كشف مختص في الشؤون التقنية ومهتم في تقنية العمل الخيري أن هناك منصات خيرية تتجه الآن للواقع الافتراضي الإلكتروني ويديرها موظف واحد أو اثنين من بعد من دون الحاجة إلى وجود مقر أو مزيد من الموظفين. وقال المهندس هيثم آل مريف إن التقنية ستحول الجمعيات الخيرية في المستقبل القريب إلى جمعيات افتراضية، تُدار من بعد من دون الحاجة إلى وجود مقرات لها، عبر عدد قليل من الموظفين، مع استمرار خضوعها إلى الجهات الإشرافية والرقابية التابعة لها. وأشار آل مريف خلال مشاركته في منتدى الاستشارات الذي أطلقته جمعية البر في المنطقة الشرقية ضمن اللقاء السنوي الـ15 الذي اختتم جلساته اليوم (الاثنين) في الدمام، بمشاركة 350 جهة خيرية، إلى منصات إلكترونية خيرية تُدار حاليا من بعد، ومنها المنصة الإلكترونية «مزن» التي جميع من يديروها يعملون من بعد، وليس لهم مقر، وكذلك منصة «سديم» أيضاً، أما منصة «استشارتك» فيديرها موظف واحد فقط من المقر، وتعتمد في أعمالها على الواقع الافتراضي الإلكتروني بشكل كبير. وأبان أن التوجه المستقبلي لتحول الجمعيات إلى الواقع الافتراضي يحتاج إلى عقد المزيد من ورش العمل والدراسات، لدراسة متطلبات هذا التحول في الجمعيات وأثر ذلك على الكوادر البشرية العاملة في القطاع والأسر المستفيدة من هذه الجمعيات. وأضاف أن أسر المستقبل يصنعها الجيل الحالي من أطفالنا، مشيراً إلى قوة الثقافة التقنية لهؤلاء الأطفال التي تؤهلهم ليكونوا أسر مستقبلية قادرة على التعامل مع هذا التحول التقني. من جانبه، أشار المهندس محمود أبو حليمة إلى أن الجمعية تقدم مساعداتها وسلالها الغذائية للأسر المستفيدة عبر البطاقات الإلكترونية الذكية وتستقبل تبرعات إلكترونية عبر الطرق الرسمية، ومنها التبرع إلكترونياً إلى حساب الجمعية على مباشر الأفراد، لافتاً إلى أن الجمعية في صدد إنشاء منصة إلكترونية لتدريب موظفيها وكوادرها وتمتلك نظاماً إلكترونياً موحداً في جميع فروعها بالشرقية لإدارة بيانات الجمعية وتقاريرها المالية والإدارية، ويعتمد عليه في إنجاز أعمال إلكترونية. بدوره، نوه المتخصص في الاقتصاد الدكتور محمد العصيمي خلال الجلسة الثانية من جلسات اللقاء إلى ضرورة استعانة الجهات الخيرية بالعمل من بعد، ولو كان خارج السعودية، لانخفاض كلفته، وتقليل الإيجارات المدفوعة أو تغير المحل للحصول على إيجار أقل لمقر الجهة الخيرية، وكذلك الشراء من الأرخص وبالجودة نفسها، خصوصاً مع وجود التطبيقات الالكترونية المتوافرة حالياً، والتي يمكن للجمعيات الخيرية الاستفادة منها. يُذكر أن وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي أشار خلال اللقاء ذاته، الذي جمع الجمعيات الخيرية، إلى أن هناك مشروعاً مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لرفع مستوى التقنية في القطاع الثالث غير الربحي.
مشاركة :