الأمير مقرن.. كاريزما خاصة سرّها يكمن في «الابتسامة»

  • 1/26/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

للوهلة الأولى، يلفت الناظر إلى ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، تلك النظرة الحانية التي تفصح عن هيئة أبوية تعكس الكاريزما العالية التي يتمتع بها، ويكمن سرّها في الابتسامة التي ترافقه معظم الوقت، إذ يعترف كثير من السعوديين بأن تلك الابتسامة تدفع بهم إلى روح التفاؤل بمستقبل أجمل، فهي بمثابة جواز العبور الذي يسكن من خلاله قلوب محبيه ويبعث الأمل في نفوسهم. وهذا الانطباع يبدو مسيطرا على مشاعر كثير من السعوديين الذي كتبوا عن الأمير مقرن في وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أنه صاحب ابتسامة تأسر القلب لصدقها وبساطتها، وهو ما جعله يحظى بحب واحترام من قبل فئات مختلفة من أفراد المجتمع السعودي، الذين رأوا فيه صورة الوالد الحاني، مع سيماه التي تمتاز بالأريحية، حيث تأتي ابتسامته عفوية دائما، مما جعلها عالقة في الأذهان وتعطي درسا في التواضع والتبسط. ويبدو التواضع كذلك في حديث الأمير مقرن، حيث ابتسم في أحد اللقاءات التي أقيمت في مؤسسة الملك خالد الخيرية بالرياض قائلا عن نفسه: «أنا لست رجل اقتصاد، حتى أكون صريحا معكم»، وذلك في معرض إجابته عن سؤال للصحافيين عن دور البنوك السعودية في العمل الخيري، إذ قال: «أنا أسميها بالمنشار داخل ياكل طالع ياكل، وهي مقلّة في أشياء كثيرة وعطاؤها قليل مقابل من يستفيد به من المواطنين والدولة»، وهذا التصريح الساخن اعتبره البعض صورة لشفافية الأمير الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم. ويبدو أن أكثر صفة أجمع عليها السعوديون عند حديثهم عن الأمير مقرن أنه صاحب «الوجه السمح»، وهي عبارة تعني الوجه البشوش المريح للنفس، حيث طغت هذه العبارة على أحاديث المجالس السعودية وشبكات التواصل الاجتماعية التي تناقش حولها السعوديون عن انعكاسات التعيينات السياسية الجديدة في البلاد، وكان الإجماع على «سماحة» الأمير مقرن وثغره الباسم الذي يعني للسعوديين الشيء الكثير. ويعد ولي العهد السعودي الابن الخامس والثلاثين من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، حيث نشأ في كنفه حتى رحيله في عام 1953، وكان له من العمر حينها 8 سنوات، وشارك الأمير مقرن بن عبد العزيز أكثر من نصف قرن في خدمة الدولة، وعمل في بداية حياته العملية طيارا مقاتلا ضمن القوات الجوية الملكية السعودية، بينما تولى إمارة منطقتي حائل والمدينة المنورة، ليشارك في عمليات التنمية في المنطقتين قرابة 20 سنة، ليجري اختياره لاحقا رئيسا للاستخبارات العامة، ثم مستشارا ومبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، فنائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، ثم وليا لولي العهد، حتى أصبح حاليا وليا للعهد. ولد الأمير مقرن في مدينة الرياض عام 1945، ونشأ في رعاية والده المؤسس الملك عبد العزيز، وتلقى تعليمه في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، والتحق بالقوات الجوية السعودية عام 1964، ودرس في بريطانيا، ليتخرج فيها عام 1968، برتبة ملازم طيار. وتدرج الأمير مقرن بن عبد العزيز في القوات الجوية الملكية السعودية حتى جرى تعيينه في عام 1977 مساعدا لمدير العمليات الجوية، ورئيسا لقسم الخطط والعمليات في القوات الجوية. وفي الثامن عشر من مارس (آذار) 1980 أصدر الملك الراحل خالد بن عبد العزيز أمرا ملكيا يقضي بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز أميرا لمنطقة حائل، وذلك حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999، ليعينه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز أميرا لمنطقة المدينة المنورة، خلفا لأخيه الراحل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، وظل حتى 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2005، ليصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرا ملكيا يقضي بتعيينه رئيسا للاستخبارات العامة حتى 19 يوليو (تموز) 2012. كما تولى الأمير مقرن أيضا في عام 2006 منصب نائب أمير منطقة مكة المكرمة في الحج، معلنا في ذلك العام نجاح خطة حج 1427هـ، وذلك إبان وجود الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير المنطقة - حينها - خارج البلاد لتلقي العلاج، وفي الأول من فبراير (شباط) 2013 أصدر الراحل الملك عبد الله أمرا ملكيا بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى استمراره مستشارا ومبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، وهو اليومَ يعدّ الرجل الثاني في هرم السلطة بالدولة بعد الملك في اتخاذ القرارات، وتوجيه الأوامر ورعاية المناسبات الكبرى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.

مشاركة :