عن الإدارات المعطوبة.. كريّم: الموظف المُشاغب! صاحب رأي ويرفض منافقة مديره

  • 11/19/2018
  • 00:00
  • 78
  • 0
  • 0
news-picture

بلغة ساخرة يرصد الكاتب الصحفي أيمن بدر كريّم تصنيفاً غير مُعلنٍ في الإدارات المعطوبة لتقسيم الموظّفين إلى فئات مثل "الموظّف الغلبان" و"الموظف المُشاغب!" وغيرهما، لافتًا إلى أنه تصنيف يبتعد عن أي معايير مهنية أو مقاييس احترافية وظيفية، مؤكدًا أن من يطلق عليه "المُشاغب"، هو في الحقيقة صاحب رأي ورؤية ويرفض منافقة رؤسائه ومديريه. غير مُعلنٍ وغير مهني وفي مقاله "موظّف مُشاغب!" بصحيفة "المدينة"، يقول كريّم: "يبدو أن هناك تصنيفاً غير مُعلنٍ في بعض الإدارات لتقسيم الموظّفين إلى فئات اعتماداً على أوصاف يصعب تحديدها، مثل الموظّف الطيّب، والموظّف البليد، والموظّف صاحب الولاء الشّخصي، والموظف (المُطبِّل) والموظّف الوُصولي، والموظّف المُشاغب وغيرهم، ويتعامل معهم بعض المُديرين على أساس شخصي، يبتعد عن أي معايير مهنية أو مقاييس احترافية وظيفية". الموظف الغلبان "اللامبالي" ويرصد كريّم من يطلق عليه البعض "الموظف الغلبان"، ويقول: "الموظّف (الغلبان) أو (اللامبالي)، الذي ينصاعُ لأي أمر أو توجيه من مديره دون أن يبدي أي ردة فعل، ويمتثل مباشرة للأوامر التي تخصّ أساس عمله، ولا يقوم بالاستفسار عن تفاصيل التوجيه وأسبابه وتداعياته، بل يخشى حتى من إبداء تذمّره أو عدم اتفاقه". "المُشاغب!" صاحب رأي وبلغة ساخرة يصف كريّم "الموظف المُشاغب!"، ويقول: "هناك موظفٌ من فئة الـمُشاغبيـن -هداهم الله- لـمجرّد أن له رأياً آخر في موضوع ما، أو تجرّأ على التفكير بصوت مسموع في كيفية تحسيـن الأوضاع المهْنية في قسمه أو مؤسسته، ولم تُسعفه قريحتُه للسُّكوت حين لم يُطلب منه الكلام، بل إنه -هداه الله- كان رأيهُ مُختلفاً عن رأي مديره أثناء حضوره بعض الاجتماعات (المهمة)، وهو مسكين، لا يدري أن تلك الاجتماعات ما هي إلا عرضٌ مسرحيٌّ مطلوب من ذلك المدير أن يقدّمه بين حين وآخر، وأن الهدف منه أن يوافق الموظفون على ما يتم مناقشته ويُطرَح من توجيهات، دون إشراكهم في قرارات تمسّ حياتهم الوظيفية وتفاصيل أعمالهم". يرفض النفاق ويضيف كريّم: "لا يقف الموظّف المشاغب -أصلحه الله- عند هذا الحد من الجسارة، لكنه -بجهلٍ منه- يتجرّأ على المطالبة بمستحقاته المتأخرة، ويستاء من المُماطلة في ترقياته وبدلاته، بل ويحاول التظلّم لدى الجهات المعْنية، ويردُّ عن كرامته الإهانات الوظيفية، ونسي في خضم أداء واجباته أن يمدح المدير، ويقدّم له فروض الولاء الشخصي في كل فرصة، لينال منه مكانة مُقرّبة، تسهّل عليه حصوله على حظوة خاصة ولا تحرمه من بدلات الأداء المتميّز!! لكنه -أصلحه الله- اختار طريقاً وعِراً، وأساليب مهْنية غيـر مناسبة لهذا النوع من الإدارات المعطوبة، ولم يفطن لقوانين اللعبة الإدارية وطُرق لعِبها باحترافية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم".

مشاركة :