أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «حزن شديد»، لدى تفقده دماراً طاول مدينة باراديز نتيجة حرائق هي الأسوأ في تاريخ كاليفورنيا، فيما تواصل السلطات البحث عن القتلى والمفقودين. وأتى الحريق «كامب فاير» على نحو 60 ألف هكتار في شمال كاليفورنيا، مدمراً نحو 10 آلاف منزل وأكثر من 2500 مبنى آخر. وارتفعت حصيلة القتلى إلى 76، وعدد المفقودين إلى 1276 شخصاً، وإن كانت السلطات حدّدت مكان مئات الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل عندما استعر الحريق في باراديز. وحطّت طائرة ترامب وسط ضباب دخاني في مطار تشيكو، لكنه لم يرتدِ كمامة. وعاين المناطق المنكوبة والتقى سكاناً نازحين، يرافقه حاكم كاليفورنيا جيري براون والحاكم المنتخب جافين نيوسوم، ورئيسة بلدية المدينة جودي جونز. وقال الرئيس الأميركي: «هذا محزن جداً. في ما يتعلّق بالقتلى، لا أحد يعرف (العدد) في هذه المرحلة، هناك كثيرون في عداد المفقودين. لم يكن أحد يتخيّل حدوث ذلك». وكرّر أن «سوء الإدارة الفادح للغابات» هو السبّب في حرائق الغابات وخروجها عن السيطرة. وأضاف أنه ناقش الأمر مع براون ونيوسوم خلال جولته في باراديس، وتابع: «أعتقد بأننا لن نواجه مجدداً (حريقاً) بهذا الحجم. تلزمنا إدارة مختلفة، أقول ذلك منذ وقت طويل». وسُئل هل أن زيارته غيّرت موقفه حيال الاحتباس الحراري، فأجاب: «لا، لديّ رأي صارم. أريد مناخاً رائعاً وسنحصل على ذلك». وكان قال الجمعة لشبكة «فوكس نيوز» إن الاحتباس الحراري «ربما ساهم قليلاً» في انتشار النيران في شكل سريع، مستدركاً أن «المشكلة الكبرى هي إدارة» الغابات. وتمكن رؤية آثار حريق «كامب فاير» من بُعد أكثر من مئتي كيلومتر نحو جنوب باراديز حتى سان فرانسيسكو حيث أصدرت السلطات تحذيراً من التلوث. وأُغلقت المدارس في المدينة الجمعة وغطّى ضباب كثيف جسر كاليفورنيا. وقال أحد سكان المدينة ميلفن كارسينتي: «إنه أمر سيئ جداً. هناك هذه الغيمة الدائمة فوق المدينة. يبدو الهواء أكثر كثافة. لم أرَ هذا المقدار من الناس الذين يضعون كمامات». ونُفذت عمليات البحث عن مفقودين في شكل أساسي في باراديز، حيث كان يقيم عدد كبير من المتقاعدين الذين لم يتمكنوا من إخلاء منازلهم في الوقت المناسب. ويتنقّل رجال إنقاذ من منزل إلى آخر ومعهم كلاب مدربة، بحثاً عن مفقودين. وقال جوناثان كلارك الذي يبحث عن شقيقه وزوجة شقيقه وابنهما: «سأواصل البحث وآمل بأن تكون الأمور كما يرام». وفي جنوب الولاية قرب لوس أنجليس، تمت السيطرة على نحو 80 في المئة من حريق «وولسي فاير» الذي يأمل الإطفائيون بإخماده اليوم، علماً أنه التهم نحو 40 ألف هكتار، بما في ذلك جزء من منتجع ماليبو البحري الشهير الذي يسكنه عدد كبير من المشاهير. وأدى الحريق الى مقتل 3 أشخاص، فيما نشرت السلطات حوالى 9 آلاف إطفائي في موقعَي الحرائق التي سبّبت إجلاء عشرات الآلاف من السكان. ورجّح خبراء أرصاد هطول أمطار على سفوح تلال سييرا، بما في ذلك باراديز. كذلك ستهطل على سان فرانسيسكو، ما يساهم في تنقية الهواء المعبأ بمستويات غير صحية من الدخان. وتوقّع خبير للأرصاد في المركز التابع للهيئة الوطنية للطقس هطول أمطار على جنوب كاليفورنيا، بما في ذلك شمال مدينة سكرامنتو حيث حريق «وولسي فاير». ولا يزال التحقيق جارياً لمعرفة مصدر الحريقين، علماً أن شكوى قُدمت ضدّ شركة الكهرباء المحلية «باسيفيك غاز أند إلكتريك» التي اشارت الى حادث على خطّ التوتر العالي، قبل اندلاع الحريق في باراديز. وتشهد كاليفورنيا جفافاً مزمناً منذ سنوات، واندلعت فيها حرائق ضخمة قبل سنة أسفرت عن أكثر من مئة قتيل ودمّرت مئات الآلاف من الهكتارات. على صعيد آخر، أقرّ المرشّح الديموقراطي لمنصب حاكم ولاية فلوريدا أندرو غيلوم بهزيمته أمام الجمهوري رون دي سانتيس، وذلك بعد إعادة فرز الأصوات، نظراً إلى النتائج المتقاربة التي حصل عليها المرشّحان خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي نُظمت في 6 الشهر الجاري. وقال غيلوم، الذي كان يأمل بأن يُصبح أول حاكم أسود للولاية: «أريد أن أهنّئ رون دي سانتيس الذي سيُصبح الحاكم المقبل لولاية فلوريدا العظيمة. سنواصل الكفاح والعمل، وفي النهاية، أعتقد بأننا سنفوز. أنا شاكر لكلّ منكم».
مشاركة :