سيف بن زايد: لغة المحبة والسلام واحدة رغم تعدّد الأديان والثقافات واللغات

  • 11/20/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن «لغة المحبة والسلام واحدة رغم تعدد الأديان والثقافات واللغات»، جاء ذلك في تدوينة لسموه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال سموه: «أصوات تدعو لخير البشرية وصلاحها، تنطلق من الإمارات للدفاع عن قيم الإنسانية والإيجابية، إن الروح الإيجابية تعلو بالإنسانية، حين تتضافر الجهود لنشر قيم العدل والتسامح في العالم أجمع». جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات الدورة الأولى لملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي»، الذي تستضيفه دولة الإمارات حالياً برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف سموه أن «الإمارات عززت شراكاتها مع الأيقونات الدينية والقامات الثقافية، بهدف تعزيز الروح الإيجابية وبث روح التآخي والعمل الصالح في سبيل الإنسانية فقط ولا شيء سوى الإنسانية، وفق منهج الحق والعدل والتسامح». وأكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد أن غالبية الدول والمنظمات والهيئات تعمل لتحفظ الحقوق وتحمي النفوس، لكن هذا لن يكتمل إلا بوقوف ممثلي الأديان والعقائد ونهج الإنسانية، في حمل المهمة، والدفاع عن قيم الحق وبث روح الإيجابية. وقال:«لقد حبانا الله في هذه المنطقة من أرض الله الواسعة، بقيادة أسس قيمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فسار على نهج حب الخير والإنسانية، لأنه، رحمه الله، اقتدى بروح ونهج الأنبياء وتعلم من أخلاق سيدنا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومن أنبياء الله جميعاً الذين يحملون رسالة الله على الأرض، من سيدنا إبراهيم إلى سيدنا عيسى وسيدنا موسى وسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف، عليهم أفضل الصلوات والتسليم، وسار أبناؤه في الإمارات على هذا النهج تحت راية التسامح والتلاقي. نهج الأسلاف وأضاف سموه: «نجتمع هنا، على نهج أسلافنا، ومقتدين بأعز بني البشر، الأنبياء والرسل والصالحين، الذين جاءوا للبشرية بلغة السلام والتعايش والمحبة، فكانوا قدوتنا ومناراتنا وهدينا للطريق والصراط المبين، فاجتمعتم اليوم، مهتدين بنهجهم لما فيه خير البشرية جمعاء. ويقف اليوم معكم، كل محبي الخير في العالم، كل محبي الصلاح والفلاح، الذين يحرصون على بث الروح الإيجابية في مواجهة السلبية». وقال سمو الشيخ سيف بن زايد: «إن هذه القيم والأخلاقيات أورثها إلينا، طيب الله ثراه، فحمل محبة الأديان والاقتداء بها لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين عملوا على ترسيخ هذه الأخلاقيات، وبث قيم المحبة والتسامح والعدالة». صوت الطفولة وكان المؤتمر استهل فعالياته بكلمة من فاطمة الكعبي أصغر مخترعة في دولة الإمارات بعمر 17 عاماً، بوصفها ممثلة عن صوت الطفولة والأطفال، والتي أشارت فيها إلى أن الملايين من الأطفال حول العالم يعيشون في مناطق خطرة، ويعانون فيها إما من الحرمان أو هم عرضة لمخاطر العالم الرقمي، منوهة بأن شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحظى بإقبال واسع من جميع الأطفال حول العالم، وهي التي قد يجري استغلالها كوسيلة لتدمير الطفولة. وقالت الكعبي: «إن الأطفال أبرياء ويثقون بغيرهم بسرعة، وبالتالي فهم بحاجة لدعم المجتمعات الدينية ورجال الدين، فهم غالباً أقرب الشخصيات لهم في حياتهم ويعملون بوصفهم مرشدين لهم». أجيال الغد من جانبه، أشار العلّامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الشرعي لدولة الإمارات، إلى أهمية انعقاد المؤتمر في عام زايد، الذي كان مستقبل الأطفال أمراً قريباً إلى قلبه، مؤكداً ضرورة الاهتمام بالأطفال وحقوقهم لأنهم أجيال الغد، مؤكداً أن الحديث عن الطفل هو حديث عن المستقبل، وهو اهتمام بمصير الإنسان. وقال بن بيه: «إن حقوق حماية ورعاية الطفل هي من أهم الحقوق التي جاءت في مختلف الشرائع والأديان، وهي واجب على والديه أو على المجتمع أو الدولة، ويتمثل دور المؤسسات الشرعية في رعاية الطفل وحمايته، ليكون إنساناً صالحاً ويقوم بدوره الإيجابي في هذا العالم». جلسات وتطرقت نقاشات الجلسة الأولى من الملتقى إلى المخاطر التي يواجهها الأطفال في العالم الرقمي، والتي ترأسها الدكتور مصطفى يوسف علي الأمين العام للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال ومدير منظمة «أريغاتو الدولية» في نيروبي، وشارك فيها روبرت فاندن بيرج المدير التنفيذي لمنظمة ECPAT العالمية، وكورنيليوس وليامز المدير المساعد لإدارة حماية الطفل في منظمة اليونيسف، ومود دو بوير - بوكيسيو المقررة الخاصة المعنية بمسألة بيع الأطفال واستغلالهم جنسياً في الأمم المتحدة، وسليم ج. ادديي رئيس السياسات العامة والعلاقات الحكومية في شركة «جوجل» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجاكلين بوتشير المدير التنفيذي لحماية الأمن على الإنترنت في شركة «مايكروسوفت» الأميركية. كما ناقشت جلسة أخرى أثر التعرض للاعتداء والاستغلال الجنسي في العالم الرقمي على الأطفال، وترأسها انانتاناند رامباشان البروفيسور في مجال الدين والفلسفة والدراسات الآسيوية في كلية القديس أولاف، وضمت الخبراء البروفيسور ارنستو كافو الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين ومؤسس الخط الساخن «تيليفونو ازورو»، والبروفيسور غابرييل دي-لياكو أستاذ مشارك في جامعة الرحمة الإلهية بالولايات المتحدة الأميركية. صنّاع السياسات وشملت فعاليات الملتقى جلسة خاصة عن دور صنّاع السياسات في مجال حماية الأطفال من الإساءات والعنف في العالم الرقمي، وترأستها دوروثي روزغا عضو اللجنة التوجيهية لملتقى «تحالف الأديان»، وشارك فيها كل من جولي إنمان جرانت مفوض السلامة الإلكترونية في استراليا، وكول شاندرا جوتام رئيس منظمة «اريجاتوا» العالمية المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والدكتور هوارد تايلور المدير التنفيذي لمبادرة إنهاء العنف ضد الأطفال في منظمة «اليونيسيف» من الولايات المتحدة الأميركية. وبحث المشاركون في جلسة أخرى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات الدينية في هذا المجال، حيث ترأستها ريبيكا ريوس كون مدير منظمة «اريجاتوا» العالمية في نيويورك، وشارك فيها كل من الأب هانز زولينر مدير مركز حماية الطفل بالجامعة البابوية الجريجورية، وغارث بليك رئيس لجنة الكنيسة الكندية الأنغليكانية، والدكتور برندر سينج ماهون المدير التنفيذي ومدير مدرسة «نيشكام»، والدكتور كيزيفينو ارام مدير «شانتي أشرم»، وهيديهيتو أوكوشي رئيس الكهنة في معبدي «كينجي-إن» و«جوكوين» ومدير منظمة «اريجاتوا انترناشونال»، والحاخام ديانا جيرسون نائب الرئيس التنفيذي قس مجلس نيويورك للحاخامات، وماريا الهطالي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات. مناقشة مخاطر ابتزاز الأطفال في العالم الرقمي يشارك نحو 450 من قادة الأديان في ملتقى تحالف الأديان: كرامة الطفل في العالم الرقمي، بهدف إثراء الحوار ومواجهة ومناقشة التحديات الاجتماعية الخطيرة، إضافة إلى تعزيز جهود قادة الأديان والعمل على الخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات وخاصة النشء من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية. دعم ويحظى الملتقى بدعم من الأزهر الشريف، فيما ينطلق بالشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات والمنظمات الدينية العالمية، من بينها «تحالف كرامة الطفل»، ومنظمة «أرغيتو» الدولية غير الحكومية، والشبكة العالمية للأديان من أجل الطفل، ومبادرتي «نحن نحمي» و«إنهاء العنف ضد الأطفال»، ومنظمة «يونيسف»، و«الأديان من أجل السلام»، والجامعة البابوية الجريجورية، وجامعة الأزهر، ومنظمة «ورلد فيجين» الدولية، و«شانتي آشرام»، وبعثة العدالة الدولية. ونتج ملتقى «تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات» عن مؤتمر «كرامة الطفل في العالم الرقمي» الذي عقد خلال شهر أكتوبر عام 2017 وصدر عنه «بيان روما» وأيده البابا فرانسيس، حيث استعرضت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال المؤتمر جهودها في تعزيز حوار الأديان ورغبتها في استضافة ملتقى عالمي يؤكد التزامها بالمضي قدماً في تمكين الحوار والعمل بين الأديان، حيث أثمرت جهودها في أن يكون ملتقى تحالف الأديان أحد مخرجات ذلك المؤتمر.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :