سجل عدد المترشحات لمقاعد المرأة رقماً قياسياً في الانتخابات النيابية والمحلية بالمملكة البحرينية، المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل. فقد وصل عدد المترشحات إلى 41، على الرغم من أن الدكتورة جميلة السماك وفاطمة العصفور وهما عضوان من أصل 3 أعضاء برلمانيات في الدورة الحالية، قررتا عدم الترشح في انتخابات هذا العام، كما تقدمت 8 سيدات بأوراق ترشحهن في انتخابات المحليات. وتضم قائمة المرشحات للسباق الانتخابي شخصيات بارزات وسيدات يشغلن مناصب مهنية مرموقة في دولة البحرين، بالإضافة إلى محاميات وبطلة رياضية أوليمبية، حاصلة على ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الآسيوية. ثقة متزايدة تزايدت ثقة المرأة البحرينية في قدرتها على تحقيق الفوز في الانتخابات البرلمانية، حيث تشارك في سباق هذا العام فوزية زينل، التي تخوض الانتخابات للمرة الثالثة، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز بمقعد برلماني في عام 2014، حيث كانت تحتاج لـ 288 صوتًا فقط في جولة الإعادة ضد المرشح المنافس. فوزية زينل لا محاصصة على العكس من النظم الانتخابية في الكثير من دول المنطقة، لا يوجد في البحرين حصص محددة لتمثيل المرأة في البرلمان، حيث يرى الكثير من المواطنين البحرينيين أن نظام الحصص الانتخابية يتعارض مع دستور البحرين وميثاق العمل الوطني، وهو الوثيقة التي صدرت في عام 2001 وتضمنت اقتراح مجموعة واسعة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة البحرينية، والتي حصلت على موافقة 98.4% من المشاركين في استفتاء وطني آنذاك. مسيرة كفاح طويلة ولا يعد هذا الرقم القياسي للترشح النسائي وليد الصدفة، وإنما يأتي في أعقاب قطع شوط من طريق صعب بالنسبة للمرشحات، لأن برلمانات البحرين السابقة، كانت تهيمن عليها الأحزاب الإسلامية من الطائفتين السنية والشيعية، والتي اختارت عدم إدراج النساء في قوائمها. كما خسرت كل المرشحات وعددهن 31 في الانتخابات الأولى التي جرت في عام 2002. أما في عام 2006، فقد شاركت 18 مرشحة، ولم تفز إلا مرشحة واحدة هي لطيفة القعود وجاء فوزها بالتزكية حيث انسحب منافسيها من المرشحين الرجال قبل يوم من الاقتراع، لتصبح أول سيدة في منطقة الخليج العربي يتم انتخابها للبرلمان. وتمكنت البرلمانية لطيفة القعود من الاحتفاظ بمقعدها في الانتخابات، التي جرت بعدها بـ4 سنوات والتي شهدت عدم ترشح أي منافسين ضدها في نفس الدائرة الانتخابية. ثم شهدت جولة الانتخابات الأخيرة، فوز 3 سيدات بمقاعد برلمانية، من بين 22 مرشحة، هن فاطمة العصفور ورؤى الحايكي وجميلة السماك عن الدوائر الانتخابية في المحافظة الشمالية، التي تعد من المناطق الأكثر محافظة في البلاد. يقول محمد السيد، الناطق الرسمي باسم مجموعة "مواطنون من أجل البحرين"، وهي مجموعة مستقلة تقوم بجهود توعية لمراقبة وتحليل مجريات الجولة الانتخابية في تصريحات لموقع english.alarabiya.net: "إن هناك العديد من المرشحات في الانتخابات الجارية، لكنهن لم يقدمن برامج انتخابية تشجع الناخبون على التصويت لصالحهن. ولعل ذلك يرجع بشكل جزئي إلى أن المجتمع البحريني مجتمع تتعالى فيه أصوات الرجال". ويضيف محمد السيد: "إن الناخبين البحرينيين يحتاجون إلى رؤية مرشحات يتميزن بالقوة ويدرن حملات متميزة ويدعمهن الكثير من المؤيدين النشيطين. ويأمل الناخب البحريني في أن يرى نائبات برلمانيات هذا العام، يمكنهن إعطاء القدوة والنموذج المثالي للدور، الذي يمكن أن تلعبه المرأة البحرينية في عملية صنع القرار- أسوة ببعض العضوات في مجلس الشورى البحريني". السقف الزجاجي رغم أن الكثيرين يعتقدون أن أداء المرشحات هذا العام شهد تحسنا، إلا أن الطريق إلى الفوز ربما لا يكون سهلاً. قام مجهولون بتشويه وتمزيق لوحات الدعاية الانتخابية والملصقات الجدارية الخاصة بالمترشحة فوزية زينل في الحي الجنوبي الجنوبي، بينما تقدمت مرشحات أخريات بشكاوى تفيد بتلقيهن تهديدات عبر الإنترنت. وتكتمل فصول الدراما الانتخابية، بوجود احتمالات بأن التنافس بين المرشحات، يهدد بتقسيم الأصوات التي يمكن تحصدها المرأة، حيث إن رؤى الحايكي تتنافس مع مرشحتين آخرتين هما لطيفة القعود، إحدى قريبات النائبة البارزة التي تحمل نفس الاسم، وعالية راشد الجنيد، وتتنافس ثلاثتهن ضد 5 مرشحين رجال.
مشاركة :