طالبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا بالإفراج عن القيادي الكردي صلاح الدين دميرتاش، المعتقل منذ عامين بتهم تتعلق بالإرهاب، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سارع إلى رفض ذلك. قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) بأن تركيا انتهكت حق صلاح الدين دمرداش الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في محاكمة سريعة. دميرتاش هو زعيم سابق لحزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد، وكان مرشحا للانتخابات الرئاسية وهو مسجون منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2016 ورفعت بحقه دعاوى قضائية عدة خصوصا لاتهامه بأنشطة "إرهابية". وحكم على دميرتاش، المسمى أوباما الكردي، بالسجن 4 سنوات و8 أشهر بتهمة "الدعاية الإرهابية" كما أنه ملاحق في عدة ملفات ويواجه أحكاما بالسجن تصل إلى 142 عاما في اطار القضية الرئيسية. وينفي دميرتاش كل التهم الموجهة إليه ويقول إنها مدبرة وذات دوافع سياسية. وقالت المحكمة، ومقرها في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، إنها تقبل بأن دميرتاش اعتقل "لشبهات محتملة"، لكنها أوضحت أن الأسباب التي أعطيت لإبقائه خلف القضبان "غير كافية" وتمثل "تدخلا غير مبرر في حرية التعبير عن آراء الشعب وبحقه في الترشح وشغل مقعد برلماني". ونوهت بأنّ دميرتاش، الذي كان نائبا حين توقيفه، لم يتمكن من أداء دوره كبرلماني. وقضت المحكمة بأن تدفع تركيا عشرة آلاف يورو لدميرتاش تعويضا للضرر المعنوي و15 ألف يورو لتغطية التكاليف والنفقات. لكن ايسيل كراكاش القاضية التركية في هيئة المحكمة المكّونة من سبعة قضاة عبّرت عن رأي مخالف جزئيا عن زملائها إذ قالت إنّه من غير الواضح ما إذا كانت هناك دوافع سياسية وراء قرار اعتقال دميرتاش. وتنظر المحكمة في انتهاكات مفترضة للميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان، وتركيا من الدول الموقعة عليه. لكن أردوغان رفض الحكم وندد به. وقال "إن قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ليست ملزمة لنا. سنرد ونضع حدا نهائيا لهذه القضية"، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول الحكومية. من جهته قال محامي صلاح الدين دميرتاش إنه تقدم بطلب للإفراج الفوري، وقال المحامي محسني كارامان "نأمل في تنفيذ ما يتطلبه هذا الحكم دون إبطاء. بعد هذا القرار كل ثانية يمضيها السيد ديمرتاش في السجن تعتبرا تقييدا للحرية". و كان ديمرتاش وفيغن يوكسيكداغ والرئيسة المشاركة سابقا لحزب الشعوب الديموقراطي ضمن 12 نائباً اعتقلوا في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد اردوغان منتصف تموز/يوليو 2016. ي.ب/ أ.ح (أ ف ب ، وريترز )
مشاركة :