الخناق يضيق على طهران وانشقاق العسكريين يثير ذعر الملالي

  • 11/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس – طهران – وكالات في ظل تزايد القمع وتردي الأوضاع الاقتصادية في ايران ، تسود حالة ذعر بين أوساط قيادات نظام طهران من احتمالية حدوث انشقاقات داخل مؤسسات عسكرية بارزة مثل الجيش أو مليشيا الحرس الثوري الذراع العسكري لنظام الملالي الداعم للإرهاب، في الوقت الذي تتصاعد فيه موجات الغضب الشعبي. فقد حذر المرشد الإيراني علي خامنئي في مؤتمر سنوي لرجال الدين المنتسبين للجيش عُقد في طهران، من أن خطر ما وصفه بـالتضليل يحدق بالعسكريين داخل بلاده وقد يؤدي الى انشقاقات أو تمرد. من جانبه لفت القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، إلى أن أزمات المعيشة بين الإيرانيين قد تكون إحدى أبرز وسائل التأثير على الجيش الإيراني، مؤكدا على دور أفراد تلك المؤسسات التعبوية ذات الطبيعة العسكرية في منصات التواصل الاجتماعي حيال هذا الأمر. في محاولة لصرف الأنظار شعبيا عن سوء الأوضاع داخل البلاد، فضلا عن إهدار أموال باهظة على المغامرات العسكرية خارج الحدود، وفقا لصحيفة كيهان اللندنية. في جانب آخر انضمت روسيا تدريجيا إلى قائمة الدول المقاطعة لإيران على ضوء العقوبات الأمريكية سياسيا واقتصاديا وتقنيا ، في نسختها الجديدة المتشددة التي بدأت الشهر الجاري نوفمبر بحق نظام الملالي الداعم والراعي للإرهاب في المنطقة ومؤامراته في تفجير الفوضى والفتن التي تستهدف تقويض سلامة الدول واستقرار المنطقة والعالم ورفض طهران تعديل الاتفاق النووي الذي تطالب به واشنطن، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأمريكي ترامب عندما قال “حتى يومنا هذا تهدد إيران الولايات المتحدة وحلفائنا، وتقوض النظام المالي الدولي، وتدعم الإرهاب. وفي تطور جديد كشفت عنه صحيفة “لوموند” الفرنسية ، تخلي روسيا عن دعم إيران، مشيرة إلى أن ما تعكسه الصحافة الإيرانية يعد اعترافاً بضعف حكومة طهران أمام تلك العقوبات. وتحت عنوان “روسيا صديق مرهق لإيران”، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن “الصحافة الإيرانية لا تتوقف عن التباكي على تخلي روسيا عنها أمام العقوبات الأمريكية، كما تأسف لفقدان نفوذها في سوريا لصالح موسكو”. وفيما يتعلق بتطبيق الجزء الثاني من تغليظ العقوبات الأمريكية على طهران، مطلع شهر نوفمبر الجاري، أشارت “لوموند” إلى أن “الصحف الإيرانية تعتبر موسكو لم تقف بجانب حليفتها الاستراتيجية طهران بالضغط على الولايات المتحدة أو إيجاد حلول بديلة لإنقاذها، أو حتى تمسكها بالاتفاق، الأمر الذي جعل النظام الإيراني يشعر باليأس”. في السياق نفسه اعترف صحفيو ومرتزقة النظام الإيراني أن موسكو تخلت عنهم في سوريا، حيث أشارت “لوموند” إلى ما قاله الصحفي الإيراني سعد الله ضريع، المقرب من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، في مقاله: “نأسف لفقدان نفوذنا في سوريا لصالح موسكو. وعلى الجانب العسكري، فإن موسكو لا تزال تحدد الخيارات الاستراتيجية الأساسية في دمشق، دون وجود آلية تعاون رسمية مع طهران، ومن وجهة نظر اقتصادية، تنافست الشركات الروسية في معرض دمشق لإعادة الإعمار. وأوضحت الصحيفة أنه رغم تجاهل إيران في القمة الرباعية، الشهر الماضي، بين قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا وتركيا في إسطنبول لبحث الأزمة السورية، فإن نظام طهران مستعد لاستيعاب مرارة هذه الاختلافات، يأساً من الخناق الذي يضيق عليه سياسيا واقتصاديا وعسكريا بعد إقصائها من أي حل سياسي في مستقبل سوريا. فيما أكدت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية وعدد من الصحف الأوروبية أن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي لن تؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما فيما يتعلق بصرامة دونالد ترامب تجاه طهران واستمرار العقوبات. وتحت عنوان “لماذا لن تؤثر انتخابات التجديد النصفي على السياسة الخارجية الأمريكية”، أشارت الصحيفة إلى أنه رغم تحقيق الجمهوريين أغلبية على مجلس النواب، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عازم على المضي قدماً في سياساته الخارجية المتشددة في الملف الإيراني. وفي موضوع آخر يكشف افتضاح مؤامرات نظام الملالي وتشابك أزماته رصد مكتب التحقيقات الفيدرالية، مكافأة قدرها 3 ملايين دولار، مقابل الإبلاغ عن معلومات تقود إلى اعتقال إيراني متهم بالحصول على تكنولوجيا أمريكية بطريقة غير قانونية تم استخدامها لاحقا في أجهزة متفجرة لصالح النظام الإيراني في العراق. ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالية إن هذا الشخص يُدعى حسين أحمد لاريجاني (55 عاما)، ولا يزال موجودا في العاصمة الإيرانية طهران. وفي عام 2010 وُجهت إلى لاريجاني تهم تتعلق بتصدير وحدات إرسال واستقبال لاسلكية تصنعها شركة في ولاية مينيسوتا الأمريكية. وذكرت التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، أن لاريجاني وضع خطة لشحن 6000 وحدة إرسال إلى سنغافورة بزعم استخدامها في مشروع للاتصالات السلكية واللاسلكية، لكنها شُُحنت إلى إيران وتم استخدمها في عبوات ناسفة استهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق بين أعوام 2008 إلى 2010. واعترف ثلاثة متهمين من سنغافورة بتورطهم في الجريمة، قبل أن يقضوا فترة في أحد السجون الفيدرالية ومن ثم ترحيلهم إلى موطنهم الأصلي، أما الرابع فما زال طليقا في البلد نفسه. ** انهيار الصناعات على الصعيد الاقتصادي أغلقت تامنوش، وهي شركة إيرانية لتصنيع المشروبات الغازية، خط إنتاجها بعد 16 عاماً من التشغيل، وسرحت عشرات العمال؛ حيث تواجه خسائر ضخمة بفعل العقوبات الأمريكية التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة. وقال فرزاد رشيدي الرئيس التنفيذي للشركة: “أصبح جميع العاملين لدينا -وعددهم 45- بدون عمل الآن. يقود الرجال سيارات أجرة، وعادت النساء لرعاية منازلهن”. كما علّقت مئات الشركات الإنتاجَ وسرّحت آلاف العمال؛ نظراً لمناخ أعمال غير مُوَاتٍ، يرجع بشكل رئيسي إلى العقوبات الأمريكية الجديدة؛ وفق “رويترز” في الوقت الذي تواصل فيه العملة الايرانية تراجعها المدوي أمام العملات الرئيسية حيث هبطت العملة الإيرانية “الريال” إلى مستويات قياسية متدنية، وتباطأ النشاط الاقتصادي بشدة مع ارتفاع نسبة الديون والتضخم الذي تجاوز المعدلات الطبيعية مع العقوبات التي تحاصر ايران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاقية النووية بين إيران وقوى عالمية كبيرة في مايون لتصاعد الغضب الشعبي بين صفوف الشعب الإيراني رغم اساليب القمع الوحشية. وفرض ترامب عقوبات على شراء الدولارات الأمريكية وتجارة الذهب وصناعة السيارات في أغسطس. وتضرر قطاعا النفط والبنوك الحيويان في إيران، في نوفمبر. وقال رشيدي: “خسرنا نحو خمسة مليارات ريال ايراني في الأشهر القليلة الماضية؛ ولذا قرر مجلس إدارة الشركة وقف جميع الأنشطة طالما استمرت التقلبات في سوق العملة. من الحماقة الاستمرار في النشاط، عندما نرى طريقا مسدوداً”. وعانت إيران بالفعل من اضطرابات هذا العام؛ في ظل اندلاع اشتباكات بين محتجين شباب مستائين من البطالة وارتفاع الأسعار، وقوات الأمن. ويتوقع مسؤولون احتمال وقوع اضطرابات مجدداً، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية بفعل العقوبات.

مشاركة :