أعرب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان الأحد عن أمله بتوصّل الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى اتّفاق سلام خلال خمسة أشهر، على الرّغم من تكبيد المتمرّدين في الآونة الأخيرة القوات الأفغانية خسائر بشرية هي الأكثر فداحة. وبعد عودته إلى كابول إثر جولة ثانية من لقاءات اقليمية يعتقد أنها شملت ممثلين عن طالبان، أبدى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، الأفغاني الأصل، "تفاؤلاً حذراً" بإمكانية وضع حدّ للنزاع المستمر منذ 17 عاماً. ويقود خليل زاد، السفير الأميركي السابق في كابول، جهوداً دبلوماسية لإقناع طالبان بالانخراط في مفاوضات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.وبعد أسابيع من تعيينه في أيلول/سبتمبر مبعوثاً أميركياً خاصاً للمصالحة في أفغانستان، التقى خليل زاد ممثّلين عن طالبان في قطر. لكن يسود تخوّف من أنّ الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 20 نيسان/أبريل 2019، والتي يتوقّع أن تكون حامية الوطيس وأن تشوبها أعمال عنف، قد تنسف أيّ تقدّم نحو تحقيق السلام. وقال خليل زاد لوسائل إعلام أفغانية خلال مؤتمر صحافي "أنا متفائل بحذر"، مضيفاً "آمل أن يحدّد الطالبان وغيرهم من الأفغان موعداً نهائياً لإبرام اتّفاق سلام يسبق إجراء الانتخابات (الرئاسية)". وأضاف أنّ "طالبان تعتقد أنّها غير قادرة على الانتصار عسكرياً... أعتقد أنّ هناك فرصة للمصالحة والسلام". وأرسلت السفارة الأميركية في كابول تسجيلاً بتصريحات خليل زاد للصحافيين الأجانب في كابول والذين لم تتمّ دعوتهم لتغطية المؤتمر الصحافي.وتأتي تصريحات خليل زاد في وقت صعّدت فيه حركة طلبان هجماتها ضد قوات الأمن الأفغانية التي بلغت خسائرها البشرية حدّاً غير مسبوق. ومنذ مطلع 2015 ناهزت حصيلة القتلى في صفوف قوات الجيش والشرطة الأفغانية 30 ألفاً. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الحالي أعلن الرئيس الأفغاني حصيلة للقتلى تتخطّى بأشواط الأرقام المعلنة سابقاً. وفي تقريره الأخير نقل "المفتش العام الأميركي لإعادة إعمار أفغانستان" (سيغار) عن بعثة حلف شمال الأطلسي "الدعم الحازم" قولها إنّ حصيلة ضحايا القوات الأفغانية هذا الصيف هي الأعلى على الإطلاق. وأسفرت الهجمات الأخيرة لطالبان والتي استهدفت مناطق أقليّة الهزارة في ولاية غزنة الواقعة في جنوب شرق أفغانستان عن مئات القتلى وأجبرت الآلاف على النزوح وأثارت مخاوف من حصول أعمال عنف طائفية.وتنتمي الغالبية العظمى من الهزارة إلى الطائفة الشيعية، خلافاً لعناصر طالبان ومعظمهم من الباشتون ممن وُجّهت إليهم اتّهامات بانتهاك حقوق الانسان خلال حكمهم بين 1996 و2001. وأكّد خليل زاد أنّه يدرك "تعقيدات" النزاع، وقال "أودّ أن أحقّق أكبر قدر ممكن من التقّدم في أسرع وقت". وتعكس تصريحاته ما يبدو أنّه إلحاح متزايد لدى البيت الأبيض والدبلوماسيين الأميركيين من أجل التوصّل سريعاً إلى اتّفاق. وتواجه واشنطن منافسة روسية في الملفّ الأفغاني، وقد استضافت موسكو في 9 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي اجتماعاً دولياً حول أفغانستان شارك فيه وفد من حركة طالبان. ودعا خليل زاد كلاًّ من طالبان وكابول إلى تشكيل فريق تفاوضي من أجل إطلاق المحادثات.
مشاركة :