الكويت - (أ ف ب): كشفت السيول والامطار الغزيرة التي ضربت الكويت مؤخرا عن عشرات الألغام العراقية المدفونة في الصحراء منذ فترة الغزو في 1990. مهدّدة مواقع عادة ما يخيّم فيها الكويتيون خلال فصلي الخريف والشتاء. وقال نائب المدير العام لشؤون بلديتي الفروانية والجهراء في وسط وشمال الكويت فهد الشتيلي لوكالة فرانس برس «جرفت السيول العديد من الألغام والذخائر والقنابل من مخلفات الغزو العراقي في أغلب مناطق التخييم في شمال الكويت». وأضاف الشتيلي ان لجنة الدفاع المدني التي يرأسها وزير الداخلية أوصت بعد الأمطار والسيول التي شهدتها البلاد منتصف الشهر الجاري بتأجيل موسم التخييم في الصحراء «حتى تنهي وزارة الدفاع تمشيط جميع مواقع التخييم». وتابع «ننتظر تسلم المواقع بعد تأمينها من وزارة الدفاع». وتقوم وزارة الدفاع في الوقت الراهن بتمشيط 18 موقعا عادة ما يتم التخييم فيها، بناء على طلب من بلدية الكويت، للتأكد من خلوها من أي مخلفات عسكرية، بحسب الشتيلي. وكشفت وزارة الداخلية من جهتها عن تفكيك الأجهزة المختصة 48 لغما، وتلقيها 20 بلاغا عن ظهور مخلفات يشتبه بأنها عسكرية في المناطق البرية التابعة لمحافظة الجهراء المحاذية للحدود العراقية، بعد انجراف التربة نتيجة السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد. وخلال فترة غزو الكويت في 1990. عمدت قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى زرع ألغام في المناطق الحدودية. وتشير إحصائيات كويتية رسمية تعود إلى عام 2016 إلى أن الكويت تمكّنت من إزالة نحو مليون و650 ألف لغم منذ انتهاء الغزو. وقال حينها وكيل وزارة الداخلية السابق الفريق سليمان الفهد إن نحو 350 ألف لغم لا تزال تشكل خطرا على المدنيين. وعادة ما يستمر موسم التخييم في الكويت أربعة أشهر، حيث ينطلق في منتصف نوفمبر، وينتهي منتصف مارس، لكن سوء الأحوال الجوية دفع بلدية الكويت هذا العام إلى تأجيل منح تراخيص لإقامة المخيمات. ورغم الالغام التي خرجت إلى سطح الأرض، وتوقف منح تراخيص التخييم حتى تمشيط المناطق المستهدفة، شرع كويتيون في نصب خيمهم، ومن بينهم يوسف عبدالله المقيم في منطقة الجهراء. وقال لفرانس برس: «مهما حصل فلن نفوّت فرصة التخييم، فهذه هي طبيعة الكويتي ابن البادية. نحن نعرف كيف نتصرف في البر ونعرف أين نوقف سياراتنا وننصب خيامنا، وإن لاحظنا أي اجسام غريبة نتصل بالأجهزة المختصة». لكن الشتيلي ذكر ان الاجهزة المختصة أزالت خلال اليومين الماضيين 36 مخيما وأنذرت أكثر من 60 مخيما آخر «حماية للسكان بالنظر إلى وجود مخاوف حقيقية على الأطفال خاصة من هذه الألغام».
مشاركة :