وزارة الخارجية الإماراتية تنفي نفيا قاطعا أن يكون الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز الذي حكم عليه الأربعاء بالسجن المؤبد بتهم تتعلق بالتجسس في حكم قابل للطعن، قد طلب منه التوقيع على وثائق لا يفهمها، مؤكدة أنه تم توفير مترجمين وأنه تلقى معاملة عادلة وفقا للدستور الإماراتي.أبوظبي - قالت الإمارات اليوم الخميس إن الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز تلقى معاملة عادلة وإنها عازمة على حماية العلاقة الإستراتيجية مع بريطانيا. وحكم على هيدجز بالسجن المؤبد بتهم التجسس لصالح الحكومة البريطانية يوم الأربعاء في خطوة وصفتها رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بأنها مخيبة للآمال. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إن هيدجز تلقى معاملة عادلة طبقا لدستور البلاد، مضيفة أنه "تم توفير مترجمين لهيدجز وليس صحيحا أنه طلب منه التوقيع على وثائق لا يفهمها". وتابع البيان أن مسؤولين من الجانبين كانوا يبحثون الأمر بشكل دوري في الأشهر القليلة الماضية وأنهم يتطلعون إلى التوصل لحل ودي للقضية. وقال وزير خارجية بريطانيا جيريمي هانت إنه أجرى محادثات بناءة مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بشأن الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز المسجون في الإمارات بتهمة التجسس، مشيرا إلى أنه يعتقد أنه يعمل بجد لحل القضية. وقال هانت على حسابه على تويتر اليوم الخميس "أجريت للتو محادثة بناءة مع (وزير خارجية الإمارات) الشيخ عبدالله بن زايد"، مضيفة "أعتقد وأثق في أنه يعمل بجد لحل المسألة في أقرب وقت ممكن". وقضت محكمة اماراتية يوم الأربعاء على البريطاني ماثيو هيدجز بالسجن المؤبد بعد إدانته بتهم التجسس وتزويد جهات خارجية بمعلومات أمنية واستخباراتية حساسة. كما قضت بإبعاده بعد تنفيذ الحكم وتحميله كافة نفقات القضية ومصادرة كافة المضبوطات من أجهزة وأدوات وبحوث ودراسات. وأكدت أسرة هيدجز وبيان لمحكمة نشرته صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية التابعة للدولة صدور حكم السجن المؤبد وهو حكم قابل للطعن أمام دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا في أجل أقصاها 30 يوما من تاريخ صدور الحكم. وجاء الحكم على هيدجز بعد استيفاء كافة الإجراءات القانونية والقضائية وضمن المعايير الدولية سواء تعلق الأمر بفترة الإيقاف على ذمة القضية المنظورة والتحقيق معه أو بمحاكمته. لكن الحكم الذي جاء ضمن مسار قانوني واضح وضمن احترام كامل للمعايير الدولية وللشفافية والنزاهة، لم يلق تجاوبا من الجانب البريطاني الرسمي الذي عبر عن عدم رضاه واصفا قرار المحكمة الإماراتية بأنه مخيب للآمال. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها تشعر بخيبة أمل. وقالت في كلمة أمام البرلمان البريطاني "نناقش الأمر مع السلطات الإماراتية على أعلى مستوى"، مضيفة أن وزير الخارجية جيريمي هانت طلب مقابلة نظيره الإماراتي لبحث القضية. وقال هانت بدوره إنه يشعر "بالصدمة الشديدة وخيبة الأمل"، مضيفا أنه تحدث شخصيا بشأن القضية مع أعلى المستويات في الحكومة الإماراتية وأن الحكم قد يؤثر على العلاقات بين البلدين. وذكرت صحيفة ذا ناشونال أن عقوبة السجن المؤبد لغير الإماراتيين تبلغ 25 عاما على أقصى حد ويعقبها الترحيل، مضيفة أن المحكمة أمرت بمصادرة أجهزة وبحث هيدجز. وكانت أسرة هيدجز قد قالت إن السلطات أفرجت عنه بكفالة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول بعد خمسة أشهر من الإيقاف على ذمة التحقيق في قيامه بأنشطة تجسس. وهيدجز (31 عاما) طالب الدكتوراه بجامعة درم، موقوف في الإمارات منذ الخامس من مايو/أيار عندما اعتقل في مطار دبي بعد زيارة لمدة أسبوعين لإجراء بحث. وقالت زوجته دانييلا تيجادا التي حضرت الجلسة "أنا في حالة صدمة شديدة ولا أدري ماذا أفعل. ماثيو بريء". وفي أكتوبر/تشرين الأول أعلن النائب العام لدولة الإمارات المستشار حمد سيف الشامسي، بأنه تمت إحالة المتهم البريطاني ماثيو هيدجز إلى محكمة أبوظبي الاستئنافية لمحاكمته عن الاتهامات المنسوبة إليه بالسعي والتخابر لمصلحة دولة أجنبية، ما من شأنه الإضرار بمركز الدولة العسكري والسياسي والاقتصادي. وأحيل المتهم إلى المحاكمة بناء على أدلة قانونية بعد تحقيقات أجرتها النيابة العامة معه. وكشف النائب العام أن المتهم قدم لدولة الإمارات تحت غطاء باحث أكاديمي، وثبت من التحقيقات تطابق اعترافاته مع المعلومات التي أسفر عنها فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة به، لافتا إلى أن المتهم مثل أمام هيئة المحكمة في حضور ممثلين عن السفارة البريطانية.