آفاق الشباب الآسيوي والتكنولوجيا «2 من 2»

  • 11/23/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

تعد الفلبين ثالث أكبر بلد على مستوى العالم من حيث حجم النفايات البلاستيكية الملقاة في المحيط. وتجتذب مشكلة النفايات البلاستيكية مزيدا من الاهتمام العالمي، ولذا فقد أعلنت سلسلة مقاهي ستاربكس خطة للاستغناء التدريجي عن الماصات البلاستيكية التي تصعب إعادة تدويرها، وتحذو شركات أخرى حذوها. واهتمام إسبينا بالبيئة أمر معتاد بين أبناء جيله. فوفقا للمسح السنوي لمشكلة العالم لعام 2017 الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يرى نحو نصف الشباب أن تغير المناخ وتدمير البيئة من أهم المشكلات التي تؤثر في العالم اليوم. وتوصل صندوق النقد الدولي أنه إلى جانب الآثار السلبية لتغير المناخ في الصحة، فإنه قد تنشأ عنه أيضا تكلفة اقتصادية ضخمة. وبدلا من السعي لمعالجة مشكلة النفايات البلاستيكية ككل، قرر إسبينا أن يركز على قضية أصغر يسهل التعامل معها. ويقول "إن التخلي عن استخدام الماصات البلاستيكية مجرد تضحية صغيرة يمكن للأشخاص العاديين القيام بها يوميا". وعلى المدى الطويل، يرغب إسبينا في المشاركة بشكل أكبر في مناصرة قضايا البيئة. لكنه في الوقت الحالي يركز على بيت القصيد. "غالبا ما يسأل الناس عما إذا كان الجانب الاجتماعي في الشركات الاجتماعية هو الأهم أم الجانب التجاري؟ وأنا أقول إن الجانب التجاري هو الأهم، فلولاه ما كان سيوجد الجانب الاجتماعي". بينما يهجر عديد من الشباب الإندونيسي المناطق الريفية من أجل حياة المدينة، قرر شوفيان أدي كايونو، 22 عاما، تحديث مزرعة والده في مرتفعات منطقة وسط جافا من خلال تطبيق التكنولوجيا الجديدة والأساليب الزراعية المتطورة. وتشتغل عائلة كايونو بالزراعة منذ أجيال عديدة. وبالنسبة إلى سكان جافا ممن يشتغلون بالزراعة، تعد الأرض إرثا مهما يتم تناقله من جيل إلى جيل. يقول كايونو "التربة هنا خصبة للغاية نظرا لأنها تربة بركانية"، ممسكا في يده فتات تربته. ويضيف قائلا "الزراعة من الوظائف المتواضعة، لكنني أسعى إلى تغيير ذلك". وقد عارض في البداية الضغوط التي فرضت عليه للعمل مع أسرته، لكن بعد دراسته التكنولوجيا الزراعية في جامعة ساتيا واكانا المسيحية، انضم إلى أسرته للعمل في المزرعة. ويقول كايونو "إنه يواجه تحديات مماثلة لتلك التي واجهها الجيل السابق، لكن الحلول الآن أكثر كثيرا". فبمقدوره الآن هو وأسرته استخدام تكنولوجيا المعلومات في بيع منتجاتهم دون الحاجة إلى وسيط. ويمكنهم بذلك "فرض أسعار تنافسية وتحقيق ربح أكبر". وتبيع مزرعتهم محصولها للمطاعم والمقاهي والفنادق والمتاجر الكبرى. وفي الماضي، كان والده يزرع الخضراوات دون حساب دقيق للتكلفة والأرباح. أما اليوم، فيمكن لكايونو التواصل مع موزعي المحاصيل في جميع المدن الكبرى باستخدام نظام للطلبات المسبقة يساعدهم في عملية إدارة الإنتاج. ويقول كايونو "عندما يرغب المستهلكون في شراء منتجاتنا، فإنهم يبعثون برسالة لنا على تطبيق واتساب. ثم نقوم بجني الثمار، وتغليفها، وإرسالها، لتظل طازجة لحين وصولها إلى مقصدها". وقد بدأ المزارعون عبر آسيا من أمثال كايونو في الاستفادة من مكاسب الكفاءة المستمدة من التكنولوجيا الرقمية التي تتيح معلومات دقيقة وحديثة عن الأسواق والمخزون والمحاصيل. بل يستخدم البعض الطائرات بدون طيار لالتقاط صور يمكن تحليلها للتنبؤ بحجم المحاصيل وكشف الأمراض التي تصيبها وتقييم الاحتياجات من السماد. وفي الوقت نفسه، تشهد الزراعة العضوية رواجا كبيرا نظرا لأن الطبقة المتوسطة الصاعدة في آسيا أصبحت أكثر وعيا بالمخاطر الصحية الناتجة عن استخدام المبيدات. ويقدم عدد متزايد من المقاهي والمطاعم في إندونيسيا فاكهة وخضراوات عضوية على قوائمه، ما يتيح فرصا كبيرة لمزارعين مثل كايونو. ويستمتع كايونو كذلك بالإبداع الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من زراعة مختلف الخضراوات العضوية. ويقول "أصدقائي في المدينة يشعرون بالملل من الذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل يوميا دون أن يمروا بشيء يتسم بالإبداع في يومهم". ويود كايونو الترويج لوسائل الزراعة المتطورة وتوعية الشباب بشأنها. ويقول "أتبادل معلوماتي مع الناس كي يعرف مزيد منهم أن القطاع الزراعي من القطاعات الواعدة. وآمل أن يلهم ذلك مزيدا من الشباب للعمل في الزراعة".

مشاركة :