كتب - عبدالمجيد حمدي: كشف سعادة الدكتور الشيخ محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة أن الفترة المقبلة سوف تشهد زيادة الضرائب على منتجات التبغ والمشروبات الغازية بهدف الحد من استهلاك المواد التي تعود بالسلب على الصحة العامة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن نتائج المسح العالمي الرابع لاستهلاك التبغ بين الشباب، والذي نفذته إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة، بالتنسيق مع وزارة التعليم والتعليم العالي، وبالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، ومركز مكافحة الأمراض. وقال الدكتور محمد بن حمد آل ثاني: إن قطر أوفت بالتزامها بتنفيذ المسح في الزمن المحدد، لافتاً إلى أنه مسح عالمي يجب أن يتكرّر كل 5 سنوات، موضحاً أنه تم تنفيذ المسح في الفترة من فبراير إلى أغسطس 2018. وأضاف أنه تم إجراء الاستبيان على شكل نسخ استمارات ورقية خاصة دون ذكر أسماء لتأكيد الخصوصية وبواقع 78 سؤالاً للاستمارة الواحدة كما تم إجراء استبيان تكميلي لأعضاء هيئة التدريس في المدارس التي تم اختيارها وعددها 25 مدرسة، في 79 صفاً. وأوضح أنه بمقارنة نتائج المسح مع المسوحات السابقة التي تمّت في قطر، يتبيّن أن نسبة استهلاك التبغ بجميع أنواعه في انخفاض ملحوظ، حيث إنها كانت 20% في عام 2004 وفي 2007 انخفضت إلى 17.9 % ثم إلى 15%، وانتهاءً في عام 2018 بلغت النسبة 12%، لافتاً إلى أنه إنجاز كبير يُحسب لدولة قطر أن تنخفض النسبة بهذا المعدل، منوهاً إلى أن قطر تعد إحدى أقل الدول استهلاكاً للتبغ في المنطقة والعالم. وتــــابع الدكتـــور محمد آل ثاني أن انتشار استهلاك التبغ بين البنين كان أكثر من انتشاره بين البنات، في كل المسوحات، ما يجعل البنين هم الفئة الأهم والأكثر استهدافاً لبرامج مكافحة التدخين في المستقبل، ولكن معدلات التدخين لم تنخفض بين البنات في المسح الأخير، فكانت 8.7%، وقد لوحظ أن البنات أقل تدخيناً للسجائر ولكن يتبيّن أن نسبة تدخين الشيشة مرتفعة بين الفتيات ما يشير إلى ضرورة وضع استراتيجية توعية لتعريف البنات بخطورة تدخين الشيشة. 24 % نسبة التعرض للتدخين السلبي لفت الدكتور محمد آل ثاني إلى أنه من الملاحظ أن نسبة تعرّض الشباب لدخان السجائر في المنازل (التدخين السلبي) انخفضت من عام 2004 حيث كانت 32%، إلى 24 % في عام 2018، ما يظهر زيادة الإدراك والوعي في البيوت لأهمية خفض التدخين السلبي داخل البيوت. وقال إن أكثر الأماكن التي يتعرّض فيها الشباب للتدخين السلبي هي الأماكن العامة المغلقة، وهذا يدعو وزارة الصحة العامة لتشديد العمل بقانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة لمنع هذا النوع من التدخين لمنعه مستقبلاً. وأضاف إنه يلاحظ أن محاولة إقلاع الشباب عن التدخين قد انخفضت نسبياً في المسوحات، ما يشجّع على ضرورة وضع استراتيجيات جديدة لتشجيع الشباب للذهاب لعيادات مكافحة التدخين، لتشجيعهم على الإقلاع عن التدخين في سن مبكرة. الشباب يحصلون على التبغ من البقالات قال مدير إدارة الصحة العامة: إن الكثير من المحلات التي تقدّم الشيشة، وتبعد أقل من 1000 متر عن المدارس، تم إغلاقها، والبعض أعطي استثناء ينتهي في 2019، منوهاً إلى أن الفنادق 5 نجوم مستثناة، ولكن بالشروط التي تضعها وزارة الصحة العامة ووزارة البلدية والبيئة ووزارة الاقتصاد والتجارة وإدارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية. وأوضح أن المسح كشف أن غالبية الشباب يحصلون على منتجات التبغ من المحلات التجارية والصغيرة مثل البقالات ما يوجب التشديد على منع بيع التبغ لمن دون 18 سنة، داعياً السكان للإبلاغ عن أي مخالفة من قبل هذه المحال التجارية. قالت الدكتورة خلود المطاوعة رئيس فريق المسح ورئيس قسم الأمراض غير الانتقالية في وزارة الصحة العامة إن عدد المشاركين في المسح بلغ 2328 من الطلاب في الصفوف من السابع إلى التاسع منهم (1608 طلاب) تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاماً، لافتة إلى أن معدل الاستجابة الكلي لجميع الطلاب الذين شملهم المسح بلغ 89٪. ولفتت إلى أنه تم خلال المسح اختيار المدارس المشاركة بشكل عشوائي، كما تم اختيار الفصول داخل المدارس عشوائياً وتم اعتبار جميع الطلاب في الفصول المختارة مؤهلين للمشاركة في المسح كما تم خلال المسح عمل استبيان قياسي عالمي أساسي مع مجموعة من الأسئلة الاختيارية التي يتم تطويعها لتتكيف مع احتياجات الدولة بشأن استهلاك التبغ والمؤشرات الرئيسية لمكافحة التبغ. مشاركة 2328 طالب في المسح شباب لا يعرفون عيادات الإقلاع عن التدخين أوضحت د. خلود المطاوعة أن المسح أظهر أن نسبة كبيرة من الشباب لا يعرفون بعيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين، ولذلك ستشهد المرحلة المقبلة المزيد من التوعية عن مراكز الإقلاع عن التدخين بحمد الطبية والرعاية الصحية الأولية. وكشفت أن الفترة المقبلة ستشهد حملات مكثفة موجهة للفتيات، لافتة إلى أن نسبة الزيادة في انتشار استهلاك التبغ بين الفتيات ليست بالكبيرة. وقالت: إن معظم من أجري عليهم المسح يؤيدون الإقلاع عن التدخين، ولكن لا يعرفون بعيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين، وهم يشكّلون تقريباً نصف العيّنة التي أجري عليها المسح. تشديد إجراءات منع التدخين مستقبلاً حول مؤشر المعرفة والسلوك بين الشباب قال الشيخ محمد آل ثاني: إنه عالٍ، ويشجّع على الالتزام، فالكثير من الشباب يطلبون منع التدخين في الأماكن العامة، وبناءً على ذلك ستشهد الفترة المقبلة تشديد الإجراءات على منع التدخين، منوهاً إلى أنه من الملاحظ زيادة استخدام السجائر الإلكترونية، وهي ممنوعة في قطر، ولكن البعض يأتي بها من الخارج كاستخدام شخصي. ولفت سعادته إلى أنه بناءً على المسح سيتم وضع استراتيجية تحد من وصول التبغ إلى الشباب في هذه السن المبكرة، وكذلك وضع استراتيجيات تستهدف البنات في هذا العمر، خاصة الرغبة في تدخين الشيشة وفتح المزيد من عيادات المساعدة على تقليل التدخين، لتكون متخصّصة للشباب لتتحصل هذه الفئة على المساعدة المطلوبة، وعمل بحث بين المدخنين من هذه الفئة لفهم أفضل السبل الناجعة للإقلاع عن التدخين. ولفت إلى أنه سوف يتم تنفيذ بعض التحليلات التفصيلية الأخرى، وسترد في التقرير النهائي للمسح، وستوضع التوصيات اللازمة للتقليل من انتشار التدخين مقدّماً الشكر للجهات التي ساهمت في إنجاح المسح، وبينها الفرق التي قامت بتنفيذ المسح.
مشاركة :