آفاق الشباب الآسيوي والتكنولوجيا «1من 2»

  • 11/22/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

نصف سكان جنوب شرقي آسيا تقل أعمارهم عن 30 عاما، وتشكل التكنولوجيا الطريقة التي يعيش ويعمل بها شباب المنطقة، حتى إن كانوا يسعون إلى تكييفها لتتلاءم مع ظروفهم الفريدة. وسيرث هؤلاء الشباب عالما أفضل من عدة جوانب مقارنة بالعالم الذي عرفه آباؤهم؛ حيث تتاح لهم إمكانية الحصول على دخل أعلى وفرص أكثر لتلقي تعليم وإمكانات تكنولوجية لا حصر لها. ولكنهم يواجهون أيضا قضايا خطيرة، مثل مشكلة تغير المناخ، وتحديات الانفتاح، وحقوق الإنسان. ونعرض فيما يلي بعض القصص الشخصية القصيرة التي تتيح لنا نظرة سريعة على حياة ثلاثة شباب من جنوب شرقي آسيا يسعون إلى تحقيق أحلامهم المستقبلية. سرينيث هاك تختلف عن الآخرين؛ فأصدقاؤها من القرية التي نشأت بها وجدوا جميعهم تقريبا شركاء لحياتهم، وبعضهم تزوج زواجات مدبرة. تقول "أنا لا أصدر أحكاما عليهم؛ لأنهم سعداء"، ولكن ليس هذا ما تمثله الحياة بالنسبة لهم. وهاك، التي تبلغ من العمر 25 عاما، انتقلت إلى بنوم بنه منذ ثمانية أعوام؛ للحصول على درجة البكالوريوس في إدارة وسائل الإعلام. وتقول هاك، وهي محررة ومنتجة أفلام حرة، "أحب أن أستمع إلى قصص البشر". وقد أتاح لها العيش في عاصمة كمبوديا فرصا أكبر مقارنة بالمدينة الصغيرة التي لا يزال أبواها وإخوتها يعيشون فيها. وتقول "يمكنني أن أرى جانبا أكبر من العالم، وأن أحقق ما أريد". وقد حصلت هاك على تعليم جيد ميزها عن عديد من النساء الكمبوديات في صفوف القوة العاملة. وفي عام 2014، بلغت نسبة النساء العاملات في سن 15 عاما أو أكثر من الحاصلات على تعليم ابتدائي أو أقل 84 في المائة مقابل 76 في المائة من العاملين من الذكور، Promoting Women"s Economic Empow-، "وذلك حسب تقرير الصادر عن بنك التنمية الآسيوي"erment in Cambodia، وتشتغل هاك بالعمل الحر، لذلك فهي تكسب عيشها بالكاد، وتوفر جزءا من أموالها كل شهر مخافة ألا يعرض عليها مشروعات مستقبلية للعمل بها. وتقول "يجب أن تكون مرنا عند تحديد المبلغ الذي يتحتم عليك إنفاقه كل شهر". ويتيح لها دخلها المتواضع بعض المتع البسيطة، كزيارة المعارض، وممارسة رياضة اليوجا، وطلب العشاء من خلال أحد التطبيقات الإلكترونية، والادخار للسفر. وهاك ليست الوحيدة التي تسعى إلى حياة أفضل في المدينة الكبيرة. فنحو 60 في المائة من المهاجرات الريفيات ينتقلن إلى بنوم بنه وفقا لبنك التنمية الآسيوي، ولكن رغم تدني معدلات الفقر، فإن الفتيات والنساء في كمبوديا يصبحن أكثر عرضة للخطر في ظل المعايير الاجتماعية السائدة، وهن أقل قدرة على الحصول على الموارد وفرص العمل مقارنة بالفتيان والرجال. ورغم أن هاك امرأة قوية ومستقلة، فقد شعرت هي الأخرى بالضعف. ففي كمبوديا - على حد قولها - لا تتساوى النساء والرجال حتى الآن. وأحيانا عندما تعمل في أحد مواقع التصوير وتعود إلى منزلها في ساعة متأخرة من الليل تتعرض للتحرش من الرجال في الشارع. وتقول إن أبويها يفضلان أن تعمل في وظيفة ثابتة بأجر، وأن تعيش حياة تقليدية. ولكن والدة هاك، وهي معلمة قُتل أبواها على يد الخمير الحمر، تقبل اختيارها. وتعي تماما أن الآفاق التي تنتظر ابنتها واعدة بقدر أكبر من الآفاق التي شهدتها هي نفسها عندما كانت في عمرها نفسه، ولا تضغط عليها للعودة إلى المنزل مجددا. وتسعد عندما تأتي ابنتها لزيارتها أحيانا في مسقط رأسها، وهو أمر أكثر سهولة في الوقت الحالي بعدما تم تحسين الطرق. وتتحلى هاك بالصبر، فهي تتمتع بحياتها في العاصمة، ولكنها ترغب في النجاح في حياتها المهنية يوما ما. وتقول "أنا أتبع جدولا زمنيا خاصا بي، وأرقب عقارب ساعتي الخاصة، فأنا أود أن أثبت للجميع أنني قادرة على النجاح، وربما حتى على نحو أفضل من بعض الرجال". بوكولو إسبينا، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، دائما ما كان يعتقد أنه سيكبر ليصبح طبيبا أو محاميا. وبدلا من ذلك، صار هذا الشاب، الذي يقيم في مانيلا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Sip PH، وهي شركة تعمل في تصنيع وتوزيع الماصات المصنوعة من الصلب غير القابل للصدأ. وبدأ الأمر عندما كان إسبينا طالبا في جامعة أتينيو دي مانيلا؛ حيث اهتم بحركة منع النفايات، التي تشجع على نمط حياة يحد من حجم النفايات المرسلة إلى المكبات، من خلال الحث على إعادة استخدام المنتجات. وقد وجد إسبينا صعوبة في العثور على ماصة معدنية لاستخدامه الخاص؛ لذلك اشترى مجموعة كبيرة منها وباع البقية، ليكتشف وجود طلب كبير على هذا المنتج. وهكذا استثمر إسبينا 40 ألف بيزو من مدخراته، وأنشأ شركة لإنتاج الماصات المعدنية القابلة لإعادة الاستخدام للمستهلكين المهتمين بالبيئة. ولا تزال Sip شركة صغيرة، ولكن إسبينا بدأ بمجموعة صغيرة من العملاء، تكونت عن طريق التسويق الشفهي، ويتلقى الآن آلاف الطلبات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحال قليلة في مانيلا. وظهر في بداية العام الجاري في مقابلة بثتها قناة «سي إن إن» الفلبين. بوكولو إسبينا يرغب في تخليص بلاده من النفايات البلاستيكية من خلال القضاء على استخدام الماصات؛ ويمارس إسبينا رياضة الغوص دون أن يرتدي الرداء المخصص لذلك، ويرى ذلك بمنزلة مهمة شخصية للحفاظ على نظافة المحيطات والممرات المائية في بلاده. ويقول عن الفلبين إنها "تقع في مركز التنوع البيولوجي البحري في العالم"؛ إذ تضم الفلبين 7641 جزيرة، وتقع في "المثلث المرجاني"، وهو منطقة تعتبر المركز العالمي للتنوع البيولوجي البحري. ويضم هذا المثلث أجزاء من مياه الفلبين وماليزيا وإندونيسيا وتيمور - ليشتي وبابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان. ولا تقتصر الحياة البحرية في المنطقة على الشعب المرجانية فقط، ولكنها تشمل أيضا منابت الأعشاب البحرية، وغابات أشجار المانجروف والغابات الشاطئية، ومصائد الأسماك، واللافقاريات، والأعشاب البحرية، والثدييات البحرية. ويقول إسبينا "بمجرد أن ترى هذا الجمال بنفسك، ستفهم أنه ثمة أسباب وجيهة لحمايته". وتحظر الفلبين حرق القمامة، وتنطوي عملية التخلص من النفايات الصلبة على تحديات كبيرة... يتبع.

مشاركة :