لم يرحل ملك، لم يرحل مسؤول.. بل رحل أب، يا صعب الفراق.. ! - رحل من كان للإنسانية مثال، رحل من كان تعشقه الملايين، ببساطته وقلبه وحضوره، نعزي أنفسنا أم أنفسنا تعزينا، يا صعب الفراق.. ! - هذا الراحل والله لا أحسبه إلا كأبي، كل حديثه كان يُسمع بالقلب، حنون ورحل، أب ورحل، يا صعب الفراق.. ! - رحم الله أبونا وملكنا عبدالله بن عبدالعزيز وغمّد الله روحه للجنة، لن يغيب عن دعائنا مهما عشنا بعده من قرون، دموعه التي ذرفت أمام الكهول لا تنتسى، بكاؤه على حال العوائل التي زارها لا تنتسى، عزاؤنا في الملك سلمان وهو لايقل عن الملك عبدالله رحمه الله، كلنا سلمان وكلنا فداء للوطن ونبايعه على السمع والطاعة.. ! - لم أشاهد دموع كبار السن القريبين مني طوال حياتي إلا في تلك الليلة التي رحل فيها حبيبنا وأبونا عبدالله، لم أشاهد انكسار كبرياء كبار السن إلا في تلك الليلة، لم أسمع كلمات ضعف من كبار السن إلا في تلك الليلة، أسر قلوب شعبه عاطفياً ورحل وذرف الشرق الأوسط والعالم أجمع دموع لم تتوقف، هنيئا له بهذه الجموع ففي زمننا هذا قلما تجد من يجتمعون عليه، فالملك عبدالله ـ رحمه الله ـ لم يكن ملكا سياسيا فحسب ولم يكن مسؤولا أول، بل كان الأب للجميع فارفع رأسك وشاهد الدول المحيطة كيف تبكيه كيف تعزيه كيف تتحسر، واتذكر رثاء المتنبي: اطاب النّفس انّك متّ موتا تمنّته البواقي والخوالي وزلت ولم تر يوما كريها تسرّ الرّوح فيه بالزّوال يا صعب الفراق.. ! - خلد للنوم الشعب وملكهم عبدالله فاستيقظ فوجدوا الملك سلمان وليا لأمرهم بلا دماء لافوضى لاحكومة انتقالية الحمدلله على نعمة الامان، نعم ملكنا سلمان وقائدنا وولي أمرنا نبايعه على السمع والطاعة فيما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. ! - يرحل منا كريم ويحضر من بيننا كرامُ، اللهم أدم علينا الأمن والأمان ووفق ملكنا سلمان.. !
مشاركة :