حذر وزير الداخلية التونسي هشام الفوراتي من تخطيط مجموعات مسلحة لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف وحدات أمنية وعسكرية في تونس، وذلك في إطار جلسة مسائلة لوزيري العدل والداخلية أمام مجلس النواب بخصوص قضية تتعلق باغتيال المعارضين البارزين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. وقال وزير الداخلية، في كلمة له امام مجلس النواب بداية الأسبوع، إن الوزارة «سجلت جملة من المؤشرات والمعلومات عن وجود تهديدات ارهابية تتمثل في تخطيط مجموعات ارهابية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي خارج حدود الوطن لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف وحدات أمنية وعسكرية». وأوضح الوزير أنه «تم رصد دعوات تحريض على بعض الصفحات الجهادية والصفحات المشبوهة بمواقع تواصل اجتماعي تدعو الى استهداف أمنيين وعسكريين عبر عمليات ارهابية وانتحارية»، مشيراً إلى أن وتيرة المعلومات بخصوص وجود تهديدات إرهابية جدية تكثفت في الفترة الأخيرة حيث رصدت تحركات مشبوهة في المرتفعات الحدودية وفق قوله. وبخصوص العملية الانتحارية في شارع الحبيب بورقيبة أورد الفوراتي أن التحقيقات تؤكد مبايعة منفذة الهجوم الانتحاري لتنظيم الدولة الإسلامية وتم تدريبها على صنع المتفجرات وصنع العبوات الناسفة وفق قوله. يأتي ذلك بعد أكثر من أسبوعين على اقدام الفتاة منى قبله (31 سنة) على تفجير نفسها قرب دورية للشرطة في شارع الحبيب بورقيبة، قلب العاصمة التونسية، ما خلف 15 مصاباً من قوات الشرطة و5 مدنيين بينهم امرأة. وبخصوص حصيلة عمل السلطات في مكافحة الإرهاب أضاف هشام الفوراتي أنه «تم فتح 160 قضية إرهابية والقيام بأكثر من 120 ألف مداهمة لمنازل الأطراف المتشددة كما تمكنت الوحدات الأمنية خلال سنة 2018 من القضاء على 7 إرهابيين ممن تحصنوا في الجبال فضلاً عن الكشف عن 40 خلية تكفيرية». وعلى رغم تحسن الوضع الأمني في تونس في السنتين الماضيتين وتراجع وتيرة الهجمات المسلحة إلا أن حالة الطوارئ لا تزال سارية في البلاد منذ تفجير حافلة الأمن الرئاسي بالعاصمة ومقتل 12عنصراً أمنياً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وأعلنت الرئاسة التونسية تمديد العمل بحالة الطوارئ مرات آخرها مطلع الشهر الجاري. وتواجه تونس منذ «ثورة يناير» 2011 خطر مجموعات مسلحة تنشط غالباً في المرتفعات الغربية الحدودية مع الجزائر، حيث نفذت هذه المجموعات هجمات مسلحة ذهب ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين فيما قتلت القوات التونسية العشرات منهم من بينهم قيادات بارزة في تنظيم «جند الخلافة» الموالي لـ «داعش» و «كتيبة عقبة ابن نافع» الموالية لتنظيم «القاعدة» في المغرب الإسلامي.
مشاركة :