انخفضت أسعار النفط 25 في المئة منذ بلغت أعلى مستوياتها في أربع سنوات أوائل أكتوبر، بضغط من موجة البيع المكثف التي اندلعت في وقت لاحق من ذلك الشهر، التي أدخلت عقود الخام إلى نطاق السوق الهابط في نوفمبر، ومحت بذلك مكاسبها خلال هذا العام، بحسب تقرير لموقع «أويل برايس». وأخيراً تداول الخامان المعياران «برنت» و«نايمكس» عند أدنى مستوياتهما في عدة أشهر، على خلفية ارتفاع مخزونات النفط العالمية والآثار المحدودة للعقوبات الأميركية على إيران، التي خيبت آمال المتداولين، حتى أن الأسعار سجلت أكبر معدل انخفاض يومي في ثلاث سنوات. ورغم التعافي الطفيف لأسعار النفط الخام أواخر الأسبوع المنتهي في السادس عشر من نوفمبر، عادت العقود للانخفاض مجدداً خلال الأسبوع الجاري، مع تواصل المخاوف بشأن زيادة المعروض. التاريخ يبعث ببارقة أمل - رغم الهبوط الحاد خلال تعاملات الثلاثاء، يعتقد بعض المحللين أن الأسعار ستستعيد قوتها على مدار الشهر الأخير من العام، بناء على تاريخ الاتجاهات الهبوطية للنفط، فيما يرى آخرون أن الأسعار ستحتاج إلى محفز رئيسي للانتعاش من المستويات الحالية. - الحافز المطلوب قد يكون اجتماع «أوبك» وحلفائها خلال السادس والسابع من الشهر القادم، الذي ربما يعلن المنتجون خلاله خفضاً جديداً في الإنتاج بهدف وضع حد لتراجع الأسعار، وتحقيق الاستقرار للأسواق ومحو مخاوفها بشأن الإمدادات المفرطة التي تلوح في الأفق، والتي تنذر بمزيد من التراجع في الأسعار. - إذا كان التاريخ يعيد نفسه، فإن أسعار النفط ومؤشر «إس آند بي 500» سيتجهان نحو الارتفاع في الشهر التالي للهبوط، وفقاً للمصرف الاستثماري «جيفريز»، الذي أضاف في مذكرة بحثية نشرتها «سي إن بي سي»، أن الانخفاض الحاد لأسعار الخام خلال شهر واحد لا ينبئ بضعف السوق وإنما العكس تماماً. - نظر محللو «جيفريز» في ردود فعل أسعار النفط ومؤشر «إس آند بي» بعد الهبوط، على غرار ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية، وخلص المصرف إلى أنه منذ عام 1990 (باستثناء سلوك السوق غير الطبيعي خلال الأزمة المالية العالمية) ارتفع خام «نايمكس» 5.5 في المئة عادة في الشهر التالي للهبوط، وبنسبة 7.3 في المئة خلال الأشهر الثلاثة التالية. - بالنسبة لمؤشر «إس آند بي 500» فإنه سيرتفع بنسبة 2.3 في المئة خلال الشهر التالي، وبنسبة 5.4 في المئة على مدار الأشهر الثلاثة التالية للهبوط بحسب بنك «جيفريز». تراجع الرهانات الصعودية لكن التفاؤل حاضر - في الأسبوع المنتهي في الثالث عشر من نوفمبر، خفض مديرو صناديق التحوط صافي رهاناتهم (الفرق بين الرهانات الصعودية والهبوطية) على خام «نايمكس» إلى أدنى مستوى منذ أغسطس 2017، كما خفضوا صافي رهاناتهم أيضاً على خام «برنت» إلى أدنى مستوى في عام ونصف العام، وفقاً لبيانات جمعتها «بلومبرغ». - انخفضت الرهانات على صعود خام «برنت» إلى أدنى مستوى في 3 سنوات تقريباً خلال نفس الأسبوع، في حين ارتفعت هذه الرهانات على خام «نايمكس» بنسبة 1 في المئة، بعد ستة أسابيع من التراجع، لكن في المقابل، زادت الرهانات على هبوط الخام الأميركي بنسبة 12 في المئة. - مع ذلك، ووفقاً لبعض المحللين، فإن التعافي المحدود في أسعار خام «نايمكس»، قد يكون مؤشراً على استئناف شراء العقود والرهان على صعود النفط مجدداً من صناديق التحوط، خصوصاً مع المؤشرات التاريخية التي تشير إلى انتعاش الأسعار بعد شهر من التراجع. - بعد شهر من تراجع النفط، سيُعقد اجتماع «أوبك» مع المنتجين المستقلين، والمتوقع مناقشة خطة جديدة لضبط إنتاج النفط، ومع تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد والطلب على النفط، فمن المرجح الإعلان عن انخفاض كبير في إمدادات البلدان المتعاونة في إدارة سوق النفط العالمي، وإلا ستكون خيبة الأمل شديدة إذا فشل المجتمعون في الوفاء بهذا التوقع.
مشاركة :