منح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، في احتفالية أقيمت بقصر القضيبية امس، الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون جائزة سموه للتنمية المستدامة لعام 2018، وذلك تقديرا لجهوده وإسهاماته في خدمة الإنسانية وتعزيز مساعي نشر السلام والأمن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وهنأ صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، بان كي مون على نيل الجائزة، مؤكدا أن لبان كي مون سجلا حافلا بالإنجازات والإسهامات المتميزة التي أثرت مسيرة العمل الجماعي الدولي نحو تحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة. وأكد سموه أن بان كي مون استحق بجدارة الحصول على الجائزة نظير عطائه الطويل في تعميق التعاون الدولي تجاه التنمية المستدامة، وجهوده التي أدت إلى التركيز على الأهداف الإنمائية للألفية وإسراع الخطى في مساعدة الدول والشعوب للإيفاء بها، وتهيئة أرضية صلبة ترتكز عليها الدول ومن بينها البحرين في جهودها لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030. وقال سموه: «إننا ندعم بكل قوة مساعي المجتمع الدولي إلى تعزيز جهود التنمية المستدامة، ونسعى من خلال هذه الجائزة إلى إبراز الجهود والمبادرات الفردية والجماعية التي تصب في هذا المجال، باعتبارها نماذج ملهمة في مسار العمل الإنساني الهادف». وأكد سموه أن البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، استطاعت أن تحرز نجاحات متميزة في مجال التنمية المستدامة، وباتت تقدم للعالم نموذجا في القدرة على الالتزام بالأهداف والخطط التنموية التي تقودها منظمة الأمم المتحدة، وعلى رأسها الأهداف الإنمائية للألفية التي نجحت المملكة في تنفيذها بالفعل، وأهداف التنمية المستدامة 2030 التي قطعت المملكة أشواطا كبيرة ومهمة في طريق تحقيقها. وأضاف سموه أن الغايات والأهداف النبيلة التي تسعى إليها التنمية المستدامة تم ترجمتها فعليا في البحرين من خلال جهد دؤوب، للإيفاء بمتطلبات شعب البحرين في المجالات كافة؛ الإسكانية والتعليمية والصحية وغيرها، تجسيدا لرؤيتها أن التنمية وضمان الأمن والاستقرار عنصران متلازمان وحق يجب أن ينعم به الجميع. وأكد سموه أن الجائزة هي تعبير عن الاحتفاء بالشخصيات الجديرة باحترام وتقدير العالم نظير جهودها ومواقفها في خدمة الأهداف الإنسانية النبيلة. وأشاد سموه بتميز علاقات الشراكة والتعاون بين البحرين وجميع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بالتنمية المستدامة، مؤكدا سموه أن التنمية شكلت محورا جوهريا في صلب التعاون المثمر بين المملكة ومنظمة الأمم المتحدة. وكان الحفل قد بدأ بكلمة لرئيس لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، أعرب فيها عن تشرفه بتكليفه من قبل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء للعمل رئيسا للجنة جائزة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، مؤكدا أن سموه يمثل رمزا للقيادة المخلصة، ومصدر إلهام ومثالا يحتذى للكثير من القيادات في القدرة على الإنجاز وتحقيق الطموحات والآمال، مستشهدا بقول سموه: «إنه لا يوجد حدود لطموحاتنا وآمالنا، وطالما أننا نعمل فسوف تتاح لنا فرص كبيرة». وأشار إلى أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قام بتأسيس هذه الجائزة التي تمنح كل عامين في عام 2007، دعما لمثل ومبادئ التنمية المستدامة، وتقديرا للجهود المتميزة التي يبذلها الأفراد أو المؤسسات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات السلام والأمن والتنفيذ الفعال لأهداف التنمية المستدامة. وهنأ الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، بان كي مون على نيله الجائزة، موضحا أن لجنة الجائزة لعام 2018 قررت اختيار بان كي مون تقديرا لدوره البارز بصفته الأمين العام السابق للأمم المتحدة، في صياغة واعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وإسهامه النموذجي في تعزيز الجهود السلمية لإنهاء الصراعات، ولمسيرته التاريخية والاستثنائية في خدمة الإنسانية. وأكد أن مسيرة حياة بان كي مون تشكل نموذجا يحتذى في الالتزام بمُثل الأمم المتحدة وخدمة الإنسانية، وأن المجتمع الدولي مدين لخدماته الاستثنائية التي قدمها بهدف تعزيز قدرة المنظمة الدولية على مواجهة التحديات الرئيسة في العصر الراهن في مجالات السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان. ثم ألقى الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون كلمة، أعرب فيها عن تشرفه وفخره بنيل جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، قائلا: «إنه شرف عظيم أن أنال هذه الجائزة الرائعة، جائزة خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة». وأشاد بان كي مون بالخطوات المتميزة التي قطعتها مملكة البحرين على صعيد التنمية المستدامة، وتحسين الخدمات الصحية العامة، وتقوية الترابط الاجتماعي ونشر ثقافة السلام. واستذكر بان كي مون منح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان خلال اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في عام 2007، تقديرا لجهود سموه في بناء الدولة الحديثة في مملكة البحرين وتحويلها إلى اقتصاد مزدهر ومتنوع، بالإضافة إلى توفير الرعاية الاجتماعية والوظائف وإتاحة التعليم للجميع. وأكد أن البحرين عملت على تحسين الظروف المعيشية والخدمات الاجتماعية من خلال تبني سياسات التنمية الحضرية وتطبيق خطط إسكان اجتماعي شاملة، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية واستخدام الطاقة المتجددة. وقال: «إن للبحرين مكانة خاصة في قلبي، إذ كانت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة الرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة، هي من تولت إجراء مراسم أدائي اليمين الرسمية لتولي منصبي باعتباري الأمين العام الثامن للأمم المتحدة، وقد تعهدت حينها أن أقوم بمهام منصبي بهدف بناء عالم أكثر سلاما وازدهارا وأكثر عدالة للأجيال القادمة». وأكد أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب جهودا جماعية ذات طابع مؤسسي، ووجود شراكة وتعاون بين الأطراف كافة، مضيفا أن الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة توفر أدوات ووسائل تدعم الإسراع في مساعي الحفاظ على البيئة والحياة وإنشاء مدن حضرية مستدامة.
مشاركة :