أكد أعضاء مجلس الشورى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مجلس الشورى أمس تضمن شفافية ووضوحاً في تناول التحديات المحلية والإقليمية والدولية، إذ ركز الملك سلمان في خطابه على الجانب الاقتصادي، وأن المواطن السعودي هو منطلق التنمية المستدامة وإليه توجه الدولة مشروعاتها تلبية لاحتياجاته وتسهيلاً لحياته وتطويراً لمقدراته، وأن المملكة تؤمن بالحل السياسي وتدعمه للخروج من أزمات المنطقة وحل قضاياها، وأكد في خطابه حزم المملكة في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب. وأوضح عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث: «كان للمواطن السعودي الحظ الأوفر في الكلمة الملكية لكونه محور التنمية، فـ20 مليون سعودي هم هدف الدولة لأنهم عمود البناء والتعمير والتطوير، وهم المستفيدون مما يقومون به لأنفسهم لاسيما أن ثلاثة أرباع الشعب السعودي أي ما يقارب 15 مليون نسمة أعمارهم أقل من 30 سنة، مما يعني أننا دولة شابة ولسنا كأوروبا مثلاً التي شاخت وتلاشت فيها أعداد الشباب، وهذا يعني أن لدينا شباباً من الجنسين هم الأقدر على التنمية، لكونهم من حيث القوة البدنية أقوى لشبابهم، ولكونهم من حيث القوة المادية أقوى لمعارفهم التي تعلموها في الداخل والخارج، ومعرفتهم بالتقنية والعلوم الحديثة والتنمية الذاتية المستدامة» وأضاف: «نجد أن الشباب اليوم هم الذين يتم تمكينهم في غالب المناصب والمسؤوليات التنفيذية سوى المناصب التي تستدعي خبرات مخضرمة، لكون تخصصهم استشارياً لا تنفيذياً مثل السلطتين التشريعية والقضائية، بخلاف السلطة التنفيذية التي تحتاج للشباب لكونهم الأنشط والأكثر حيوية ولا يحتاجون لخبرات كبيرة لا يحصلها غالباً سوى كبار السن، لكون عملهم تنفيذياً لا تخطيطياً ولا تشريعياً ولا قضائياً ولا استشارياً، ولذا السعودية لها مستقبل باهر لهذه العوامل». وعلق الغيث على حديث الملك بأن المملكة تؤمن بالحل السياسي وتدعمه للخروج من أزمات المنطقة قائلاً: «لقد كانت السعودية طول عمرها الحديث في دولتها الثالثة منذ 120 عاماً وما زالت ترغب بالحلول السياسية في كل الملفات الإقليمية والعالمية، ولكن حينما يرفض الآخر الحل السياسي فليس لك من خيار سوى الحلول الأخرى كالحل العسكري في اليمن مثلاً، حيث لا يعتبر هذا الحل مراداً لذاته وإنما هو خيار اضطراري لحمل ودفع الآخرين للحل السياسي لكونه هو الهدف المراد»، وأردف: «من غير المعقول حينما ترى الأعداء من حولك يحاربونك ويضرونك ويشكلون الخطر الداهم عليك ثم تكتفي بالحل السياسي الذي يرفضه الآخر، وحينها سيفرض هو مؤامرته عليك، ولكنه حينما يرى الخيارات المتعددة والمتنوعة والمتصاعدة لديك فسيرضخ للحق والعدل والاحترام المتبادل، في حين أنه حينما يراك ضعيفاً وسلبياً وخائفاً ولا تملك سوى الحل السياسي فسيكون موقفك في مربع المعتدى عليه، وهذا هو الحاصل في اليمن ومع إيران وقطر وحتى تركيا. إلى ذلك قالت عضو الشورى الدكتورة منى آل مشيط إن الخطاب الملكي يتزامن هذا العام مع زيارات الخير والنماء التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين لمناطق المملكة المختلفة، يلتقي بأبنائه المواطنين، كما يدشن ويضع حجر الأساس لمشاريع تنموية عملاقة في أرجاء الوطن. وأضافت: «استمعنا واستمع العالم أجمع لخطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى، الذي تناول أهم ملامح السياستين الداخلية والخارجية للدولة، ومواقفها من مختلف القضايا الراهنة على الساحات العربية والإسلامية والدولية، وحدد الأهداف والبرامج والغايات التي تطمح الدولة إلى تحقيقها». وأضافت أن مضامين الخطاب الملكي ستكون وثيقة عمل وخريطة طريق يسترشد بها المجلس في عمله خلال السنة الثالثة من دورته السابعة، وكذلك قطاعات الدولة كافة. وأوضحت الدكتورة آل مشيط أن خادم الحرمين الشريفين أكد على أن المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفعالة، والمرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة. وأن الإنفاق الحكومي غير المسبوق وما تشهده المملكة من قفزات تطويرية كبيرة تهدف إلى راحة ورخاء المواطن السعودي، وتوجيهه ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالتركيز على تطوير القدرات البشرية وإعداد الجيل الجديد لوظائف المستقبل. ونوهت آل مشيط بما حققته رؤية المملكة 2030 من نقلة نوعية في عمل القطاعين الحكومي والخاص نتج عنه زيادة في الإنتاجية ومشاركة فاعلة للمرأة وخفض لمستويات البطالة تقود الى نتائج مستقبلية مبهرة، أهمها اقتصاد قوي يعتمد على مصادر عدة بدلاً من الاعتماد الكلي على النفط، يدفع عجلته أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء. وقالت الدكتورة منى آل مشيط إن تأكيد الملك المفدى على الدور الريادي للمملكة في مكافحة الإرهاب ودعم الأشقاء في اليمن لاستعادة دولتهم من قبضة الميليشيا المدعومة من إيران، وتأكيده على أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى خير دليل على دور المملكة القيادي عالمياً وإسلامياً وعربياً. وشكرت آل مشيط خادم الحرمين الشريفين على ما يحظى به المجلس من دعم ورعاية منه يحفظه الله، ومن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. من جهتها ذكرت العضوة الدكتورة حنان الأحمدي: «كعضو في مجلس الشورى وكمواطنة سعودية قبل كل شيء أصبحت هذه المناسبة من أهم المناسبات الوطنية التي أتطلع لها لما للخطاب الملكي من أهمية تاريخية، إذ درجت قيادات هذه البلاد الغالية على إعلان أهم توجهات السياسة العامة للبلاد في العلاقات الخارجية وفي المواقف من القضايا الدولية والتوجهات الاقتصادية والتنموية من خلالها». وأضافت: «هذه المناسبة عزيزة عليّ بشكل خاص، لأن فيها تم إعلان أهم قرارات تمكين المرأة السعودية قبل عدة سنوات، وفي ذلك اللقاء الذي شهدته، أعلن عن دخول المرأة مجلس الشورى والمجالس البلدية، ومن هنا تمت أكبر نقلة في حضور المرأة السعودية للمشهد العام ومشاركتها في الشأن الوطني». وأردفت: «أكد خادم الحرمين الشريفين أن المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفاعلة، وأن المرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة، وأن الدولة ماضية في خططها لاستكمال تطوير أجهزتها لضمان سلامة إنفاذ الأنظمة والتعليمات وتلافي أي تجاوزات أو أخطاء، وهو بذلك يرد كيد الكائدين والمتربصين في كل مكان». وأوضحت عضو الشورى لينا آل معينا أن المواطن السعودي هو منطلق التمنية المستدامة، وهذا واضح لكل أبناء الوطن بعد رؤية 2030، حيث يشكل المواطن قلب أولوياتها ويمثل الهدف الرئيس من منظومة التطوير المستمرة في ظل حكومة مسؤولة تعي واجباتها وتنفذها بكل مرونة وصدقية، وهذا واضح من تأكيد الملك في كلمته على المواطن، وتضيف أنه منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم منهجه الاعتدال والتسامح، وأن المملكة ماضية نحو محاربة التطرف والغلو داخلياً، والتصدي للتنظيمات والأحزاب والميليشيات الإرهابية خارجياً.
مشاركة :