أعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة أمس الجمعة أن فرص السلام في أفغانستان اليوم أفضل مما هي عليه منذ سنوات، رغم تواصل أعمال العنف والمعاناة الإنسانية في هذا البلد. وقال توبي لانزر، منسق الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية لأفغانستان، للصحافيين إنه على الرغم من أن نحو 3.6 مليون شخص يبعدون «خطوة واحدة عن المجاعة»، وفي الوقت الذي دمر أسوأ جفاف في عقود المحاصيل، فإن الوضع ليس قاتما تماما. وقال لانزر في جنيف قبيل مؤتمر دولي حول أفغانستان في المدينة السويسرية الأسبوع المقبل «رغم هذا كله، هناك فرص جديدة في أفغانستان وهناك آمال راسخة بتحقيق السلام». وأضاف «يبدو ذلك متناقضا، لكن يوجد اليوم فرص أفضل مما كانت عليه منذ سنوات في أفغانستان». ولم يشرح لانزر سبب اعتقاده بأن طالبان قد تكون مستعدة للتفاوض لإنهاء تمردها المستمر منذ 17 عاما. لكنه قال «أعتقد أن هناك تنسيقا بين المجتمع الدولي أكبر مما شهدناه في الفترات الماضية». وأضاف «وهناك مزيد من الانفتاح من قبل أجزاء معينة من المجتمع الدولي لضمان أن يكون الجميع جزءا من المفاوضات، وهذان تغيران مهمان جدا». وعزز الرئيس أشرف غني ودبلوماسيون غربيون الامال بإحراز تقدم في المفاوضات مع طالبان. وقال غني في وقت سابق هذا الشهر «السؤال هو متى وليس إن كان» يمكن التوصل لاتفاق مع طالبان، فيما أثار الموفد الدولي إمكانية تحقيق اختراق حتى قبل الانتخابات الرئاسية في ابريل. وشكك لانزر على ما يبدو في فرص تحقيق اختراق وشيك. وقال «أعتقد أنه بعد 40 عاما مع عدم الاستقرار، سيكون من المبالغة طلب تحقق تقدم كبير في غضون أشهر. أعتقد حتما بأن هذا سيستغرق وقتا» مضيفا بأن «مفسدين» سيحاولون عرقلة أي مسعى للسلام. وسيركز اجتماع الاسبوع المقبل في جنيف على إبراز جهود الإصلاح التي تبذلها حكومة غني، لكن لانزر قال انه ستجري مناقشة عملية السلام على هامش الاجتماع. وقال «سيجري على هامش المؤتمر الكثير من المحادثات الثنائية والاجتماعات الثنائية. أعتقد أن مسألة السلام والاستقرار ستكون محورية فيها». وتأتي تصريحات لانزر بعد وقت قصير على هجوم دام في افغانستان قتل فيه تسعة جنود على الأقل في تفجير انتحاري داخل مسجد مكتظ في قاعدة عسكرية خلال صلاة الجمعة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن تنظيم داعش تبنى في السابق معظم الهجمات الانتحارية التي استهدفت مساجد في البلاد.
مشاركة :