عمال منشآت مونديال 2022 يروون معاناتهم في قطر

  • 11/22/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

روى عمال في منشآت مونديال قطر 2022 المعاناة التي يعيشونها في الدوحة، حيث يحصل مئات الآلاف منهم على أجر زهيد لا يناسب ما يقومون به من أعمال شاقة ومخاطر يتعرضون لها، حيث يحصد الموت والأمراض العشرات منهم، فيما تماطل السلطات القطرية في الكشف عن أسباب وفاة عامل نيبالي بملعب الوكرة.وبحسب تحقيق لصحيفة «الجارديان» البريطانية لا يزال العمال الذين يشتغلون في إنشاء ملاعب مونديال قطر، يعانون من الاستغلال، حيث لا تتعدى رواتبهم 200 دولار في الشهر.وقال أحد العمال، وقد جاء من غانا: إنه تعرض للاحتيال، فقد وعده وكيل تلقى أموالاً منه لإلحاقه بالعمل أنه سيحصل على راتب كبير، «لكن عندما جئنا إلى هنا، وجدنا عكس ذلك».ولبناء أحد الملاعب الضخمة المصممة من أجل إبهار العالم في عام 2022، يقضي العمال 8 ساعات يوميا وستة أيام في الأسبوع في عمل شاق لقاء الحصول على حوالي 175 إلى 200 دولار في الشهر.والأموال التي يرسلها هؤلاء العمال إلى بلادهم ليست تلك التي تزيد عن حاجتهم، بل يرسلون دخلهم الأساسي لإعالة أسرهم.وقال أحد العمال: «من الصعب الابتعاد عن العائلة لفترة طويلة.. ففي بعض الأحيان تحتاجك العائلة لتكون معها، ومع ذلك، قد لا يكون لديك المال لإرساله».وأضاف العامل الذي لم تذكر الصحيفة اسمه: «كان من المفترض أن نكسب شيئًا كبيرًا - لكن ما نحصل عليه قليل».وقال أحد العمال -لديه ولدان -:«عائلتي في غانا كبيرة، وليس لدي ما يكفي لإطعام أسرتي.. المال هنا ليس كما كنا نتوقعه.. نحن نفكر في ذلك طوال الوقت».ولا يعتقد العمال أن رفع شكوى سيغير من وضعهم، حيث قال أحدهم: «لا نجد مساعدة من أي جهة، يجب علينا دعم أنفسنا وتشجيع بعضنا البعض كل يوم. وإلا ماذا ستفعل: هل تقتل نفسك؟».ونقلت الصحيفة عن إحدى الشخصيات المسؤولة البارزة قولها: إن ما يحصل عليه العمال أكثر بكثير مما يكسبه الناس في بلدانهم الأصلية.لكن للعمال رأي آخر، فقد تحدثوا عن الوعود بالمرتبات التي تحولت إلى سراب.وقال رجل من بنغلاديش: «قالوا لي إن قطر بلد غني جدا، ويمكنني أن أكسب أموالا جيدة.. لكن عندما تأتي للعمل هنا، لا تدفع الشركة لك».أحد العمال، قال: إن لديه طفلة - 10 سنوات-، وهو يعاني بسبب عدم مقدرته على إرسال أموال إلى وطنه ولا يملك حتى الرسوم اللازمة للإبقاء على ابنته في المدرسة.وقال: إن زوجته انتقدته بسبب ذهابه إلى قطر، لأن سائقي الركشا «التوك التوك» يكسبون مالاً أفضل لإعالة أسرهم.شاب آخر اشتكى من عدم تمكنه من تناول طعام ملائم لثمانية أشهر، قائلا: «لا يوجد أرز ولا خضراوات ولا دجاج».وما تزال السلطات القطرية تماطل في الكشف عن أسباب وفاة عامل نيبالي يبلغ من العمر 23 عاما، وذلك بسبب سقوطه من على ممشى مرتفع في ملعب الوكرة.وألقت «الجارديان» الضوء على الحادث قائلة: إن أسرة تيج نارايان ثارو قامت بإحراق جثته على ضفاف نهر بودهي في جنوب شرق نيبال، وذلك وسط نحيب يصاحبه يأس من قبل زوجته رينوكا تشودري.وأوضحت الصحيفة أن تشودري ابنتها ساديكشيا أربع سنوات- تلقت مكالمة من قطر من رقم لم تتعرف عليه. ثارو توفي في أغسطس/آب الماضي عندما سقط من ممشى مرتفع في ملعب الوكرة.وقالت تشودري: «اتصل صديق له وقال لنا إنه سقط. وجدنا فقط أنه مات بالفعل بعد الكثير من المكالمات والبحث».وتلقت تشودري اتصالين آخرين من قطر، واحداً من شركة منار للمقاولات العامة، حيث كان يعمل زوجها، وآخر من اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الهيئة المنظمة لكأس العالم.وقال الرجل من اللجنة العليا: إنه آسف. وعندما سألته كيف مات زوجها، أجاب بأنهم يحققون في الوفاة، وبعد ثلاثة أشهر، لا تزال تشودري تنتظر إجابة.وتحدثت «الجارديان» إلى أربعة أشخاص على صلة مباشرة بالحادث، حيث تقول المصادر: إن ثارو كان يحمل لوحا كبيرا على ممر يبلغ ارتفاعه 35 متراً ليلاً عندما وقع الحادث.وقال أحد المصادر: «لقد سقط من على الممشى الذي عادة ما يعتبر آمنًا، لكن أشخاصًا من شركة أخرى أزالوا لوحة أرضية، ما أدى إلى خلق فجوة فشل ثارو في رؤيتها وسقط من خلالها».وقال متحدث باسم اللجنة العليا: إنه تم تعلم الدروس من حادثة الوفاة وتم تنفيذ «إجراءات تصحيحية في جميع أنحاء موقع الوكرة وغيره من مواقع اللجنة العليا لتجنب تكرار ذلك».

مشاركة :