لن ينسى التاريخ رجلا بقامة الملك عبدالله

  • 1/26/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

مثل هذا الحكم لم يصدر عبثا ولا مجاملة، بل كان نتاج استفتاء أجرته مجلة (فوربس) الأمريكية عام 2011 م، انتهت من خلاله إلى أن عدّت الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه- ضمن أقوى الشخصيات تأثيرا في العالم، وهو أمر تذكرته بعد مشاهدتي لمقاطع على اليوتيوب بُثت غداة إعلان خبر وفاته- رحمه الله-. كانت المقاطع تعبر عن ردود أفعال أطفال سعوديين يبكون بحرقة لفَقْد مليكهم الغالي، والطفل- كما يقولون- لا يُزيف مشاعره ولا يلونها، كما أن بكاء الطفولة- على هذه الشاكلة- دليل على ما يحظى به مليكنا الراحل من شعبية كبيرة، وحب جم من جميع أفراد شعبه، وهي حقيقة راسخة لها شواهد لا تُعد ولا تُحصى. أيضا، تتبعت خلال اليومين الماضيين ردود الأفعال العالمية تجاه هذا الحدث الجلل ولفتتني العبارات العميقة والدالة التي عبّر بها رجالات العالم أو حكومات الدول، عن شخصية عظيمة كـ(ملك الإنسانية، خادم الحرمين الشريفين، الملك الصالح عبدالله)، وقد لاحظت الربط الكبير في هذه المقولات بين السلام ومواقفه- رحمه الله-، كتعبير رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، الذي أشاد أيما إشادة بالملك عبدالله، وعدّه- في الوقت نفسه- مدافعاً عن السلام في الشرق الأوسط. وفي السياق نفسه، حين عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تعازيه للأسرة المالكة وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، وأشاد إشادة كبيرة بإسهامات الملك عبد الله في تنمية المملكة. ومثله قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، مؤكدا على إنجازاته التي برزت بشكل مدهش. هذا الأثر الذي تركه- فقيد الأمتين العربية والإسلامية- إن كان في حياته أو بعد مماته، لا يمكن أن يُمحى على مدى السنوات، لترسخه في ذاكرة التاريخ وعلى واجهته، وسيبقى ملك الإنسانية بعطاءاته وإنجازاته ومواقفه المشرفة نبراسا يشع في طريق الأجيال القادمة، فما عسانا أن نتذكر من قائمة طويلة ناصعة البياض من المنجزات. ففي عهده- رحمه الله- كانت الموافقة على انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية عام 2005، وفي عهده تم الإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة كمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد، ومدينة المعرفة، ومدينة جازان الاقتصادية، ومركز الملك عبدالله المالي، والتفت- رحمه الله- إلى مسألة التعليم عبر التوسع في برامج الابتعاث التعليمي للخارج، وزيادة رواتب الطلبة المبتعثين إلى الخارج بنسبة خمسين بالمائة، عوضا عن تأسيس جامعات: المدينة المنورة، تبوك، حائل، جيزان، الطائف، القصيم، الجوف، الباحة، عرعر، نجران. وبتوجيهات سديدة من عنده، تم إنشاء الهيئة العامة للإسكان، وهيئة الخطوط الحديدية، وجمعية حماية المستهلك، وعلى المستوى الاقتصادي تم التخطيط لإنشاء مدن اقتصادية في كل من: رابغ، حائل، المدينة المنورة، جازان، تبوك. كما كان حريصا على البدء- وعلى وجه السرعة- في التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة، والتوسعة في المسجد النبوي من الجهة الشرقية، وما تبع ذلك من إنشاء مشاريع لتسهيل الحج مثل: جسر الجمرات الجديد، قطار الحرمين السريع للربط بين المدينة المنورة ومكة، قطار المشاعر المقدسة للربط بين مكة ومنى وجبل عرفة ومزدلفة. لا شك أن القائمة تطول وتطول فلا نملك إلا أن نقول بكل اعتزاز وفخر: لن ينسى التاريخ رجلا بقامة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله-. أستاذ الأدب والنقد- كلية الآداب- جامعة الملك فيصل

مشاركة :