وصف الكاتب الإيطالي ألبيرتو نيجري زيارة أمير قطر تميم بن حمد المقررة إلى إيطاليا بأنها ستكون عديمة الفائدة، وأشار في تقرير لـ «تي نيوز» إلى استحواذ القطريين على 49% من أسهم شركة الطيران Meridiana، التي حصلت عليها شركة الخطوط الجوية القطرية، وحوّلت اسمها إلى AirItaly، وتسعى لجعلها شركة الطيران الأولى في إيطاليا. كما ألقى الضوء على قيام إيطاليا ببيع 7 سفن حربية بقيمة 4 مليارات يورو إلى الدوحة، بجانب 28 مروحية من طراز NH 90 بقيمة 3 مليارات يورو، وتوقيع اتفاق بأكثر من 6 مليارات يورو مقابل 24 مقاتلة تايفون من يوروفايتر، في عام واحد. ورأى الكاتب أن التوترات في الخليج وليبيا، وراء زيارة أمير قطر إلى روما، وقال: «نحن حليف استراتيجي.. هذه بالتأكيد ليست زيارة مجاملة، فالإمارة منتج رئيس للغاز بالشراكة مع إيران - الواقعة تحت العقوبات الأميركية - وهي واحدة من أكبر المُستثمرين الأجانب في إيطاليا، حيث اشترى القطريون ماركات أزياء (فالنتينو)، وعقارات وفنادق كبيرة وشركة الطيران AirItaly من أغا خان». كما أشار إلى أنه قبل أيام قليلة في فندق رومان سانت ريجيس، استقبل القطريون مع أنهار من الشمبانيا مئات من رجال الأعمال، لكنه استدرك بأنه يمكن أن يكون هناك سبب ما للتوتر مع إيطاليا. وأشار نيجري إلى مؤتمر باليرمو حول ليبيا، حيث استقبلت إيطاليا الجنرال خليفة حفتر، حليف مصر وفرنسا وروسيا، وهو أسوأ عدو لجماعة الإخوان في طرابلس، التي تدعمها الدوحة وتركيا. وأوضح أن تركيا تركت القمة في باليرمو ببادرة مدوية، وتطالب الآن بأن تحتوي الوثيقة الختامية للمؤتمر على شكاواها بطريقة واضحة وصريحة، وإلا فإنها لن توقع عليها. وعلق على ذلك بالقول «إنه لغز، حيث تدعم روما وقطر وأنقرة حكومة السراج التي تسيطر عليها ميليشيات سلفية تعتبر جماعة الإخوان مرجعية سياسية في الحكومة والمؤسسات». وأضاف نيجري أن قطر لم تلتزم بخطى تركيا في باليرمو، ولم تصدر إعلانات مناهضة لحفتر. لكن من الواضح أن تميم لا يمكن أن يكون راضياً عن مؤتمر باليرمو، مع الأخذ في الاعتبار أن إيطاليا هي الشريك الرائد في الدفاع عنها وعن ليبيا. وقال: «إن تميم يريد أن يفهم إلى أي جانب تقف إيطاليا في الملف الليبي والأزمة الخليجية»، وأضاف: «نبيع لهم مليارات الأسلحة. هل نحن مستعدون للدفاع عن قطر أمام دول الخليج؟ هناك شكوك. وقد يرغب تميم أيضاً في معرفة مدى تصميمنا على دعم حكومة السراج في طرابلس.. من الواضح أن الجنرال حفتر قادر على إخراج المتشددين بدعم من حلفائه الأقوياء». واختتم نجري التقرير بالقول: «دعنا نقول للأمير (تميم) إن هذه رحلة عديمة الفائدة، فالحكومة، مثل أي حكومة أخرى جاءت يوماً في هذه البلاد، تريد القيام بأعمال تجارية ولكن ليس لديها نية لفضح نفسها دبلوماسياً وعسكرياً. فقط انظر ماذا حدث في 2011 عندما تركنا القذافي لمصيره، بعد ستة أشهر فقط من توقيعنا عقود معه بالمليارات. ستجيب الحكومة أنه في قطر يوجد 10 آلاف جندي أميركي في قاعدة العديد، وأن هذا يكفي لضمان أمن الدولة الخليجية». وأضاف: «في ليبيا أيضاً، سيكون الإيطاليون مراوغين، يختبئون وراء خطة الأمم المتحدة لغسان سلامة، والحوار الوطني والحماقات الأخرى المماثلة». اقرأ أيضاً.. قطر و"حماس" تتشاركان في "تصفية" القضية الفلسطينية