روما ــ وكالات نظم المئات من الإيطالييين تظاهرة أمام البرلمان الإيطالى، وذلك احتجاجا على زيارة أمير دولة قطر تميم بن حمد، متهمين إياه بتمويل الإرهاب ودوره فى بث الفوضى بالمنطقة، وفي مقدمتها ليبيا، التي تعاني من انهيار أمني وسيطرة ميليشيات إرهابية تهدد الفضاء المتوسطي الذي تطل عليه إيطاليا، والتي تعاني بدورها من الهجرة غير الشرعية التي تستغل الفوضى في اتخاذ طرابلس كنقطة للهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا. وشهدت العاصمة الإيطالية وقفات احتجاجية ضد الزيارة المرتقبة، ورفعت الأعلام الإيطالية بالتوازي مع لافتات تندد بالزيارة الأميرية لتميم، ودعا المتظاهرون صراحة لإلغاء الحكومة الإيطالية للزيارة المرتقبة لأمير قطر، لأنه لا يجب السماح بإعطاء شرعية زائفة لصديق الإرهابيين. وقالت النائبة السابقة في البرلمان الإيطالي، سعاد سباعي، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان، إنه لا ينبغي للحكومة الإيطالية أن تفتح أبوابها أمام أمير قطر، وطالبت صراحة الرئيس سيرجيو ماتاريلا، بعدم تلطيخ يده بالسلام على أمير متورط في دعم وتمويل الإرهاب، فـ “إيطاليا يجب أن لا تتورط في الترحيب بأمير دولة يسخر من الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتمثل سياساته التهديد الرئيسي للسلام والأمن في الشرق الأوسط والبحر المتوسط”. وأضافت سباعي: “قطر تشتري عبر مواردها المالية التنازل في عالم السياسة والاقتصاد في إيطاليا، للتغطية على دعم الدوحة لمشروع التطرف في العالم العربي عبر تحالفها مع جماعة الإخوان”، محذرة من أن استقبال تميم سيؤدي إلى منحه تأييد كاذب يستغله في انتهاك حقوق الإنسان عبر مواصلة القمع العنيف ضد المعارضة الداخلية، وهي إجراءات كانت محل انتقاد الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، وتابعت: “هذه هي صورة دولة مارقة، لا يجب أن تكون لإيطاليا علاقة معها”. وبدأ أمير قطر جولة أوروبية تشمل كرواتيا وإيطاليا، والتي تأتي في ظل أزمته مع عدد من الدول العربية، إذ أعلنت المملكة والامارات ومصر والبحرين قطع العلاقات مع قطر في 5 يونيو 2017، بسبب تورط النظام القطري في تمويل الإرهاب والانخراط في مؤامرات لزعزعة استقرار عدة دول عربية بهدف تنفيذ المخطط الإيراني التركي للتغلغل في المنطقة العربية، وهي الاتهامات التي لم تنجح قطر في نفيها بسبب علاقتها الموثقة بجماعة الإخوان واعتراف أركان النظام القطري بتمويل جبهة النصرة الإرهابية في سورية.
مشاركة :