريم (المروءة)، ورعاية مصالح وحقوق العباد بهوية سعودية نقية. إذن، من الإحسان بمكان استمرار خدمة العباد من خلال أجهزة ومضخات بيع ذاتي في جميع محطات الخدمات البترولية.
مشاركة :