الرياض حسين الحربي طالب عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، الفنان أحمد حسين، بالاهتمام بالجمعية لتصبح الحاضنة للفن التشكيلي في المملكة. وقال حسين، في حديث لـ «الشرق»، إن الجمعية، التي أنشئت عام 2007م، لم تقدم شيئاً للفنانين، لأنها هي من يحتاج للدعم والمراعاة، فإمكانياتها محدودة، لا تؤهلها لتبَنِّي فنان أو عرض أعماله، فكيف إذا كان الأمر يشمل كل الفنانين. وشدد على أن الجمعية حتى الآن لم تقدم ما يطمح له الفنان، الذي يعول عليها كثيرا، بدءا بصقل المواهب الفنية، وتثقيفها، وإكسابها الخبرات المطلوبة، والاهتمام بها وتقديم الفنانين في المحافل التشكيلية بما يتناسب وموهبتهم، وانتهاء برفاهيتهم. وأشار حسين إلى عدم الاهتمام بالفن التشكيلي من الأفراد أو المؤسسات، موضحا أن هذا الفن نخبوي وسيبقى فترة طويلة كذلك؛ لأن الثقافة العامة غير مكترثة بالفن، ولا تعطيه ما يستحق، وما زالت معظم المعوقات كما هي دون إيجاد حلول لها. معارض فنية وعن المعارض الفنية، قال حسين إنها نتاج تفاعل الفنان مع منجزه وبيئته ومجتمعه، فلا يمكن فصل أحدها عن الآخر، مشيرا إلى أن الفنان يسعى دائما إلى الأفضل، وإلى الانصهار مع المجتمع وهمومه وأفراحه؛ لأنه جزء من المجتمع، فيتجسد ذلك في العمل الفني. وأوضح أن الفنان الصادق يهتم بما يحدث حوله، فينقله بصدق وأمانة، لافتا إلى أن اللوحة تسجيل تاريخي لزمن وأحداث يمكن أن يرجع لها في المستقبل، فالدقة والصدق والحيادية في العمل تجعل اللوحة أكثر مصداقية؛ لأن الفنان كان صادقاً مع نفسه أولا، والتجديد والبحث يفتحان آفاقاً للإنسان لا تخطر على باله، ولا يتخيلها، فيبدع كلما جرب وأنتج. وبين أنه لا يمكن أن يكون لطموح الفنان حدود، مفيدا أن من كان لطموحه حدود لن يبدع، ومن يعتقد أنه وصل، انتهى. تجربة خاصة أما حول تجربته الخاصة، فقال حسين: أعمالي هي تراكمات قرابة عشرين سنة من الفن التشكيلي، بدأت بالواقعيات وألوان الزيت، استمرت حوالى عشر سنين، ومن خلال البحث والتجريب بالخامات المختلفة من معاجين وألوان أكرليك ظهرت أعمال مختلفة عن سابقتها، غلب عليها تبسيط الأشكال والاكتفاء برمزيتها والتركيز على الألوان، فاللون يعبر عن البيئة والإنسان بسهولة وعمق أكبر، ولهذا كانت هذه الأعمال تلامس إحساسي؛ لأنها تمثلني ولقيت قبولاً لدى المتلقي، فشجعني ذلك في الاستمرار في هذا الأسلوب، ثم استخدمت ألوان الأكرليك فقط. وأبان أن اللوحة وسيلة تعبير يسهل قراءتها من الجميع، فهي لغة تواصل عالمية، «ومعظم أعمالي تلامس قضايا اجتماعية سواء كانت عامة أو تخصني»، مستشهدا بمعرض «كفن»، الذي كان حالة إنسانية عرض فيها اللون الأبيض كمدلول؛ لأن اللون يختلف من شخص لآخر، حسب الحالة النفسية والظروف المحيطة في لحظة ما، حسب قوله. واختتم حسين حديثه بقوله: إن أكبر المعوقات التي واجهتني هي تخصصي البعيد عن الفن التشكيلي، فقد دفعني ذلك لبذل جهد مضاعف في الحصول على المعرفة من خلال البحث الشخصي، فلم تكن مواقع التواصل الاجتماعي ولا المراجع في المتناول، كما هو الحال الآن، كما أن عدم تفرغ الفنان يصعب عليه الأمر، مشيرا إلى أن العمل ومتطلبات الحياة والأسرة، تأخذ من الفنان الوقت والجهد، ويأتي هذا على حساب الفن.
مشاركة :