أقامت دارة الملك عبدالعزيز ضمن سلسلة برامج أعلام المملكة أخيراً ندوة علمية عن الشيخ إبراهيم بن صالح العيسى بمدينة أشيقر بمحافظة شقراء، بحضور غفير من العلماء والأدباء والمؤرخين وأعيان المجتمع. وشارك في الندوة أربعة باحثين مختصين تناولوا جوانب اجتماعية وشرعية وتاريخية من حياة ابن عيسى، إذ قدم الدكتور أحمد البسام ورقة عن «الحياة الاجتماعية لابن عيسى»، تحدث فيها عن نسبه ونسله، وما كتبه المؤرخ نفسه عن أسرته والظروف الاقتصادية المحيطة، فيما شارك الدكتور هشام السعيد بورقه عنوانها «ابن عيسى والعلوم الشرعية»، رصد من خلالها جهود ابن عيسى في دعم المكتبة الشرعية ودورها في إثراء الدعوة الإسلامية، وكذلك عن رحلاته في سبيل طلب الاستزادة من العلم. وقدم عبدالله البسيمي بحثاً بعنوان «ابن عيسى: حياته ومؤلفاته»، استعرض فيه ترجمة موسعة عن حياة المؤرخ منذ مولده إلى وفاته في عنيزة، وأشهر مشايخه وطلابه وإجازاته العلمية التي حصل عليها أو التي منحها، ومؤلفاته ومنسوخاته، ومكتبته الخاصة ومصيرها. وصاحب الندوة معرض مصور لنسخ من مقتنيات ابن عيسى العلمية وإصدارات الدارة عن المنتدى، كما أكدت الدارة أنها ستطبع لاحقًا كتابًا خاصًّا عن الندوة لتعميم الفائدة وتوثيق أعمالها. وكان الراحل كتب في مجالات عدة، بيد أنه عُني بتدوين التواريخ والتراجم، وعلى كثرة ووفرة مؤلفاته ومخطوطاته إلا أن تاريخه «عقد الدرر» والمسمى «تاريخ نجد» ظل الأكثر شهرة بين كتبه المتعددة، لاسيما وأنه عرف بين المؤرخين وعلماء التراجم بتاريخ ابن عيسى، وكان سبب تأليفه لهذا الكتاب أن الملك عبدالعزيز حين مر – ذات يوم – بمدينة أشيقر استقبله أعيان البلدة ولم يكن ابن عيسى معهم، فلما سأل عنه الملك -وهو لا يعلم أنه يعرفه- قدم إليه وعرض عليه ابن عيسى بعض ما دوّنه وكتبه فسُر الملك به، وطلب منه أن يطيل دراسته لكي يشمل بعض الحوادث والأخبار ويدون جميع ما صح عنده نقله، وبشرط أن يجعل جل اهتمامه بالأخبار والتواريخ التي تلت ما كتبه ابن بشر، لكي يكون كتابه ذيلاً لما خطه ابن بشر في تاريخه المشهور، والذي انتهى فيه إلى حوادث عام 1268هـ، ثم إن الملك عبدالعزيز أثنى عليه وشكره ووعده خيراً إن هو أتم هذه الكتاب.
مشاركة :