السرطان... هل يسهّل فحص دم «عام» اكتشافه؟

  • 11/21/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طوّر الباحثون فحصاً عاماً للسرطان وعقدوا شراكة مع شركة تكنولوجيا بغية إنزاله إلى الأسواق. يعتقد هؤلاء أن الاختبار ربما يكون أول أداة فحص تكتشف السرطان. السرطان أحد أسباب الموت الرئيسة حول العالم. يشير المعهد الأميركي لبحوث السرطان إلى أن نحو 18 مليون حالة من هذا الداء شُخصت حوال العالم في عام 2018. ومن المتوقع أن يتخطّى عدد الحالات الجديدة سنوياً 23 مليوناً بحلول عام 2030. ومن الأنواع الأكثر شيوعاً سرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم. يسهم كل من سرطان الرئة والثدي في 12.3% من الـ18 مليون حالة التي شُخصت في هذا العام مع أكثر من مليونَي حالة لكل منهما. ويحتلّ سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثالثة مع مليون حالة تقريباً شُخصت في هذا العام. يُشخِّص الطبيب السرطان بأساليب مختلفة، الأكثر شيوعاً بينها الفحوص المخبرية (الدم، والبول، وغيرهما)، والخزعات، والتنظير الداخلي، والاختبارات الجينية، والتصوير، كالتصوير بالأشعة السينية، والرنين المغناطيسي، والموجات ما فوق الصوتية. لا شكّ في أن بيانات السرطان مخيفة، ومن الضروري التوصل إلى أساليب جديدة لرصد هذا الداء في مراحله الأولى. تطوير فحص دم «عام» في السنوات الماضية، ركّز الباحثون في جامعة برادفورد في المملكة المتحدة على فحص دم «عام» جديد لتشخيص السرطان مبكراً. يعتقد هؤلاء أنه يسهم في الكشف عن السرطان في حالة مَن يظن الأطباء أنهم يعانون هذا المرض. وعقد فريق الباحثين شراكة مع شركة تكنولوجيا بغية التسويق لفحص الدم الثوري هذا. تذكر البروفسورة ديانا أندرسون، باحثة بارزة في الدراسة: «يختلف هذا الفحص عن فحوص السرطان العامة الأخرى التي طُورت لأنه لا يبحث عن مؤشر حيوي أو طفرة محددة. يشكّل هذا فحصاً عاماً للسرطان في الإنسان، بغض النظر عن الآلية الكامنة التي تسبب المرض». يقيس الفحص الضرر الذي يلحق بحمض كريات الدم البيضاء بعد التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية. تكشف هذه العملية مدى قابلية الخلايا للتعرض للتلف ووجود سرطان. يتخذ الضرر شكلاً يشبه «ذيل المذنب» في أجزاء الحمض النووي. وإذا بدا الذيل طويلاً، يعني هذا إمكان وجود سرطان. بكلمات أخرى، يتعرّض حمض مرضى السرطان النووي بسهولة أكبر للضرر الناجم عن الأشعة ما فوق البنفسجية. في عام 2014، أظهر فريق برادفورد أنه قادر على تحديد عينات من مرضى يعانون ثلاثة أنواع سرطان مختلفة. ونجح الباحثون في تحديدهم في 93% من الحالات. نشر الفريق نتائج دراسته في مجلةFASEB BioAdvances . تخطي عقبات نشأت المشكلة لاحقاً حين فحصوا 700 عينة دم من مرضى يعانون سرطان البروستات والقولون والمستقيم، إذ أخفق الباحثون في الفصل بين العينات السليمة وبين تلك التي تحمل السرطان في 60 حالة. طلبت البروفسورة ديانا أندرسون إلى IMSTAR، وهي شركة تكنولوجيا مقرها في باريس، تحليل النتائج بغية تحديد لمَ أخفق الفريق في اكتشاف السرطان في هذه الحالات الستين. لاحظ الباحثون أن النظام المعتمد في الدراسة غير الحاسمة هو المسؤول عن الفشل. فقد نجح نظام Pathfinder الخاص بشركة IMSTAR في الفصل بين العينات التي تحمل السرطان وبين عينات الأشخاص الأصحاء. تؤكد البروفسورة أندرسون: «لي ملء الثقة أننا إذا استعملنا نظام IMSTAR القوي لتأمل آلاف الخلايا في شرائح عينات التجارب، سنرى زيادة كبيرة في القدرة على توقع السرطان تتخطى الـ93 % التي حققتها الدراسة الأصلية في عام 2014». مستقبل اكتشاف المرض بمساعدة نظام Pathfinder المتقدم لتحليل الخلايا وقراءتها الذي تملكه IMSTAR، يهدف فريق برادفورد إلى تطوير TumorScan، وهو اختبار قوي وعالي الفاعلية لاكتشاف السرطان، الباحثون متفائلون به ويعتقدون أنه ربما يبدّل مستقبل اكتشاف السرطان. توضح د. موجغان نجف زاده، باحثة شاركت في الإشراف على تقرير الدراسة: «نشعر بأننا ذهبنا إلى أقصى حد ممكن في إثبات أن الفحص فاعل ويتمتع بقدرة عالية على توقع الإصابة بالسرطان. وتُعتبر IMSTAR الشريك المناسب لتحسينه أكثر بعد». يعرب فريق IMSTAR بدوره عن حماسته للمشاركة في تطوير هذه الطريقة الثورية بغية تحسين السرطان. يؤكد د. ميشال سوسالين، نائب رئيس IMSTAR للتطبيقات الطبية، أن الشركة تتعاون مع فريق برادفورد، وأنهم يخططون «لتعزيز أتمتة سير العمل على الفحص بأكمله» بغية إنزال هذا المنتج إلى الأسواق. يضيف سوسالين: «بغية إنزال فحص دم «الخزعة السائلة» العام المخصص لاكتشاف السرطان إلى الأسواق، لا بد من أن يستوفي عدداً من المعايير، من بينها الحساسية العالية والدقة والأتمتة الكاملة مع معدل إنتاجية عالٍ للاستعمال الطبي الروتيني. علاوة على ذلك، يجب أن تصدر النتائج في غضون 24 ساعة وبكلفة معقولة».

مشاركة :