قالت صحيفة تليجرافإن قادة الاستخبارات البريطانية (MI6) يسعون بشدة لمنع دونالد ترامب من نشر معلومات سرية مرتبطة بنتائج تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.الصحيفة التي تحدثت مع أكثر من 12 مسؤولا من الولايات المتحدة وبريطانيا، بما في ذلك أشخاص لهم دور في الاستخبارات الأمريكية قالت إن بريطانيا تخشى من أن يتم الكشف عن مصادرها الاستخباراتية في حال ما تم رفع السرية عن عملية التنصت التي قامت بها واستهدفت أحد مستشاري ترامب السابقين أثناء حملته الانتخابية بناء على طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي .(FBI) يجادل مؤيدو قرار ترامب من أن عملية الكشف هذه تعزز الشفافية، متسائلين في الوقت نفسه عن خوف بريطانيا من عملية الكشف في حال لم يكن لديها ما تخفيه.ويسلط الجدل الأخير، الضوء على ما إذا كانت بريطانيا قد لعبت دوراً في التحقيقات التي أجراها “مكتب التحقيقات الفيدرالي” في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 والتي تبحث في الصلات بين حملة ترامب الانتخابية والكرملين.قال أحد مسؤولي الاستخبارات الأمريكية للصحيفة “أهم ما في الأمر أن تكشف الأشخاص.. لا نريد الكشف عن مصادرنا وطرقنا”. وقال مسؤول آخر إن ذلك يعد “سابقة” خطيرة قد تجعل الناس أقل رغبة في مشاركة المعلومات التي لديهم خوفاً من كشفها بعد فترة للعوام. وبحسب الصحيفة، يثير الموضوع درجة عالية من الحساسية إلى درجة أن الموظفين في السفارة البريطانية في واشنطن قد منعوا من مناقشته مع الصحفيين. يدور الخلاف الأساسي، حول طلب تقدم به “مكتب التحقيقات الفيدرالي” للاستخبارات البريطانية، بهدف التنصت على (كارتر بايج) مستشار السياسة الخارجية السابق في حملة ترامب.شك “مكتب التحقيقات” بأن يكون (بايج)، مستهدفاً من قبل الحكومة الروسية بهدف تجنيده، معتمداً بذلك على معلومات استخباراتية سرية حصل عليها لتقديم أدلة تدعم شكوكه. وللتنصت عليه، حصل على إذن قضائي من محكمة سرية، وافقت على مراقبة (بايج) لمدة 90 يوم. تم تجديد مدة التنصت عدة مرات. تحرك نواب “الحزب الجمهوري” في الكونجرس، متهمين “مكتب التحقيقات” بالفشل في اتباع الإجراءات القانونية الصحيحة، أصدروا فيما بعد نسخة منقحة للغاية من الوثائق السرية. يرغب ترامب برفع السرية عن 21 صفحة من الوثائق. أعلن في بداية الأمر عن قيامه بهذه الخطوة في سبتمبر/أيلول ثم تراجع عن ذلك. إلا أنه قال، مجدداً في هذا الشهر، بأنه يفكر بنشر الوثائق بشكل “جدي للغاية”. تعارض خطوة ترامب كل من بريطانيا وأستراليا. والسبب يعود إلى كون المعلومات تم جمعها من قبل كريستوفر ستيل وهو ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية. وفيما رفض العديد من المتحدثين باسم الحكومة البريطانية والأمريكية التعليق، أنكر بيج أي صلات له مع روسيا ورفض اعتباره عميل لها. قال جورج بابادوبولوس المستشار السابق في حملة ترامب، إنه استهدف من قبل الجواسيس البريطانيين وذلك في حديث له مع الصحيفة.وما تزال الولايات المتحدة إلى اليوم تخضع لتجاذبات حزبية بين الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي” بسب التحقيق الذي يشرف عليه المستشار الخاص روبرت مولر حول صلات حملة ترامب بالكرملين.يرى بعض الجمهوريين أن التحقيق يقف ورائه شخصيات استخباراتية غامضة أرادت إحباط ترشيح ترامب منذ البداية. وعلى هذا الأساس، يعتبر الكشف عن دور وكالات الاستخبارات البريطانية هاماً، للكشف عما يعرف بـ “الدولة العميقة” التي تحارب إدارة ترامب، وفق ما يزعم هؤلاء. وتأتي الخطوة الأمريكية، في وقت متوتر تمر به بريطانيا التي تسعى لتعميق علاقاتها مع الولايات المتحدة في الوقت الذي تغادر فيه الاتحاد الأوروبي. سجن بابادوبولوس 14 يوماً بسبب كذبه حول المحادثات التي حصلت مع شخصيات مرتبطة بروسيا إلا أنه يلقي باللوم علانية على بريطانيا التي يعتبرها تدير مؤامرة ورائها الاستخبارات الغربية تستهدف ترامب ومستشارية. وقال أحد المصادر للصحيفة أن البيت الأبيض يسعى لـ “توريط MI5 وMI6 – جهازي الاستخبارات البريطاني – ضمن مجموعة من الأنشطة التي لا يرغبوا أن يتورطوا بها. بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز مكافحة الإرهاب ووكالة الاستخبارات المركزية“.
مشاركة :