طرحت وزارة البلدية والبيئة مزايدات فنية لمشاريع استثمارية زراعية، عشرة منها لإنتاج الخضروات بالبيوت المحمية، وأربعة لتقديم طلبات عروض العطاءات بشأن تنفيذ إنشاء أربع مشاريع زراعية لإنتاج الأعلاف الخضراء بمياه الصرف الصحي المعالج. ففي إطار سعي دولة قطر لإحداث طفرة إنتاجية كبيرة في إنتاج الخضروات الطازجة بهدف الوصول الى أعلى نسبة ممكنة من الاكتفاء الذاتي، وانطلاقاً من أهداف وسياسات اللجنة الفنية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية الرامية لتفعيل وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في مشاريع الامن الغذائي بالدولة، فقد تم اعتماد طرح 34 مشروعا استراتيجيا جديدا لإنتاج الخضروات بتكنولوجيا البيوت المحمية على مراحل، بمساحة تبلغ حوالي 100,000م2 للمشروع الواحد، وقد تم طرح المرحلة الأولى لهذه المشاريع والتي تتضمن 10 مشاريع لإنتاج الخضروات بالبيوت المحمية بإجمالي مساحة تبلغ1,000,000 م2، وتم طرح هذه المشاريع بنظام المزايدة الفنية فقط، وهو ما يعني أن يتم الاختيار بين أفضل 10 متقدمين للحصول على رخص هذه المشاريع لمدة 25 عام ودون وجود مزايدة مالية على رخص هذه المشاريع.مضاعفة الإنتاج الزراعي: ويتوقع أن يبلغ الانتاج من المشروع الواحد من الخضروات الطازجة حوالي 2,100 طن بإجمالي انتاج للمشاريع العشر يبلغ نحو 21,000 طن سنويا، وهو ما يعني مساهمة المشروعات المطروحة في زيادة الانتاج المحلي من الخضروات بنسبة تناهز 35 % ، كما يصل إنتاج المشاريع الاستراتيجية التي سوف يتم طرحها لإنتاج الخضروات بالبيوت المحمية إلى 72 ألف طن سنويا ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى نقلة نوعية كبيرة لإنتاج الخضروات، حيث من المتوقع أن يصل انتاج الخضروات بدولة قطر من خلال هذه المشاريع الاستراتيجية بمفردها إلى حوالي 132 الف طن في السنة، وهو ما يرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الخضروات الطازجة الى حوالي 50%، كما أنه من المتوقع أن تزيد هذه النسبة الى 65 % في ظل التوسعات الجارية بالمزارع الموجودة بالدولة والدعم الموجه الى هذه المزارع من جانب الدولة ممثلة في وزارة البليدة والبيئة.خطة فنية للتنفيذ: وتجدر الإشارة إلى أن وزارة البلدية والبيئة قد وضعت العديد من الضوابط الفنية لهذه المشاريع، ولعل من أهمها توفير هذه المشاريع للخضروات الطازجة للسوق القطري على مدار العام، ومن ثم ضرورة اتباع تكنولوجيات حديثة للبيوت المحمية المبردة قادرة على إنتاج الخضروات بجودة عالية خلال شهور الصيف مع امتياز هذه التكنولوجيا بتوفير المياه، كما يركز المشروع بصفة أساسية على استخدام تكنولوجيا الزراعة بدون تربة، وهي واحدة من أهم التكنولوجيات العالمية الموفرة للمياه والمعززة للإنتاجية، حيث يتيح هذا النظام توفير حوالي 70% من مياه الري للنباتات، كما أن هذا النظام له العديد من المزايا الهامة والتي تتلخص في رفع مستوى جودة الانتاج، وضمان إنتاج خضروات خالية من الإصابة، وتخفيض الاحتياجات العمالية، كون هذه الزراعة لا تحتاج إلى عمليات تحضير للتربة كما في الزراعة التقليديةـ إضافة إلى الزيادة في إنتاجية النبات من خلال القدرة على تحسين عمليات التغذية، والري والتهوية للجذور.الأعلاف الخضراء: ومن جانب آخر، قامت وزارة البلدية والبيئة وبالتنسيق مع اللجنة الفنية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية بمكتب معالي رئيس مجلس الوزراء بطرح مزايدة فنية على القطاع الخاص لتقديم طلبات عروض العطاءات بشأن تنفيذ إنشاء أربع مشاريع زراعية لإنتاج الأعلاف الخضراء بمياه الصرف الصحي المعالج، وذلك لإنتاج حوالي 13,500 طن سنويًا من الاعلاف الخضراء، بمعدل إنتاج يصل 20 طن سنويًا للهكتار الواحد من المزروع من الأعلاف الخضراء، ووفق الشروط والأحكام التي تتضمنها وثائق المزايدة، بحيث يتم اختيار أنسب عطاء شركات من الناحية الفنية و التشغيلية وكمية الانتاج ونوعية المنتج و تنوعه.اهتمام متزايد: يجدر التنويه أن دولة قطر تولي هذه المشاريع اهتماماً خاصاً من منطلق حرصها على قضية الأمن الغذائي للدولة باعتباره واحدا من القضايا الاستراتيجية الهامة خلال الفترة الراهنة، وتعتبر مشاريع إنتاج الخضروات من المشاريع الأساسية، التي تعمل الدولة جاهدة على زيادة الإنتاج المحلي منها باعتبارها واحدة من السلع الاستراتيجية الهامة للأمن الغذائي، وذلك من خلال تطوير المزارع القائمة وزيادة إنتاجها من ناحية، و طرح مشاريع استراتيجية جديدة لإنتاج الخضروات على مستثمري القطاع الخاص من ناحية أخرى، وذلك وفق سياسات اللجنة الفنية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية والتابعة لمجلس الوزراء.تطور البيوت المحمية: ورغم ظروف الحصار الجائر الذي تتعرض له دولة قطر ، إلا ان قطاع إنتاج الخضروات بالدولة حقق طفرة انتاجية واضحة خلال الفترة منذ بداية الحصار وحتى الآن، حيث اتجه القطاع الى تكثيف استخدام التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج ممثلة بالبيوت المحمية المعززة للإنتاجية والموفرة للمياه والتي تعتبر أهم تكنولوجيات انتاج الخضروات المناسبة للبيئة القطرية، حيث زاد عدد البيوت المحمية المبردة بالمزارع القطرية من 471 بيت، بمساحة اجمالية تبلغ نحو 497,000 م2 خلال موسم 2016/2017 ، ليصل عدد البيوت المحمية المبردة بالمزارع القطرية الى 919 بيت محمي مبرد بمساحة إجمالية حوالي 729,000 م2 خلال موسم 2017/2018، محققة زيادة تبلغ حوالي 47%، وكذلك زاد عدد البيوت المحمية غير المبردة بالمزارع القطرية من نحو 3408 بيت محمي بمساحة اجمالية حوالي 2,000,0000 م2 خلال موسم 2016/2017 ، ليصل عدد البيوت المحمية غير المبردة بالمزارع الى حوالي 4153 بيت محمي بمساحة إجمالية حوالي 2,200,000م2 خلال موسم 2017/2018، محققة زيادة تبلغ حوالي 10%، وهو الأمر الذي انعكس في صورة زيادة واضحة في إنتاج الخضروات المحلية خلال هذا الموسم والذي تجاوز حاجز 60 ألف طن من الخضروات الطازجة ، وهو ما ساهم في رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الخضروات الطازجة من 14 % قبل الحصار الى 22 % حالياً.دعم متواصل: وتقوم وزارة البلدية والبيئة في إطار اهتمامها الخاص والمستمر بالمزارع وتطوير القطاع الزراعي بالدولة بالعمل على تحسين أسلوب التسويق المحلي للخضروات المنتجة بالمزارع القائمة، وقد أطلقت في سبيل ذلك عدة مشاريع رائدة، من قبيل ساحات المنتج الزراعي المحلي الأربع بكل من المزروعة والخور والذخيرة والوكرة والشمال، كما أطلقت مشروع المنتج المميز لتسويق إنتاج المزارع القطرية من خلال المجمعات التجارية الكبرى بالدولة. كما قامت الوزارة بالتعاون مع شركة حصاد الغذائية بإطلاق مشروع مركز التسويق الزراعي المتكامل بإنشاء شركة لتسويق الإنتاج الزراعي لتكون عاملا هاما في مساعدة هذه المشاريع الزراعية الواعدة على تحقيق أهدافها التنموية بتغذية السوق المحلي بالخضروات الطازجة على مدار العام، وهو ما سيكون له دور محوري وهام في تحسين التسويق المحلي للخضروات بالدولة، وبالتالي المساهمة في زيادة ارباح المزارع القائمة وتشجيعها على زيادة الاستثمارات في المجالات الزراعية .;
مشاركة :