جيش أوروبا.. بين الآمال والواقع

  • 11/19/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الجيش الأوروبي الموحد. ولا ننسى أن دول الاتحاد الأوروبي تعجز عن التوصل إلى موقف موحد في أبسط الأمور مثل تغيير التوقيت، وبالتالي يبدو أنه من غير الممكن تنازل الأعضاء عن حقوقهم السيادية في مجال الدفاع لصالح مؤسسات الاتحاد. كما يجب الوضع بعين الاعتبار، المسؤوليات الاقتصادية والمالية التي ستترتب على إنشاء جيش أوروبي موحد. البلدان الأوروبية التي تواجه صعوبات في إيفاء كامل مسؤولياتها وتعهداتها المالية تجاه حلف "ناتو"، لا تستطيع تحمل الأعباء الاقتصادية الإضافية والناتجة عن زيادة النفقات الدفاعية من أجل الجيش الأوروبي الموحد. الصعوبات والتحديات الحالية القائمة تظهر مدى صعوبة تأسيس جيش أوروبي موحد رغم تظاهر الاتحاد الأوروبي باتخاذه خطوات كبيرة في مجال الدفاع المشترك على الصعيد النظري، إلا أن هذا الهدف سيظل بمثابة خيال وحلم على ما يبدو. في ضوء التطورات الحالية وعند الوضع بعين الاعتبار الاتجاهات الملموسة في مجال الدفاع حول العالم، فإن إنشاء جيش أوروبي على المدى القريب، لا يتجاوز أن يكون "حلما" دون إمكانية تحقيقه على أرض الواقع. في المحصلة، يتوجب على الدول الأوروبية في ظل الظروف الحالية، التركيز على وضع استراتيجيات واقعية، وتخصيص ميزانيات مراكز البحث والتطوير لحرب الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والقدرات السيبرانية، وأنظمة الحروب الإلكترونية وما شابه من أنماط الحروب التكنولوجية الرائجة في الفترات الأخيرة. محاولات تحقيق أهداف غير هذه، ستبقى مجرد أفكار نظرية، ومجرد أهداف سياسية وعسكرية تتجاوز القدرات والإمكانات المتاحة. -------------------------------------------------الدكتور جان قصاب أوغلو، محلل في مجال الدفاع لدى مركز البحوث الاقتصادية والسياسات الخارجية - إدام – الذي يتخذ من إسطنبول مركزا له. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :