أبو متعب .. حملناك في قلوبنا حياً وميتاً

  • 1/27/2015
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

بقلوب مؤمنة راضية بقدر الله سبحانه وتعالى استقبل الشعب السعودي خبر انتقال الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى جوار ربه، بمزيد من الأسى والحزن، بفقدان قائد حمل الشعب في قلبه ـ كما عبر يرحمه الله ـ، ولقد شاهد العالم أجمع مشهد تشييعه الذي قل نظيره على مستوى العالم، وفي مشهد مؤثر توافد المواطنون على قبره يرحمه الله للدعاء له جزاء ما قدم لشعبه وأمته، ويطيب لي أن أذكر بعضاً من مآثر الملك عبدالله لمستها بنفسي من خلال لقائي به ثلاث مرات، الأولى في رئاسة الحرس الوطني عندما كان ولياً للعهد، وقد اهديته كتابي «العرضة رقصة الحرب»، لعنايته واهتمامه رحمه الله بالعرضة، والمرة الثانية ضمن منسوبي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومما كان له وقع كبير على نفسي في هذا اللقاء، أمره رحمه الله بأداء الصلاة جماعة في نفس مجلسه في الديوان الملكي، إن التدين سجية في فكر القائد الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، قالى تعالى: «الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ»، الحج 41، والمرة الأخيرة في الأحساء وقد كنت ضمن وفد مثقفي وأدباء الأحساء لتقديم الشكر له رحمه الله لموافقته على تأسيس نادي الأحساء الأدبي، وخلال اللقاءات الثلاثة التي شرفت بها، وجدت فيه التواضع الجم بما لا يشعرك برهبة اللقاء، كان أباً حانياً للجميع، وعرف عنه عفويته، وتجاوزه لبروتوكول الاستقبالات الرسمية، فكان قريباً جداً من شعبه، وكانت انسانيته بلسماً شافياً لكل ذي حاجة، ولقد قدم للشعب السعودي بكل فئاته مجموعة من حزم الخير، كما قدم للوطن بنية تحتية عظيمة، وميزانية متينة في ظل اهتزاز الاقتصاد العالمي، وقد كانت عنايته بالحوار الوطني في تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وحرصه على الوسطية والاعتدال، ونشر ثقافة الحوار ليس بين أبناء الوطن فحسب، وإنما على مستوى العالم حيث اهتم بحوار أتباع الأديان، ومشروع الحوار والسلام، وقدم للكشافة مشروع سبل السلام الذي انضم إليه أكثر من عشرين مليوناً في العالم، وإصلاحاته الكثيرة خير شاهد على استشرافه لمستقبل الوطن، ومنها اهتمامه بالمرأة، ودورها الكبير في الحياة باعتبارها نصف المجتمع، وعنايته يرحمه الله بالشباب، وإهداؤه اثني عشر ملعباً رياضياً في كافة مناطق المملكة، إضافة إلى مشاريع مقرات الأندية في كافة أندية المملكة الصغيرة، وغير ذلك الكثير من الانجازات مما لا يمكن أن نلم به في مقالة كهذه. لقد وضع يرحمه الله للمملكة المكانة التي تستحقها على مستوى العالم، وما اختيارها ضمن الدول العشرين إلا لما تمتلكه المملكة من اقتصاد متين، وكقوة مؤثرة في القرارات العالمية، وما يمتلكه قادتها من رؤية حكيمة وصادقة في تحقيق العدل والسلم العالميين. غفر الله للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ووفق مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، حفظهم الله جميعاً، وسدد خطاهم، وأدام على مملكتنا وافر الأمن والأمان.

مشاركة :