تحقيق: محمد بركات تعتبر الحضانات الحكومية في الشارقة، بيئة خصبة لتعليم الأطفال وتأهليهم وتشكيل شخصيتهم وبلورة هويتهم وإكسابهم القيم الإسلامية النبيلة والعادات العربية الأصيلة والروح الوطنية؛ إذ تعمل وفق منظومة متكاملة من البرامج التربوية والتعليمية، التي تشرف عليها الكوادر المواطنة المتميزة بالكفاءة والقدرة على تربيتهم والتعامل معهم وفق أعلى المعايير التي تهيئهم للمراحل الدراسية الأولى، بدءاً من مرحلة رياض الأطفال، من أجل الوصول إلى مخرجات ذات بناء سليم ثقافياً واجتماعياً ودينياً وصحياً وصقل مختلف المهارات التعليمية، للوصول إلى البناء الشامل للطفل.وبلغ عدد الحضانات الحكومية التابعة لمجلس الشارقة للتعليم في إمارة الشارقة، 29 حضانة، تحتضن 1220 طفلاً، 93% منهم من المواطنين، و7% منهم من المقيمين، تحت إشراف وإدارة 238 موظفاً، وهناك 3 نماذج رئيسية للمباني، النموذج الأول وهي الحضانات المستقلة (أ) والتي يستوعب مبناها نحو 160 طفلاً، والنموذج الثاني (ب) ويستقبل مبناها نحو 80 طفلاً، وأما النموذج الثالث (ج) فيستقبل نحو 30 طفلاً.كشف علي الحوسني أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، أنه سيتم افتتاح حضانتين جديديتين في منطقتي قليعة وسهيلة في الفترة القريبة المقبلة، ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلاقاً من حرص سموه على توفير رعاية حاضنة وآمنة لأطفال الأمهات العاملات، لتحقيق الأمن والسلامة والرعاية الشاملة والكاملة لهم، كما كشف عن دراسة خطة لتوفير وإعداد وجبات للطفل في الحضانة خلال الفترة المقبلة.وأشار إلى أن المجلس يضع بعين الاعتبار تجهيز الحضانات وفق أعلى المعايير والضوابط، لاستنتاج أفضل الأسس، حيث تبلغ تكلفة تجهيز حضانة واحدة 10 ملايين درهم، بمساحة تبلغ 1150 متراً مربعاً، فتصاميم الحضانات الجديدة، تراعي العديد من التفاصيل الدقيقة المتعلقة بتوفير بيئة أطفال آمنة وتعليمية، وفقاً للفئة العمرية التي تبدأ من عمر الولادة حتى أربع سنوات، لافتاً إلى أنه تمت مراعاة توفير المساحات الكافية لكل نشاط وتوفير غرفة للرضاعة الطبيعية في كل حضانة، كما تتضمن الحضانة الواحدة، أجنحة تعليمية وإدارية وخدمات وأماكن لعب داخلية وخارجية وعيادة وحدائق زراعية، روعي فيها أسس السلامة والأمان، وتمت مراعاة المعايير البيئية والخاصة بترسيخ ثقافة الترشيد لدى الصغار كما أدخل عليها عناصر معمارية تعكس البيئة المحلية والهوية العربية والإماراتية. جسور التواصل وحول قواعد وشروط التعامل مع أولياء الأمور وموظفي الحضانات، قالت أمينة محمد مديرة حضانة الرحمانية، إن لولي الأمر دوراً فعالاً في العملية التربوية والتعليمية، إذ يمثل إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها الحضانات الحكومية، ومن هذا المنطلق لابد من مد جسور التواصل الإيجابي معهم، بما يخدم مصلحة الأطفال في المقام الأول وتتمثل قواعد التعامل بشكلها المبسط من خلال الإنصات لهم ولملاحظاتهم، كما أن الحضانات الحكومية أنشأت رابط تواصل مع أولياء الأمور من خلال عدد من القنوات تتمثل في إنشاء بريد إلكتروني خاص، لاستقبال آراء واقتراحات وملاحظات أولياء الأمور بما يحقق رضاهم في تطوير الخدمات المقدمة لأطفالهم، حيث يولي المجلس أهمية كبرى لبناء شراكة فعالة مع ولي الأمر لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مما يؤهل الطفل للالتحاق برياض الأطفال بيسر ودون معوقات.وذكرت أن مجلس الشارقة للتعليم، يهتم باختيار كادر مميز لإدارة الحضانات والإشراف على الأطفال المسجلين بها من خلال تنفيذ مقابلات بالتعاون مع دائرة الموارد البشرية يبحثون خلالها عن المشرفة الأم إلى جانب الشق الأكاديمي وأهمية اطّلاعهن على برامج الطفولة والأمومة، لأن الطفل في هذه المرحلة الحساسة يحتاج إلى تنشئة سليمة، كما يتم اختيار معلمات اللغة العربية والإنجليزية بالإضافة إلى مشرفات الرعاية والمساعدات الإداريات في الحضانة، ويتم تأهليهن من خلال عقد برامج تدريبية في المجلس وإلحاقهن بدورات تدريبية داخل الدولة وخارجها، وتتم متابعة هذه الدورات بشكل دوري من خلال قسم الإشراف والتوجيه في إدارة الحضانات للوقوف على النتائج المرجوة منها والتأكد من تحقيقها لأهدافها. الطاقة الاستيعابية وقالت هاجر الحوسني مديرة حضانة الرفاع، إن الطاقة الاستيعابية للحضانة يتم تحديدها بحسب الكثافة السكانية في المنطقة، وعليه يتم تحديد مخطط البناء للحضانة بحيث يتوافق المخطط مع الطاقة الاستيعابية للمنطقة، مشيرة إلى أن هناك إقبالاً شديداً على الحضانات وخصوصاً الحضانات الجديدة التي تم انشاؤها ضمن خطة تنفيذ مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء 66 حضانة في كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة.وأوضحت أن الحضانات تعتمد على منهج ثنائي اللغة، يعتمد على تعزيز مهارات الاتصال عند الأطفال ويركز على القيم أيضاً ولديهم محفظات قرآن تم التنسيق معهن من خلال مؤسسة القرآن الكريم والسنة، موضحة أن اليوم الدراسي يبدأ باستقبال الأطفال من السابعة إلا ربعاً، وينتهي عند الثالثة والربع عند حضور أولياء الأمور لاستلام أطفالهم. المسح الشامل وتحدثت فوزية الحمادي، مديرة حضانة الفلاح عن برنامج المسح الشامل لأطفال الحضانات، الذي تم إجراؤه بالتعاون مع مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، مشيرة إلى أنه تم توجيه الحالات التي تحتاج إلى متابعة إلى مركز التدخل المبكر، مؤكدة على أهمية أن يولي أولياء الأمور نتائج الكشف أهمية كبيرة لأن الكشف المبكر يسهم في متابعة الحالات وعلاجها بصورة أسرع وأكثر كفاءة.وكشفت أريج العقرباوي مطورة أنظمة في المجلس أنه سيتم إطلاق تطبيق للهواتف الذكية خلال الشهر المقبل وهو بمثابة خدمة لأولياء الأمور للتسجيل والتواصل، ومتابعة أطفالهم بشكل يومي. بناء هوية الطفل وتؤكد «أم أحمد إبراهيم» الدور الكبير للحضانة في بناء هوية الطفل والمساهمة في تربيته وتعليمه، ابتداءً من تشكيل مفرداته الأولى، لافتة إلى أن الشارقة تحرص على توفير بيئة تربوية إماراتية الهوية.وأوضحت «أم مريم عبد الرحمن النعيمي»، أن طريقة تدريس الأطفال بالحضانة، طريقة سهلة وسلسة تساعد على ترسيخ المعلومة في عقل الطفل، كما أن سلوكيات ابنتها أصبحت أفضل من قبل، من ناحية الكلام واهتمامها بنظافتها الشخصية وحتى طريقة تناول الطعام.وحرصت «أم هند محمد» على متابعة ابنتها في الحضانة، بقيامها بزيارات للحضانة وقضاء اليوم مع ابنتها للاطّلاع على طرق التدريس. الرسوم رمزية أكدت مريم الشامسي مديرة إدارة الطفولة المبكرة بالإنابة، أن رسوم التسجيل رمزية، فالضابط الوحيد لها هو مكان عمل ولية أمر الطفل، فإذا كانت موظفة في حكومة الشارقة أو موظفة في المدارس الحكومية في إمارة الشارقة، فإن رسوم التسجيل للفصل الدراسي الواحد تبلغ 1500 درهم لكل الفئات العمرية، أما إذا كانت الأم العاملة موظفة في القطاع الاتحادي أو في القطاع الخاص، فإن رسوم التسجيل للفصل الواحد للأطفال في عمر سنة أو أقل يبلغ 3000 درهم، ومن عمر سنة إلى سنتين 2400 درهم، ومن عمر سنتين إلى أربع سنوات 1800 درهم.وأشارت إلى أن نسبة الأطفال المسجلين حالياً في الحضانات ال 29 لأمهات عاملات في حكومة الشارقة تبلغ 72%، بينما تبلغ نسبة الأطفال المسجلين لأمهات عاملات خارج الحكومة 28%.وأوضحت أنه يتم استقبال الأطفال في هذه الحضانات وتقسيمهم في الحضانة حسب الفئات العمرية، فالقسم الأول (قسم الرعاية) يضم الفئات العمرية من (ثلاثة أشهر ولغاية عمر سنة) ومن (سنة ولغاية سنتين)، وأما القسم الثاني (قسم التعليم) فإنه يضم الفئات العمرية من (سنتين إلى 3 سنوات) ومن (ثلاث سنوات إلى 4).وأشارت إلى أن المشرفات والمعلمات في الحضانة، هم من الكوادر المواطنة ويحملن شهادات البكالوريوس والدبلوم العالي والثانوية واللاتي تم تدريبهن وتأهيلهن بعدد من الدورات التخصصية في التعامل مع الأطفال.