الحمد لله على قضائه وقدره وما مصابكم يا آل الزكري في وفاة والدكم الشيخ صالح بن سليمان الزكري إلا مصاب على الجميع -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته-. والدكم رحمه الله ترك تاريخاً يذكر له ويشكر عليه، أوّله أنه أنجب أبناء تربوا على صفات والدهم وساروا على منهجه، وأما مآثر هذا الرجل فهي كثيرة ومتعددة ولا يمكن في هذه الكلمات أن أحصرها في مكرمة أو مجموعة مكارم، إن كرم والدكم الذي أصبح مثالاً يحتذى قد شاع وأصبح منزله مقصداً لكل ضيف وزائر، حتى أنني لم أر يوماً أن باب مركز الإمارة قد أغلق فهو يستقبل الناس ليلاً ونهاراً، وكان -رحمه الله- شعلة متوقدة لكل ما يخدم مدينته حوطة سدير، هذه المدينة التي سعدت بأن يكون رئيساً لمركزها لأكثر من نصف قرن حتى حازت على قصب السبق وأصبحت من أكبر وأهم مدن سدير، وكل يوم تتجدد إما بمشروع حكومي أو مشروع استثماري أو امتداداً عمرانياً فاق التصور، وكل عقبة تقف أمام أي مشروع لا بد أن تجد أبو فهد يراجع الجهات الحكومية حتى يحصل على مبتغاه، كل ذلك من أجل حوطة سدير وأهلها. أما تواضعه وطيبته فهذا شيء تميز به حتى قصده كل طالب حاجة أو مهمة، ولا تقابله إلا وتجد التواضع والابتسامة هي شيمته، استطاع أن يربي أنجاله الكرام ويرويهم من نهر وخبرات حياته حتى أصبحوا من خيرة الشباب نهجاً ومحبة وخدمة، وكان فهد هو ذلك الشبل الذي رأت فيه الدولة أعزها الله أن يخلف والده في رئاسة مركز حوطة سدير فقام بهذا العمل خير قيام. تبقى ذكرى هذا الرجل الذي خدم دينه ومليكه ووطنه تاريخاً ناصعاً بالوفاء والولاء وأن نذكر هذا الرجل ولو بشيء بسيط كتسمية شارع رئيسي باسمه، وأن يقوم الأستاذ فهد وإخوانه وأخواته بإعداد كتاب عن مسيرة والدهم وعمل مقابلات مع معارفه وتسجيل كلماتهم عنه وأن يسمح لنا في الملتقى الثقافي بطباعة ألف نسخة من هذا الكتاب وتوزيعها مجاناً. رحمك الله يا أبو فهد.
مشاركة :