أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح أن منطقة الحدود الشمالية من المملكة تحتضن نحو سبعة في المئة من المخزون العالمي من الفوسفات، إلا أن تطوير هذه المخزونات واستغلالها، مثّل تحدياً تضاريسياً وتنسيقياً ولوجستياً هائلاً، بسبب موقعها في عمق الصحراء. وأشار الفالح إلى أن مشروعات وعد الشمال بلغت استثمارات المملكة فيها 55 بليون ريال، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز لم يكن لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم تعاضُد جهاتٍ حكوميةٍ، وشركاتٍ وطنية كبرى، ومؤسساتٍ من القطاع الخاص السعودي، ومستثمرين دوليين، في تكامُلٍ جعل مشروع وعد الشمال حقيقة واقعة، يفخر بها الوطن، ويُعجب بها العالم. وأوضح أن هذا المشروع يُعطي مثالًا جديداً وباهراً على عزم قيادة هذا الوطن على تنفيذ رؤيته الثاقبة، مبيناً أن استثمارات المملكة في المرحلة الثانية تبلغ 31 بليون ريال، وتشمل معمل الأسمدة الفوسفاتية، الذي تبلغ طاقته ثلاثة ملايين طن سنوياً، إلى جانب استكمال تطوير البنية التحتية. وأكد الفالح أنه عند اكتمال هذه المرحلة سيرتفع إنتاج المملكة إلى تسعة ملايين طن سنوياً، لتُصبح المملكة ثاني أكبر منتجٍ للأسمدة الفوسفاتية في العالم، إضافة إلى تعزيز الدخل الوطني. وقال الفالح في كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين لتدشينه مشروع وعد الشمال: «لقد جاءت رؤية المملكة 2030، التي كانت ثمرة بصيرتكم الثاقبة، ونتاج الجهود الجبارة المباركة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتدفع بطاقات أبناء بلادنا العزيزة نحو إطلاق العديد من البرامج التنموية الطموحة، لتحقيق هذه الرؤية، فكان من نتاجها الإيذان بانطلاقة برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي سيرتفع نجمه، بإذن الله، في سماء الإنجازات الوطنية العملاقة». وأضاف: «ها هي مدينة وعد الشمال، التي تقع في مُحافظة طريف، آخر محطات الضخ على خط التابلاين سابقاً، قد أصبحت اليوم أولى محطات سلسلة صناعة الفوسفات الوطنية العملاقة، التي تبدأ من هذا المجمّع». ونوّه بأن المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفعالة، وشباب وشابات هذه البلاد هم عماد الإنجاز وأمل المستقبل.
مشاركة :