احتجاجات غاضبة في صنعاء ضد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية

  • 1/27/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – صنعاء: «الشرق الأوسط» قالت السفارة الأميركية لدى اليمن في بيان أمس بأنها ستغلق أبوابها أمام الجمهور حتى إشعار آخر وسط اضطراب سياسي بعدما استقالت حكومة البلاد الأسبوع الماضي تحت ضغط من حركة الحوثيين المتمردة. وأضاف البيان أن القرار اتخذ لمزيد من الحذر والرعاية لموظفينا وآخرين ربما يزورون السفارة. وفي وقت سابق قال مسؤولون أميركيون بأنهم قلصوا عدد الموظفين في السفارة في صنعاء. وانهارت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الأسبوع الماضي بعد مواجهة مع المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران الأمر الذي حرم واشنطن من حليف وثيق في حملتها ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال مسؤولون أميركيون آخرون بأن الوضع على الأرض لا يزال يتسم بالفوضى. وقال البيت الأبيض بأنه ملتزم بمواصلة التعاون الوثيق مع اليمن ضد تنظيم القاعدة وبدا أن بعض العمليات على الأقل مستمرة. وذكر مسؤولون محليون أن ما يشتبه في أنها طائرة أميركية من دون طيار هاجمت سيارة في محافظة مأرب الشرقية أمس مما أدى إلى مقتل ثلاثة يشتبه في أنهم متشددون ينتمون للقاعدة. وأبلغ مسؤول أمني أميركي طلب عدم نشر اسمه رويترز في واشنطن أن السبب الأرجح لإغلاق السفارة أمام الجمهور هو أنها محاطة بالفوضى. وقالت السفارة في البيان بأنها: «غير قادرة على توفير الخدمات القنصلية المعتادة وستكون لديها قدرة محدودة جدا للمساعدة في حالات الطوارئ التي تخص مواطنين أميركيين في ظل استقالة الحكومة والمخاوف الأمنية المستمرة». إلى ذلك خرج يمنيون إلى شوارع العاصمة صنعاء أمس وسط قلق متنام من تواجد الحوثيين في المدينة والاضطرابات السياسية التي أعقبته. وبسط الحوثيون سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر (أيلول). وتنتمي جماعة الحوثي للأقلية الشيعية التي حكمت اليمن في مملكة استمرت ألف عام حتى 1962. وانقلب الحوثيون على الرئيس عبد ربه منصور هادي في الأسبوع الماضي متهمين إياه بعدم تنفيذ اتفاق بتقاسم السلطة وهم يحاصرون مقر إقامته حاليا. وأدى تقدم الحوثيين إلى إثارة أكبر احتجاجات ضد الحركة منذ سبتمبر. وردد المشاركون في احتجاج بصنعاء أمس هتافات منها: «عَلي الصوت.. عَلي الصوت.. واللي بيهتف مش هيموت» و«يا شباب الحرية.. أنتم رمز الحرية» و«ثوار أحرار.. حنكمل المشوار» وغيرها. وقال محتج يدعى سلام الشيباني خرجت عشان أدافع عن اليمن. عن حقه في الوجود. تمام. عن شرعية هذا. عن حق الدولة. دولة مواطنة حقيقية لجميع أبناء اليمن من دون أي تمييز. وشكا كثير من سكان صنعاء من نقاط التفتيش التي أقامها مقاتلو الحوثيين في شوارع مدينتهم واستيلائهم على مقار الوزارات وكتابة الشعار المقتبس من إيران باللونين الأخضر والأحمر الموت لأميركا والموت لإسرائيل على جدران المساجد والحوائط في صنعاء القديمة. وفي إشارة على اقتراب نفاد صبر الحوثيين قال شهود عيان بأنهم اقتحموا احتجاجا صغيرا أمام جامعة صنعاء أمس وأطلقوا الرصاص في الهواء وألقوا القبض على ثمانية أشخاص. وقالت محافظات في مختلف أنحاء اليمن الذي تربط أجزاءه شبكة معقدة من التحالفات القبلية والدينية بأنها لن تقبل أي أوامر عسكرية من صنعاء بعد أن حاصرت جماعة الحوثي الشيعية المتحالفة مع إيران بيت الرئيس هادي وقصره الأسبوع الماضي. وأبلغ مسؤولون محليون رويترز أن ما يشتبه أنها طائرة من دون طيار هاجمت سيارة في محافظة مأرب بشرق اليمن أمس فقتلت ثلاثة مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة. ويغرق اليمن حليف الولايات المتحدة في حربها على تنظيم القاعدة في أزمة سياسية حادة منذ استقالة الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي تحت ضغط الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء. فبعد أن سدوا المنافذ المؤدية إلى جامعة صنعاء بنقطة تجمع خصومهم في شمال العاصمة، طارد الحوثيون الأشخاص النادرين الذين تجرأوا على التجمع في داخل الحرم الجامعي. وعلى غرار ما فعلوا أول من أمس قام عناصر من الحوثيين مسلحين بأسلحة بيضاء بضرب المتظاهرين كما تصدوا لصحافيين بحسب شهود عيان. وأفاد أحمد شمسان أحد المتظاهرين الذي شاهد ما فعله الحوثيون وأوقف بعد ذلك مع أشخاص عدة بحسب رفاقه لوكالة الصحافة الفرنسية «إن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح جراء طعنات خناجر». وقد دعت أحزاب سياسية وممثلون عن المجتمع المدني أول من أمس إلى مظاهرة جديدة مناهضة للحوثيين في الساحة الواقعة أمام حرم جامعة صنعاء». وأطلق على المكان تسمية «ساحة التغيير» بعد أن كانت مركزا للحراك الاحتجاجي الذي بدأ في 2011 وأدى إلى رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد سنة من ذلك. وكان الحوثيون أطلقوا أول من أمس الرصاص الحي لتفريق بداية مظاهرة في جامعة صنعاء غداة مسيرة حاشدة لمعارضيهم، وأوقفوا عددا من المتظاهرين وكذلك صحافيين. وقال محمد صالح السعدي وهو ناشط من المجتمع المدني بأنه وبعد اعتصام أمام مخفر للشرطة احتجز فيه حوثيون صحافيين، تم إطلاق سراح اثنين من هؤلاء لقاء «تعهد خطي» بعدم تغطية المظاهرات في صنعاء. واعترضت نقابة الصحافيين أول من أمس على اعتقال صامد السامعي محرر الشؤون السياسية في صحيفة «الأولى» ويحيى القباطي الصحافي في موقع «الاشتراكي نت» الإخباري. كما اعترضت على توقيف محمد السياغي المصور لدى رويترز لفترة وجيزة ولتعرضهم بالضرب ضد الصحافية المستقلة هدى الذبحاني. وعلى الصعيد السياسي، أعلنت أربعة أحزاب سياسية في وقت متأخر أول من أمس انتهاء الاتصالات مع الحوثيين من أجل إقناع الرئيس هادي بالعودة عن الاستقالة.

مشاركة :