يمكن القول إن هطول الأمطار بغزارة وبصورة غير متوقعة أفادنا باستخلاص مجموعة من هذه الدروس الربانية، ومنها: 1 ــ نزول الغيث رحمة وبركة على الكويت وأهلها، فماء السماء طهور ومبارك، ويبشر بربيع مزدهر إن شاء الله افتقدناه من سنوات طويلة. قال تعالى: «.. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ» (الحج: 5). 2 ــ هطول الأمطار بهذه القوة غسل ونظف المباني والشوارع والأشجار فأينعت وظهرت نظيفة تسر الناظرين. 3 ــ القضاء على التلوث والشوائب في الجو، وأصبح الهواء أكثر نقاء وصحياً. 4 ــ التعرف على مواطن الخلل وتمديدات المياه والكهرباء، وسلامة الأسقف في المنازل والمنشآت، وفي المشاريع المختلفة لإصلاحها، وتلافي هذه الأعطال والأخطاء في تنفيذ المشاريع المستقبلية. 5 ــ مراجعة عقود المشاريع وشروطها وأوصافها لتتناسب مع الأحداث والحوادث والأزمات غير المتوقعة مستقبلا، والمراقبة والمتابعة والصيانة المستمرة لهذه المشاريع، وتوقيع الجزاءات على المخالفين. 6 ــ ضرورة صيانة وتنظيف المجاري بالطرق الحديثة، لتبقى صالحة لتصريف المياه بهذه الكميات الكبيرة، وعدم التسبب في انحسارها وطفحها في حال انسدادها نتيجة إلقاء المخلفات والأنقاض في المناهيل ومجاري المياه، وتوقيع عقوبات رادعة بحق المستهترين. 7 ــ كان هطول الأمطار بهذه الغزارة على البلاد فرصة ذهبية لاختبار جهوزية قطاعات الدولة المختلفة وفرق الطوارئ لمواجهة الحوادث والأزمات، وقد نجحت هذه الجهات بتعاونها ومشاركتها وتنسيقها في اجتياز هذه الازمة ومعالجة أضرارها، فكانت تجربة ميدانية وممارسة حية اكتسبت هذه الأجهزة خبرة وتدريباً عملياً في عمليات الإنقاذ. 8 ــ الاستعانة بمعهد الأبحاث لمعالجة تطاير الحصى من الأسفلت في عمل خلطة خاصة تتناسب مع الأجواء المناخية في البلاد لرصف الشوارع والطرق بها لحل هذه المشكلة. والخلاصة ان هذه الظروف الطبيعية من تساقط الامطار بكثرة بمنزلة درس رباني استوعبت الدولة والشعب فوائده واجتازته بكل نجاح وتوفيق من العزيز الحكيم. شكراً جزيلاً وتحية لكل من ساهم وتعاون من جهات رسمية والمواطنين والمقيمين على هذه الارض الطيبة، وان هذه الفزعة وهذا التلاحم قد أثلجا صدورنا والحمد لله رب العالمين. * سفير سابق محمد سعود يوسف البدر *
مشاركة :