تتباين مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين محافظات الجمهورية، ونجد المحافظات الريفية حريصة على إبراز تلك المظاهر للاحتفاء بمولد المصطفى أكثر من المحافظات الحضرية، وفي محافظة مطروح، حيث يستوطنها أبناء القبائل البدوية العربية، وتتميز هذه المجتمعات بعادات وتقاليد وثقافات خاصة به، وموروثات ترسخت منذ القدم. ففى صبيحة يوم مولد الرسول، يحرص بدو مطروح على تناول العصيدة، والتي تعد من أبرز مظاهر احتفال سكان الصحراء بالمولد النبوي، ويتم تجهيز العصيدة بعد طحن الشعير بالرحاة وغربلته، وتأتي العجوز "الأم باللهجة البدوية" بحلة كبيرة الحجم، خاصة بالعصيدة تسمى "القدرة" وتضع فيها قليلًا من الماء على النار حتى يغلي، ثم تضيف بعض الملح وقليلًا من الطحين وتبدأ بالعجن "بالمنشاز" وهو عبارة عن خشبة طويلة تستخدم في عجن العصيدة، وطول المنشاز ضروري كي يقي السيدة من النار، ثم تضيف الطحين تدريجيًا مع العجن المستمر فوق النار حتى تنضج العصيدة، ثم تقلب في "قصعة" وعند التقديم يضاف إليها "الحسا" أو "الرُّب" أو "الرغيده" وهي عبارة عن حليب مطبوخ مع قليل من الطحين، والعصيدة ترتبط ببعض المناسبات السعيدة عند أهل البادية، كالميلاد والمواسم الدينية.
مشاركة :