قالت الكاتبة السعودية المعارضة مضاوي الرشيد، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وجد نفسه في بؤرة الاهتمام في قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي، التي أصبحت الآن قضية دولية، مشيرة إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لن يستطيع حمايته إلى أجل غير مسمى.وأضافت الكاتبة -في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني- إن قيام المدعي العام السعودي بالدعوة إلى تنفيذ عقوبة الإعدام ضد خمسة من أعضاء الفريق الذي أرسل لقتل خاشقجي، وإعلان وزارة الخزانة الأميركية عن عقوبات ضد شخصيات رئيسية في القضية، يوفران «استراتيجية خروج» لولي العهد المحاصر الذي أصبح اسمه مرتبطاً بالقتل، لكن هذا الخروج لن يكون بسيطاً كما يتصور. وأوضحت أن ابن سلمان يواجه الآن معضلة كبيرة، فهو سيتعرض حتماً للإدانة، سواء طبق حكم إعدام الخمسة لارتكابهم الجريمة على النحو الذي طلبه النائب العام، أو قيامه بحمايتهم لأنهم نفّذوا أوامره. وأشارت إلى أن إعدام القتلة الخمسة سيعفيه من أية مسؤولية على الأقل في الوقت الحالي، لكنه سيبعث برسالة خطيرة ومزعجة إلى أكثر خدّامه إخلاصاً وطاعة، أي المخابرات وأجهزة الأمن وفرق الموت. ورأت الكاتبة أن قتل خاشقجي شيء، وقيام ابن سلمان بإعدام خمسة من أقرب العملاء له شيء آخر، فهؤلاء ربما توقعوا الحصول على ميداليات كمكافأة على التخلص من خاشقجي، وليس إعدامهم في إحدى ساحات الرياض العامة. وتابعت بالقول: «إن الإعدام العلني لموالين وأفراد أمن يعني أنه في حالة حدوث مزيد من الفضائح التي تنطوي على استخدام مفرط للقوة أو القتل، فإنهم وحدهم سيدفعون الثمن، في حين أن من يقدمون لهم الأوامر سيحظون بالحماية». وذهبت الكاتبة للقول: «يبدو أن بقاء النظام السعودي سيعتمد على التضحية بكبش فداء، وهو أمر بات ضرورياً في وقت يستمر فيه الحكم بالترهيب والقتل، كما أن أي نظام واثق من نفسه وقوي ليس مجبراً على إسكات جميع أصوات المعارضة بالعنف». وأوضحت أنه إذا تم إعدام القتلة الموالين، سيشعر عملاء المستقبل بالشك في مصداقية النظام الذي يعملون من أجله، إذ ليس هناك ما هو أكثر إثارة للخوف من أن تطيع أوامر بالقتل، ثم تدفع حياتك ثمناً لتنفيذ هذه الأوامر. وقالت الكاتبة، إنه في حين أن العالم -وخاصة عائلة خاشقجي- قد لا يرى تحقيقاً مستقلاً تديره الأمم المتحدة، فإن مقتل الصحافي سيظل يلاحق النظام السعودي في المستقبل المنظور. ورأت أنه من غير المحتمل أن يؤدي إعدام القتلة أو حمايتهم إلى نسيان القضية، لافتة إلى أن ابن سلمان يجد نفسه في قلب كارثة العلاقات العامة حول قضية القتل هذه، وأنه من غير المحتمل أن يتغير هذا بعد التصريحات الأخيرة من النائب العام ومن الولايات المتحدة. وختمت الكاتبة مقالها بالقول: «قد ينجح الملك سلمان في الحد من التوترات من خلال التأكيد على أنه لا يزال في موقع المسؤولية، لكنه لا يستطيع حماية ابنه إلى أجل غير مسمى».;
مشاركة :