نتنياهو ينجح باللحظات الأخيرة في احتواء أزمة الائتلاف الحكومي

  • 11/20/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – أنقذ وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، الاثنين الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو من مصير الانهيار، بعد قراره بعدم الانسحاب منه، الأمر الذي من شأنه أن يبدد احتمال إجراء انتخابات مبكرة تدفع لها بعض الأطراف وعلى رأسها وزير الدفاع المستقيل أفيغدور ليبرمان، الذي قدّم الأحد مشروعا لحل الكنيست سيتم بحثه الأربعاء. وقال بينيت إنه سيمنح بنيامين نتنياهو الوقت لتصحيح مسار الأمور في سلسلة قضايا خلافية. وأضاف “إذا كان رئيس الوزراء جادا في نواياه وأنا أريد أن أصدق ما قاله الأحد، فإني أقول له إننا نسحب حاليا كل مطالبنا السياسية وسنساعدك في المهمة الهائلة لجعل إسرائيل تكسب مجددا”. وكان حزب “البيت اليهودي” اليميني المتطرف قد هدد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم يتم منح زعيمه نفتالي بينيت حقيبة الدفاع. ورفض نتنياهو بشدة الأمر رغم الأزمة التي تهدد بحل الحكومة منذ استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان احتجاجا على وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ولا يعرف بعد كيف نجح نتنياهو في إقناع بينيت بالتراجع عن موقفه، وما هي التعهدات التي قدمها لتحقيق ذلك. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين خلال جلسة عقدتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، “نحن في أوج معركة لم تنتهِ بعد، وفي هذه الفترة الحساسة أمنيا، إسقاط الحكومة هو عمل غير مسؤول”. ولفت نتنياهو إلى أنه بدأ الأحد مهام عمله كوزير للدفاع، والتقى مع قادة الجيش، مضيفا “نحن نستعد لمواجهة جميع التحديات”. ولم يحدد في كلمته، الجبهة التي ينوي التحرك فيها إن كانت غزة أو لبنان أو سوريا أو إيران. وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن بلاده ستواصل “العمل داخل سوريا”، موضحا أن روسيا غير قادرة “بمفردها”، على دفع القوات الإيرانية والمؤيدة لها، على الخروج من سوريا. نفتالي بينيت: نسحب حاليا كل مطالبنا وسنساعد نتنياهو في مهمته الهائلةنفتالي بينيت: نسحب حاليا كل مطالبنا وسنساعد نتنياهو في مهمته الهائلة وكان نتنياهو قد حث في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة من ليل الأحد شركاءه في الائتلاف على عدم إسقاط الحكومة مشيرا إلى تحديات أمنية تلوح في الأفق وملمحا إلى تحرك ستقوم به إسرائيل في المستقبل ضد أعدائها. وبعد انسحاب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وحزبه “إسرائيل بيتنا” باتت غالبية ائتلاف نتنياهو في الكنيست (120 مقعداً) تقتصر على مقعد واحد. ولو كان نفتالي بينيت قد سحب حزبه من الائتلاف الحاكم الهزيل، كما هدد مسؤولو حزب البيت اليهودي، لأصبح نتنياهو رئيسا لحكومة أقلية مما سيجعل إجراء انتخابات مبكرة أمرا مرجحا على نحو كبير. وكان أفيغدور ليبرمان قد قرر الانسحاب من الحكومة على خلفية اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة رعته مصر بعد يومين من تصعيد خطير كاد أن يؤدي إلى حرب جديدة. واتهم ليبرمان رئيس الوزراء نتنياهو بالخضوع لحركة حماس، منتقدا قراره بالسماح بإدخال أموال قطرية للقطاع المحاصر. وبدا بالواضح أن هناك امتعاضا واسعا في إسرائيل من طريقة تعاطي نتنياهو مع التصعيد الأخير في غزة. ونظّم إسرائيليون في المناطق الجنوبية التي أصابتها صواريخ أطلقت من القطاع الأسبوع الماضي احتجاجات دعوا خلالها إلى اتّخاذ موقف متشدّد ضدّ حركة حماس التي خاضت ضدّها إسرائيل ثلاث حروب منذ العام 2008. وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه بعد وقف إطلاق النار أن 74 بالمئة من الإسرائيليين ليسوا راضين عن تعامل نتنياهو مع التصعيد في غزّة، إلا أنّه أظهر أنّ حزبه “الليكود” سيفوز بغالبية المقاعد إذا ما أجريت انتخابات نيابية مبكرة. ويرى مراقبون أن معارضة نتنياهو الشديدة لإجراء انتخابات مبكرة يعود إلى خشيته من إمكانية فقدان مقاعد بالبرلمان، حيث أن تركيز الرأي العام الإسرائيلي سيكون منصبا على قرار وقف إطلاق النار في غزة المثير للجدل. وقال ريئوفين هازان من قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية “هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل نتنياهو لا يرغب في إجراء الانتخابات الآن”. وأضاف “إنّه يريد أن يهدأ الوضع في غزة قبل أن يدخل حملة انتخابية”. ودافع نتنياهو، الأربعاء الماضي، عن وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وقال إن “القيادة الحقيقية تفعل الشيء الصائب، حتى لو كان صعبًا”. وشكّل بنيامين نتنياهو الحكومة الحالية، وهي الحكومة الـ34 في تاريخ إسرائيل، بعد فوزه في انتخابات الكنيست في العشرين من شهر مايو عام 2015، وشكل حزب “الليكود” الائتلاف الحكومي في البداية من خمسة أحزاب هي: “الليكود”، و“البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بنيت، و“كلنا” بزعامة موشيه كحلون، و“شاس” بزعامة أرييه درعي، و“يهدوت هتوراه” (تحالف بين حزبي) “ديغل هاتوراه” و“أغودات يسرائيل”، (وهما حزبان حريديان صغيران) بزعامة يعكوف ليتسمان. وضمن هذا الائتلاف لنتنياهو غالبية هشة بـ61 عضوًا في الكنيست من بين 120 هم كل أعضاء الكنيست. وانضم حزب “إسرائيل بيتنا” بقيادة وزير الدفاع المستقيل، أفيغدور ليبرمان، بعد عام تقريبًا من تشكيل الحكومة، ليزداد عدد أعضاء الائتلاف الحكومي إلى 66، ما يعني حصول الائتلاف على أغلبية مريحة مكنت الحكومة من تمرير عدد كبير من القوانين ذات الصبغة اليمينية المتشددة، أبرزها قانون “أساس: إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي”. وينص القانون الإسرائيلي على إجراء الانتخابات بعد 90 يوما من حل الحكومة. وتنتهي ولاية الكنيست الحالي في نوفمبر 2019.

مشاركة :