وسط تردٍّ اقتصادي هائل، تشهد إيران منذ أسبوعين مظاهرات عمالية دون توقف خاصة جنوب غربي البلاد. وبدأ عمال أقدم مصنع قصب سكر في إيران إضرابا عن العمل أمس بسبب عدم دفع رواتبهم، داعين لتأميم الشركة المتداعية، على ما أعلنت وكالة إيلنا شبه الرسمية. وبحسب "الفرنسية"، نشرت الوكالة صورة لتجمع عمال مطحنة هافت تابه العملاقة لقصب السكر في مدينة شوش في جنوب غرب إيران، تظهر نساء يسرن مع أطفالهن وقد حملت إحداهن لافتة تقول "نحن جوعى". ويوظّف المصنع الذي تم إنشاؤه في عام 1962 نحو أربعة آلاف عامل، ونظم العمال عدة مسيرات في وقت سابق احتجاجا على تأخر الرواتب وعدم دفع معاشات الموظفين المتقاعدين منذ خصخصة الشركة في شباط (فبراير) 2016، لكن الاحتجاجات زادت في الأسابيع الأخيرة. وقال مهرالي-زاده نائب حاكم ولاية خوزستان، حيث يقع المصنع، "ندعو الطبقة العاملة للعودة للعمل قبل أن تتلف المنتجات". ونقلت عنه الوكالة أنّ "الحكومة تسعى لتوفير شهرين إلى ثلاثة أشهر من رواتبهم المتأخرة خلال الأسبوع المقبل". وخلال الأشهر الأخيرة، شهدت إيران عددا من الإضرابات والاحتجاجات على سوء ظروف العمل وتأخر الرواتب في عدد من قطاعات الاقتصاد خلال الأسابيع الأخيرة بما في ذلك قطاع الصلب والتعليم والتعدين والنقل. ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو من مظاهرات الأمس، جابت شوارع الأهواز متوجهة إلى مبنى المحافظة في وسط المدينة. وكان العمال قد نشروا رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى الاستمرار في الاحتجاجات على ما يصفونه بـ "ظلم المسؤولين بحقهم" حيث لم يتقاضوا رواتبهم منذ ستة أشهر. وعجزت الشركات الإنتاجية المهمة مثل الصلب في الأهواز، وقصب السكر في السوس، عجرت عن تسديد مستحقات العمال المالية لمدة أنهت شهرها السادس. وطالبت الرسالة التي خلت من ذكر الجهة المسؤولة لدواع أمنية وخوفا من اعتقالات، العمال إلى التجمهر أمام مبنى القائم مقامية. وبناء على مقاطع الفيديو، هتف المتظاهرون العمال، ضد الحكومة واتهموها "بالمخادعة" كما هتفوا بشعارات مؤيدة ومتضامنة مع عمال شركة "هفت تبه" في مدينة السوس التي تبعد عن الأهواز 120 كيلومترا. وهتف العمال بـ"الموت للظالم" و"العامل يموت ولا يقبل الذل" وهي الشعارات ذاتها التي بدأ بها العمال منذ اليوم الأول لكن دون جدوى ولا استجابة المسؤولين. وكان عمال "هفت تبه" قد رددوا يوم أمس هتافات احتجاجية، جاء فيها: "اليوم يوم حداد حزين"، و"العامل مسكين يندب حظه"، و"ألا تشعر السلطات بالخجل"، و"الموت للظالم"، و"التحية للعامل". وتشير الإحصاءات إلى أن عدد العاملين في هذه الشركة يتراوح بين أربعة آلاف وستة آلاف شخص تبعًا لاختلاف المواسم. ويطالب العمال المتظاهرون بدفع رواتبهم المتأخرة لأشهر، وكذلك دفع نسبة العمال من الأرباح، إضافة إلى عدم خصخصة الشركة، وغيرها من المطالب الفئوية والاجتماعية الأخرى.
مشاركة :