يقف دائما إلى جانب البسطاء، وينتقد ما يراه في غير مصلحتهم، ولا يجامل أحدا في خدمة الناس الذين يحبهم. صاحب ابتسامة دائمة، يطلقها في وجه كل من قابله، ولا تكاد تفارق محياه حتى في أحلك الظروف. وعلى الرغم من تلك الابتسامة، التي تخفي خلفها قلبا طيبا ينحاز للبسطاء، إلا أن الحزم ومواجهة مكامن الخلل بجرأة، ومصارحة المخطئ بما هو عليه، كانت ومازالت أبرز سماته. إنه ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الديبلوماسي المحنك الذي قضى أكثر من 51 عاما في العمل السياسي، متنقلا بين الإمارة والاستخبارات، ووليا لولي العهد، ومبعوثا خاصا للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، ينحاز للمواطن دائما في تصريحاته. وكشفت تصريحات الأمير مقرن بن عبدالعزيز عددا من المشكلات التي كان السعوديون يواجهونها، بعد أن رصد مكمن الخلل، فأوصى بالحل. ووفقاً لـ الوطن فإن آخر تلك التصريحات، كان تصريحه الشهير ضد البنوك، واصفا إياها بأنها كالمنشار طالع ماكل نازل ماكل، وأنها لم تقدم شيئا للجمعيات الخيرية والفقير والمواطن على حد سواء، لينطلق بعد ذلك تساؤل كبير عن دورها في المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع والمنشآت الوطنية ومراكز الأبحاث أو تنفيذ برامج اجتماعية أو ترفيهية أو تحمل تكاليف زواج الشباب ومساعدة الأسر المنتجة أو حتى الإسهام في حل أزمة السكن التي يعاني منها كثير من المواطنين، خاصة أن أرباح تلك البنوك هي في الأصل ودائع في صناديق البنوك من أموال المواطنين، ليفتح الأمير مقرن الباب أمام تلك البنوك من أجل أن تكون مساهمة في العملية التنموية للمملكة، وتساعد في حل كثير من المشكلات التي يعاني منها المجتمع. وقبل ذلك انتقد الأمير مقرن بشدة حينما كان رئيس الاستخبارات العامة الطريقة التي يعمل بها نظام ساهر الإلكتروني، الذي يرصد المخالفات دون أن يبين للناس أماكن الكاميرات، مفيدا بأنه نقل حالة عدم الرضا هذه للمسؤولين في المديرية العامة للمرور. ويأتي ذلك كانتقاد لقطاع حكومي حيوي، من أجل مصلحة الناس والحرص على حقوقهم. لينتقل في نفس اليوم إلى انتقاد شركات الاتصالات على ما تقدمه من خدمات للمواطنين قائلا نحن نطمح للأكبر، نعلم أن السرعات على الكيابل النحاسية لا تضاهي الكيابل الضوئية، شركاتنا العظيمة للاتصالات جميعها تمدح نفسها بقولها: أنا لدي أربعة ميجا أو ثلاثة ميجا، ولكن عندما نجري الفحص عليها لا نجد لديها ولا نصف ميجا حتى.
مشاركة :