نعيم صبري يؤرخ لسيرة الجمهورية منذ 1952 في صافيني مرة

  • 11/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

"شخصية مهزومة في وطن مهزوم هزيمة منكرة بعد أحلام عظيمة وردية القومية العربية.. الوحدة القومية.. الوحدة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي" توصيف بارع يوضعه الشاعر والروائي نعيم صبري لبطل أحدث رواياته "صافيني مرة" الصادرة عن دار الشروق. ينشأ "نبيل" بطل الرواية في أسرة قبطية متوسطة في حي شبرا يلتحق بكلية الهندسة بعد تفوقه العلمي في الثانوية العامة إلا أنه يعجز عن اتمام الدراسة بها، فعقله وقلبه معلق بالمسرح، يحب نبيل المسرحيات ويهوي الوقوف على خشبة المسرح ولكنه لا يفعل ما يمكنه من التفوق في هذا المجال على غرار ما يفعله صديقه ناجي الممثل الموهوب الذي يصعد نجمه سريعًا ليصبح بطلًا لمعظم الأعمال المسرحية بينما " نبيل "يحاول ينتهي به الحال بعد ترك كلية الهندسة نهائيا إلى ممثل مسرحي يؤدي أدوارًا صغيرة ثم ممثل موظف بمسرح الدولة نظرًا لحاجته لمصدر دائم للرزق بعد استقلاله عن اسرته. كما لم تمر حياته العلمية على ما يرام، تتخبط حياة البطل العاطفية، يتربط في العام الثاني بهالة زميلته في كلية الهندسة، ويستطيع بمساعدتها النجاح في عام دراسي واحد خلال سنواته الثلاث بالكلية، تختفي هالة نهائيا وتقرر السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد اكتشافها العلاقة التي تربط نبيل بوالدتها مدام شويكار التي تنفصل عن والد هالة ومن ثم يقرر السفر لليبيا للعمل. تدور أحداث الرواية بعد ثورة 1952 تصاعد الأحداث السياسية التي تفاعل معها الشعب المصري بجميع طوائفه، استدعتهم الثورة فساندونها واحتموا بيها، تأتي الأحداث السياسية التي شهدتها مصر في تلك الفترة بدءا من حرب السويس أو العدوان الثلاثي على مصر وبناء السد العالي ونكسة 67 ثم حرب أكتوبر واتفاقية كامب ديفيد ومرورا بمقتل السادات انتهاء بانتخاب حسني مبارك رئيسا للجمهورية في الثمانيات- ختام الرواية- في خلفية الأحداث التي تسرد قصة واحدًا ممن تأثر بها وأثرت على حياتهم. تعتبر الرواية أكثر من سرد لسيرة نبيل وحياته الشخصية إنما هي أقرب إلى تأريخ لمصر في تلك الفترة. تترك الأحداث ومعالجة القصة أمام القارئ سيل من التساؤلات لماذا آلت حياة نبيل إلى هذا المصير؟ وكيف تبدلت حياته؟ ولماذا ساءت أحواله من سئ لأسوأ وهي أسئلة ربما يمكن أن نوجهها كذلك على الفترة السياسية التي تبعت الثورة. عنوان الرواية "صافيني مرة" وهي أشهر أغنيات عبد الحليم حافظ الذي يعتبر المطرب الأكثر شهرة وارتباطًا بهذه الفترة حيث غني في انتصاراتها وهزيمتها، ويصلح العنوان أيضًا ليكون تعبيرا عن الحياة التي عاشها نبيل شخصية وعامة والتي يصفها الكاتب بأنها جارفة فارغة لا جدوى منها وفشل يتلو فشل. ورغم ذلك تختتم الرواية بعبارات تحمل الكثير من التفاؤل على لسان "سونيا" الممثلة المسرحية في حديثتها إلى فانيا المسكين الذي يجسده شخصيته "نبيل" فتقول: "سنسمع ترانيم الملائكة وسنرى السماء مرصعة بالماس.. سنرى كيف تغرق كل شرور الدنيا.. كل آلامنا في بحر الرحمة الذي سيغمر العالم كله.. وستصبح حياتنا هادئة.. رقيقة.. عذبة كالحنان.. أنا أؤمن..أؤمن يا خالي فانيا المسكين.. أنت لم تعرف الفرح في حياتك. بدأ " نعيم صبري" مسيرته الأدبية حيث أصدر أول دواوينه الشعرية "يوميات طابع بريد عام" و"تأملات في الأحوال" ثم اتجه بعد ذلك إلى المسرح ومنه إلى الكتابات النثرية فأصدر 12 رواية حتى الآن منها: "أمواج الخريف" وشبرا" و"المهرج" ودوامات الحنين" و"جنون العطش".

مشاركة :