ترسم مستقبلاً جديداً تعلمت معه من أخطائها ومن دروس الحياة. ترفض الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر، لكنها تسعى الى تحسين صورتها وتطويرها على الساحة الإلكترونية. إنها المذيعة المغربية مريم سعيد التي تعترف بأنها تعلمت من مبادرة «الناس للناس» أن الأمن والأمان هما أهم نعمة يعيشها الإنسان. «&» تنشر بالتزامن مع مجلة «لها» الشقيقة هذا الحوار مع مريم سعيد. * قبل أيام احتفلت بيوم ميلادك. ما الذي تحقق من أمنيات السنة الماضية؟ - حققت العديد من الأمنيات، ونجاحات كثيرة على الصعيد المهني، إذ عُينت سفيرة لماركة نيتروجينا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكنت صاحبة حملة مهمة جداً لدعم المرأة في العالم العربي وتمكينها، وعملت على مشاريع تهم المرأة، وكانت لدي منصات عدة، من بينها Dubai Lynx التي دعوت فيها 15 امرأة لتشاركنا في البرنامج التدريبي، لم أكن أطمح إلى ذلك كله ولكن عندما تجد شركة كبيرة لديها القدرة على إيصال فكرتها وأهداف حملتها للناس، بخاصة السيدات، وأن تكوني مؤثرة، فهذا يعني لي الكثير. هناك أمنيات حققتها على المستوى المهني، مثل تقديم Trending وهو برنامج جديد يحقق نجاحات كبيرة مع مجموعة رائعة من الأشخاص الذين انضموا إلينا. وكنت سعيدة بأن أتممت العمرة في شهر رمضان الماضي برفقة والدي. * ما الذي جعلك تفصحين أخيراً أنك عانيت من مرض البهاق؟ - تحدثت في هذا الموضوع قبل شهر رمضان الفائت، خلال استضافتي «الانفلونسر» كارين وازن، وكانت قد نشرت على صفحتها على إنستغرام صورة كاشفةً أنها تعاني من هذا المرض في عنقها، أي مكان بارز، وقالت إنها متصالحة مع هذا المرض ولن تخفيه بالفوتوشوب أو الماكياج. تحدثت عن تجربتها وعما أطلعها عليه الطبيب وبأن المرض سيصيب نواحي أخرى في جسمها، وكانت تتحدث وهي متأثرة جداً، وأول من خطر في بالها هي عارضة الأزياء العالمية ويني هارلو المصابة بالبهاق، وشعرت بالخوف أن يصيب كل جسمها. تأثرت في تلك اللحظة، وأخبرتها أن عائلتي اكتشفت أنني مصابة بهذا المرض في صغري وشعرنا بالخوف، بخاصة أن أشكال الناس المصابة بهذا المرض كانت تخيفني وعندما أدركت أنني مصابة به خفت أكثر، إذ كنت طفلة ولم أكن أعي حقيقة هذا المرض. البهاق نوعان أنثوي وذكري، الذكري عندما يظهر في منطقة معينة لا يتكاثر، وأشكر ربي أنني مصابة بجزء بسيط وليس ظاهراً ولأنه ذكري لا يتكاثر، على عكس المصابين بالنوع الأنثوي والذي يتكاثر. * هل تعتبرين الاعتراف بالمرض جرأة أو لاكتساب الشفقة والتعاطف؟ - في الفترة الأخيرة، بات هناك استخفاف بعقول الجمهور، كل يوم يطل علينا فنان يكشف عن إصابته بيده أو قدمه وما الى ذلك... هناك مبالغة. تناولت في Trending هذا العنوان وتحدثنا مع أحد الضيوف عن سبب اتجاه الفنانين نحو هذه الظاهرة، علماً أن الجمهور رافض لهذه الفكرة بل ويهاجمهم ويسخر منهم. أنا ضد أن يستخدم الفرد مرضه للاستعطاف، ولكن في الوقت ذاته أؤيد الفنانين الذين مروا بمرحلة صعبة وكشفوا عن مرضهم بهدف توعوي أو ليخبروا الناس أنهم يمرضون، أي أننا نجوم ولكن يمكن أن نُصاب بمرض مزمن أو سرطان، مثلما فعلت إليسا، علماً أنها هوجمت واعتبر البعض أنها تمثيلية، لكن الكليب أثر بي كثيراً، صحيح أن الموضوع خدم الكليب والأغنية ولكنها في الوقت ذاته قدمت رسالة مفادها أن الفنان يمر أحياناً بأوقات صعبة فلنرحمهم قليلاً من ناحية النقد وألا نقسوا عليهم، لكنني لست مع المتاجرة بالمرض. * بعد توقف «ET بالعربي» غيرت اسمك على صفحتك على إنستغرام من مريم سعيد «أم بي سي» إلى مريم سعيد official. التغيير أثار جدلاً، لماذا أقدمت على هذه الخطوة؟ - أحياناً التوقيت لا يخدم الإنسان، حصل لغط في هذا الموضوع. قررت أن أغيّر اسمي من Mariam Saiid MBC إلى Mariam Saiid Official لأنه حسابي الشخصي ويمثلني أنا ولا يمثل المؤسسة، إذ إن لمجموعة «أم بي سي» حساباتها الخاصة بالقنوات والبرامج على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتالي حسابي يمثلني ويمثل أسلوب الحياة الذي أعيشه. وعندما قررت فتح حساب على إنستغرام، وجدت حسابات باسمي مع صوري وهم من الجمهور، وبالتالي كنت مجبرة أن أفتح حساباً مختلفاً لأميز نفسي، وبما أنني واحدة من وجوه «ام بي سي» فتحت حساباً باسم مريم سعيد أم بي سي، مع مرور الوقت قررت أن أوثق حسابي وذلك قبل توقف ET بالعربي، فاقترح عليّ الذي سيوثق حسابي أن أغيّر اسمي إلى Mariam Saiid Official لأنه حسابي الخاص، إذ سيبقى معي مدى الحياة. ربما بعد عشرين عاماً أكون قد تركت «أم بي سي» وأعيش بعيداً من الإعلام، فالإنستغرام يجب أن يكون باسمي فقط، وبالفعل غيّرت الاسم لكي يعلم الناس أن هذا حسابي الخاص والرسمي ولا علاقة له بـ»أم بي سي»، حصل التغيير في الوقت الذي توقف فيه ET، فربط الناس الموضوع بتوقف البرنامج وبأنني غادرت «أم بي سي»، لكن هذه الحقيقة وأذكرها للمرة الأولى. * تنقلت بين عدد من المحطات، ما الذي تعلمته من خلال التنوع في مجال عملك؟ - التنقّل من مؤسسة إعلامية إلى أخرى يكسبنا خبرات ومهارات، نتعلم في كل مؤسسة ونأخذ أفضل ما عندها. بدأت في القناة المغربية لأربع سنوات بالتزامن مع دراستي في المعهد العالي للصحافة والإعلام، واكتسبت خبرات كثيرة، علماً أنني كنت صغيرة، لكن دراستي وعملي في مجال الإعلام ساعداني في تطوير مهاراتي في شكل سريع، ما أتاح لي الفرصة في الانتقال من قناة إلى أخرى لكي أطل من باب جديد على العالم العربي. ART هي أول قناة عربية انضممت إليها، علماً أن المدة كانت قصيرة ولكن علمتني كيف أتعامل مع جنسيات عربية متعددة، هذه الخلطة الصادمة في البداية، من ناحية تصادم الثقافات، بلورت شخصيتي وجعلتني أتقبل ثقافات الآخرين وتقاليدهم، وأكملت هذا المشوار مع MBC في العام 2010. هذا الانتقال يشبه انتقال لاعبي كرة القدم الذين ينضمون إلى نوادٍ خارج بلدانهم حيث الاحتراف، وبالنسبة إلي الاحتراف كان في مجموعة MBC لأنها مجموعة كبيرة جداً وفيها تحديات وكلما بذلت مجهوداً في عملك سينعكس ذلك إيجاباً عليك. هذا الانتقال صقل شخصيتي وتكويني كإعلامية وطوّر مهاراتي، وحتى اليوم ما زلت أدرّب نفسي لأواكب الموجة الإعلامية المتغيرة. * عملت في الصحة والفن والأخبار والترفيه، أي منها الأقرب إليك؟ - أول برنامج كان عن أسلوب الحياة الصحي، ثم انتقلت إلى نشرات الأخبار مع مجموعة «أم بي سي»، وفي المغرب قدمت برامج فنية وطربية وكذلك في ART، وبعد تجربة رائعة في نشرات الأخبار اكتشفت فيها دهاليز المطبخ الإخباري لنشرة التاسعة، وهي من أحب النشرات إلى قلبي. لكن برامج الـترفيه هي الأقرب إليّ لأنها بعيدة من السياسة والأخبار التي تدمرنا نفسياً. * كيف تستقين الأخبار؟ وما مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي اليوم على تأكيد إشاعة أو نفيها؟ - عندما نستقي الأخبار يجب أن تكون هناك مصادر موثوقة، ممكن أن تكون جهات رسمية أو مدير أعمال أو متحدثاً رسمياً باسم الشخص أو بياناً صحافياً صادراً عنه. دورنا كتلفزيون في ظل المنافسة التي نشهدها مع مواقع التواصل الاجتماعي، أن نتمتع بمصداقية أكبر وأقوى من أي شيء «ديجيتال»، بخاصة مع الحسابات المجهولة. استقاء الخبر وتأكيد المعلومة جزء مهم من عملنا، وهذه مسؤولية أمام الجمهور. شاركت في مبادرة «الناس للناس» التي ترعاها الأمم المتحدة المهتمة بقضية اللاجئين، حدثينا عن هذه التجربة. كانت تجربة مؤثرة جداً، إذ لمست أن هناك قصصاً في الحياة تقشعرّ لها الأبدان. عشت حياة اللاجئين عبر فيديو شاهدته بتقنية 360 درجة، رأيت كيف يكون الفرد في بيته وكيف يتعرض منزله للقصف، والمسار الذي يمر به وصولاً إلى مخيم اللاجئين التابع للأمم المتحدة. عشت لحظات رعب من خلال هذا الفيديو، تسمعين أصوات القذائف وصراخ الأطفال وتشاهدين الآباء الذين يحملون أطفالهم والأمهات اللواتي يركضن لحماية أبنائهن. عندما كنت في نشرة الأخبار، كنت أعيش تفاصيل المعاناة التي تعيشها الشعوب، بخاصة الشعب السوري، لكن من خلال الفيديو الذي شاهدته عرفت أننا نعيش بنعمة الأمن والأمان، وهي أهم من كل شيء. أحببت المبادرة وأتطلع الى المشاركة في مبادرات أخرى، وأن أكون من الأشخاص الذين يسلطون الضوء على معاناة الروهينجا، ومعاناة الشعوب المحرومة من لقمة العيش، وأتمنى أن أشارك في مبادرات إنسانية إن كان مع الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات.
مشاركة :