بغداد- ضمن سلسلة منشورات الاتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق صدرت مجموعة شعرية جديدة للشاعر أوس حسن بعنوان “الغريب الذي نسي ظله” تضمنت 18 قصيدة وهي عبارة عن قصائد متفرقة كتبها الشاعر بين عامي 2014 و2017. جاءت القصائد مشحونة بصراعات وتوترات نفسية عميقة تجلت في صور ومشاهد رسمها الشاعر وكأنه تائه في حلم أو كابوس، فيما امتلكت قصائد أخرى نبرة هادئة ذات طابع تأملي تسعى إلى إرساء معرفتها الخاصة بالوجود والكون والأماكن والأشياء. قصائد مكتنزة بالكثير من الرؤى والتصوراتقصائد مكتنزة بالكثير من الرؤى والتصورات وهناك عدة قصائد في هيكلها اللغوي والتعبيري تندرج تحت مسمى قصيدة النثر الحديثة اعتمد فيها الشاعر على البنية السردية والسينمائية من خلال الأشخاص والأزمنة والذاكرة، إضافة إلى التكامل الصوري في الحركة الدرامية ضمن النص الذي يبدأ بإيقاع بطيء ثم يتسارع معلنا الذروة عن طريق الدهشة أو الضربة الشعرية، بينما هناك نصوص تنفتح أيضا على أجناسيات أدبية أخرى خارج النص الشعري تتراوح بين القصة القصيرة جدا واللقطة الصورية المكثفة والتي وظف فيها الشاعر تقنيات المسرح والفنون الأخرى. يقول الشاعر العراقي سميع داود في إضاءة نقدية على قصائد أوس حسن إن “الشاعر أوس حسن من وجهة نظري يعتبر شابا مكتنزا بالمعرفة وتتعدد أوجه الثقافة عنده في نصوصه، فهو يمتلك كمّا مناسبا من الثراء الثقافي والمعرفي، الذي يؤهله لأن يكون رائيا مستشرفا الآفاق، وأن يجيء بما هو غريب وغرائبي”. ويرى داود أن القصيدة لدى الشاعر حسن مكتنزة بالكثير من الرؤى والتصورات، فهو يحاول دائما خلق ما هو جديد من خلال الهدم والبناء في آن واحد، إذ هو يهدم عالما متهاويا ممزقا محترقا، ويقيم على أنقاضه عالمه الشعري الإنساني البديل. وقصيدة أوس حسن في رأي داود ممتلئة بالانزياحات المدهشة وبما يحدث الصدمة لدى المتلقي وقد استطاع الشاعر أن يؤطر الواقع، وأن يرتفع به إلى مسافات بعيدة جدا. فكل الأشياء عنده تحولت إلى رؤى شعرية تتمازج مع ذاكرته وأحلامه، وقد أصبح بفضلها كائنا شعريا لا يستطيع العيش أبدا خارج مياه الشعر.
مشاركة :