خطباء الجمعة يؤكدون: أغلى ما يمتلكه المسلم بعد دينه هو الوطن

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في خطبته ليوم الجمعة بجامع نوف النصار بمدينة عيسى أمس تحدث خطيب الجامع الدكتور عبدالرحمن الفاضل عن حب الوطن والانتخابات النيابية والبلدية التي تجرى اليوم. فقال: إن أغلى ما يمتلكه المسلم بعد دينه هو الوطن.. وإن حب الوطن إيمان تؤكده الفطرة السليمة وتعززه الغريزة المتأصلة. وقال: بكل صراحة كنت قد قررت عدم المشاركة ومقاطعة الانتخابات.. إلا أنني أعدت التفكير فيما عزمت عليه وراجعت الأمر.. ووجدت أن الخطأ الفادح المقاطعة أو عدم المشاركة.. وحسبنا من المشاركة أننا نغيظ أعداء الوطن ونفشل مراميهم السيئة... وفيما يلي النص الكامل لخطبة الدكتور عبدالرحمن الفاضل: يقول تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) إنَّ أغلى وأثمن ما يمتلكه المسلم بعد دينِه هو الوطن، وما مِن إنسان سليم الفطرة إلاَّ ويعتز بوطنه، موطنه وموطن آبائه وأَجداده من قبله، ومأوى أَبنائه وأَحفَادهِ من بعده.. هذا الوطن حبه إيمان، وقد غرس هذا الحب في شغاف القلوب، وحنايا النفوس، تؤكده الفطرة السليمة وتعززه الغريزة المتأصلة؛ التي يستشعر الإنسان بها المسؤولية الكبرى تجاه وطنه. هذه المسؤولية التي تنبع من الحب الغريزي الفطري المتمكن من نفس كل إنسان حر أبي، فيبرز حب الوطن ويظهر على حقيقته واقعا في صدق الولاء له، والاعتزاز بالانتماء إليه برهانه على ذلك أنه ما إن يطرق مسمعه نداء الوطن منتخيا واجب الانتصار له، هب لنصرته في الحال كالليث الهصور من غير تباطؤ ولا تخاذل، في همة وعزيمة، وقوة وشكيمة، وإقدام وشجاعة، يذود عن حياضه، ويدافع عن كرامته وحريته وحرماته، ويصون أرضه وحدوده، ويحافظ على منجزاته ومكتسباته، رافعا راياته مفاخرا بأمجاده وانتصاراته، مضحيا في سبيل ذلك بنفسه وأهله وعياله لتبقى راية الحق والوطن عالية خفاقة، هذا هو حب الوطن الذي نعنيه..!! إن حب الوطن لا يكون بمجرد الكلمات والشعارات، حب الوطن يظهر في احترام أنظمته وقوانينه، وفي التشبث بكل ما يؤدي إلى وحدته وقوته، حب الوطن يظهر في المحافظة على منشآته ومنجزاته، حب الوطن يظهر في إخلاص أصحاب المناصب والمسؤولين فيما تحت أيديهم من مسؤوليات وأمانات، حب الوطن يظهر في المحافظة على أمواله وثرواته، حب الوطن يظهر في تحقيق العدل ونشر الخير والقيام بمصالح العباد كلٌّ حسب مسؤوليته وتكليفه، حب الوطن يظهر في المحافظة على أمنه واستقراره والدفاع عنه، حب الوطن يظهر بنشر القيم والأخلاق الفاضلة ونشر روح التسامح والمحبة والأخوة بين الجميع، ونبذ أسباب الفرقة والخلاف والتمزق..!! ولنا أن نفخر بالكثير مما يظهر لنا من المواقف الوطنية المشرفة التي سجلت على صفحات تأريخنا البحريني المجيد لهذا الشعب العربي المسلم الوفي الأبي في مواقف لأحداث عصيبة، ومجريات خطيرة ثبت فيها بكل صلابة وحزم، ملتفا حول قيادته مناصرا ومؤازرا واقفا كالطود الأشم الراسخ لا يتزحزح في وجه شراذم الشر المارقة التي أرادت النيل من وحدة هذا الوطن وتماسك قيادته وشعبه!! لقد أنعم الله تعالى علينا بوطن آمن مستقر معطاء، وقيادة حكيمة تدير دفته بكل حكمة واقتدار، وحنكة ودراية بمتطلبات الحكم، في خضم أحداث متلاطمة جسام.. هذه النعمة يتوجب علينا فيها ابتداء شكر المنعم سبحانه وتعالى ليديمها.. نعم، علينا أن نقدر نعمة هذا الوطن المبارك حق قدرها، ونرعاها حق رعايتها، وذلك بالوفاء بما يترتب علينا من حقوق وواجبات كثيرة يجب أداؤها على الوجه الأوفى والأكمل لهذا الوطن الغالي؛ لتكون البحرين هي الأجمل والأفضل بين الأوطان.. وإن من أهم حقوق وطننا علينا حق التعاون والتكاتف والترابط، وتوحيد الصف، ولمّ الشمل وامتثال الأمر في لحمة وطنية صلبة، يتأكد معها للآخرين أن هذا الوطن بشعبه وقيادته يمثلون الجسد الواحد المتماسك، الذي لا يمكن لحاقد أو كائد أو حاسد من خارج هذا الوطن أن يدخله عنوة مهما بلغت قوته، أو أن يفرق وحدته أو يشق صفه مهما كان مكره وخبثه؛ لأنه ستخيب ظنونه في مخططاته، وستتكسر على صخرة وحدة هذا الوطن كل سهام غدره، وسيفتضح أمر كل خائن من أعوانه.. فعن النُّعْمَانِ بنِ بَشير قال: قال صلى اللّه عليه وسلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ..).. وإننا إذ نحتفي يوم غد السبت بالاستحقاق الانتخابي للفصل التشريعي الخامس الذي سنشهد فيه انتخاب المجلس النيابي والمجالس البلدية، هذه الانتخابات هي من أهم مكتسبات المشروع الإصلاحي لهذا الوطن، وإنه رغم الإحباط لدى البعض من الأداء المتدني للمجلس النيابي والمجالس البلدية خلال الفترة الماضية، ورغم أن الإحباط ينتابني كغيري من الناس المخلصين، وليس ذلك إلا غيرة وحبا في الوطن، وبكل صراحة قررت عدم المشاركة ومقاطعة الانتخابات هذه؛ إلا أنني أعدت التفكير فيما عزمت عليه، وراجعت الأمر، ووجدت أن من الخطأ الفادح المقاطعة وعدم المشاركة، وحسبنا من المشاركة أننا نغيظ أعداء الوطن ونفشل مراميهم السيئة!! وبهذا يجب علينا أن نتواصى وكل الشعب البحريني الوفي المخلص أن نخرج لندلي بأصوتنا الانتخابية الحرة لنختار المرشح المستحق، وعلى هذا عهدنا.. وغدا موعدنا! نؤكد أن الاستحقاق الانتخابي هو استحقاق وطني، والمشاركة فيه هي مسؤولية وطنية، وأن على الجميع أن يشارك في هذا الاستحقاق بفاعلية، وخصوصاً أنه يأتي في ظل تشويه متعمد من شراذم خارجة على القانون في الداخل والخارج لها أهداف خبيثة مدفوعة الثمن من دول معادية لوطننا يراد منها إضعاف هذا الوطن من أجل استباحته، ولخطورة هذا الموقف المعادي يجب على كل مواطن حر شريف يحب هذا الوطن المسارعة للمشاركة بالإدلاء بصوته، وعدم الامتناع أو الاستهتار بها أو التكاسل عن الحضور تحت أي ذريعة، لأن هذا يحقق رغبة المتربصين والأعداء الذين يعملون ليل نهار على ألا تكون هناك مشاركة قوية تظهر الوطن بالصورة الحضارية الراقية، والمدنية اللائقة أمام العالم. وليعلم أن المشاركة الفاعلة والقوية في الانتخابات مطلوبة لتحقيق الإرادة البحرينية الوطنية الصلبة في مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية التي نواجهها، والتي تعمل ليل نهار على ألا يكون لنا حضور حضاري قوي في هذا العالم. إننا على ثقة ويقين من أن البحرينيين يثمنون عاليا المسؤولية التي يتحملون تجاه وطنهم البحرين، وسيردون بقوة وبأس شديد على كل المحبطين الذين يسعون جاهدين من أجل عرقلة وتعطيل المسيرة الإصلاحية؛ وذلك بحضورهم ومشاركتهم في يوم الاستحقاق الانتخابي الذي يتجدد فيه الولاء، ويتجذر فيه الانتماء من أجل النماء والبناء والارتقاء بالوطن نحو القمة.. ونتمنى أن يكون مستوى الوعي والنضج الانتخابي لدى الناخبين قد بلغ مبلغا يتحقق معه حسن الاختيار المبني على القوة والأمانة، وأن يكون المترشحون كذلك ممن سيخوضون الانتخابات النيابية والبلدية على وعي تام بما سيتحملون من مسؤولية؛ فالأمر ليس تشريفا ولكنه تكليف له تبعاته التي تحتاج إلى القوي الأمين والحفيظ العليم.. ولعل الناخب اليوم بعد هذه الخبرة يستطيع أن يدرك هذا الأمر، ويتحقق من صفات الكفاءة من خلال ما يطرحه المترشح في برنامجه الانتخابي من اشتماله على المشكلات والأزمات التي يعاني منها الوطن والمواطنون، من المشكلات الادارية والسياسية، إلى الأزمات المالية والاقتصادية، والتربوية والتعليمية وصولا الى المشاكل الصحية والاجتماعية والتنموية وغيرها.. إن المرحلة المقبلة بحاجة ماسة وضرورية الى اهتمام بشكل أكبر بالحالة المعيشية المتصلة بحاجات الناس، أي الوضع الاقتصادي والمعيشي وقضايا الهدر والفساد؛ هذا يتطلب نوابا على مستوى عال من الكفاءة والأمانة والقوة على أمل أن يستطيعوا تقديم تجربة حقيقية صادقة على صعيد التشريع ومعالجة قضايا الناس الملحة في مختلف المجالات وطمأنتهم على صدق مكافحة الفساد وحفظ المال العام. ونحن نعلم خطورة المخططات الكيدية التي توضع من أجل إفشال هذه الانتخابات وذلك بصدّ الناس وإحباطهم بإشاعة عدم جدوى هذه الانتخابات و أن هذه المجالس شكلية لا أثر لها ولا تأثير لا على الوطن والمواطن! وهذا كلام عار عن الصحة تماما، وأن للمجلس النيابي وللمجالس البلدية دورها، لها ما لها وعليها ما عليها، هناك قصور وأخطاء ارتكبت لا يمكن إنكارها، كما لا ينكر أحد أنها لم تكن على المستوى المنشود المأمول؛ ولعلنا نلتمس العذر لها لتسير مسيرة التقدم والتطوير كونها تجربة جديدة على المُنتخِبين في الممارسة الديمقراطية في اختيار نوابهم، وعلى المترشحين الذين حالفهم الحظ وأصبحوا نوابا، وأعتقد الآن بعد أربعة استحقاقات انتخابية مرت بشعب البحرين من المفترض به اليوم أن يحسن اختيار نوابه الذين سيمثلونه على مدى أربعة أعوام قادمة وإلا فلا يلومن إلا نفسه!! واليوم كما قلنا وكررنا فيما سبق، علينا أن نحرص على المشاركة الفعالة، من أجل أن نستكمل مسيرة البناء والازدهار، ونسهم في تحقيق المصلحة العامة من أجل استقرار الوطن والحفاظ على أمنه وتماسكه.. ولنقطع الطريق على المتربصين بالبحرين وشعبها الشرّ، ولنمض قدما بثقة وتفاؤل بمستقبل واعد، ولنحسن الظن في الله تعالى ثم في قيادتنا، ولنشارك بكل قوة، ولنحث شعبنا على المشاركة، لما يترتب على ذلك من آثار مفيدة للوطن والمواطنين، ولعل أرجاها بسط الأمن والأمان، وإفشال مساعي من يضمر شرّا للوطن من أهل الزيغ والفوضى والضلال. يقول تعالَى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ. إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرً).. ولنعلم أننا جميعاً مؤتمنون على أمن هَذا الوطنِ، وأننا مسؤولون أمام الله عزَّ وجل عن هذه الأمانة، ولنتذكر أننا مسؤولون عن هذه الشهادة يقول تعالى :(سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ). خطيب جامع الخير يدعو إلى المشاركة في الانتخابات اليوم قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة: إن الله تعالى حين خلق الخلق جعلهم شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، وجعل لهم أوطانًا ليسكونوا إليها، وجعل حب الأوطان فطرة متأصلة في القلب والوجدان، فالوطن نعمة كبرى لمن يقدر هذه النعمة، فيه تقر العين، وتنمو المودة والمحبة، وينعم الفرد بسواحله وبحاره وجباله وحدائقه، لذا يتفانى الفرد في خدمته والمحافظة عليه، ويدعو بقلب المؤمن الصادق بأن يحفظ الله له وطنه، وما أجمل دعاء سيدنا إبراهيم-عليه السلام- حين قال: (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات)، وقد قيل قديمًا: (إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوقه إلى خلانه). لقد حرص الإسلام على تعزيز حب الأوطان في نفوس أبنائه، وقد ورد بأن (حب الوطن من الإيمان)، لذا سكن حب الوطن في قلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رغم ما كان يواجهه من المصاعب، فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في طريق هجرته من مكة إلى المدينة المنورة أنه قال: (ما أطيبك من بلد وأحبَّك إليَّ! ولولا أنَّ قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك)، وحين بلغ المدينة قال: (اللّهمَّ حبّب إلينا المدينة كحبّ مكَّة). يثار تساؤل كبير وهو كيف نعبر عن حبنا لوطننا؟!، والحقيقة أن حب الوطن ليس شعارًا يرفع ولكنه ممارسة وواقع يعيشه الإنسان على أرضه، فبناء الوطن، والمحافظة على مكتسباته ووجهه الحضاري هو أسمى أنواع الحب، والمحافظة على نظافته وزراعة شوارعه وبيوته حب للوطن، والتصدي للإشاعات والأكاذيب حب للوطن، والتصدي للعابثين والمتآمرين حب للوطن، فالذين يحبون وطنهم هم حراسه، لذا جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (من مات دون أرضه فهو شهيد). ولا يقتصر حب الوطن على رجال الأمن والشرطة والدفاع الذين يقدمون التضحيات الكبرى لتعزيز أمن واستقرار الوطن، فلهم أجر الدارين، ولكن كذلك احترام القوانين وأنظمة الدولة هو حب للوطن، فحماية الوطن ليست فقط بتعزيز الأمن والاستقرار ولكنه كذلك في بناء المجتمع من الداخل والإسهام في تطوره وازدهاره. لقد أكرمنا الله تعالى بهذا الوطن العزيز، تحت قيادة سياسية حكيمة، وحكومة رشيدة، ننعم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة في كل نواحيه، ترى فيه المشاريع الكبرى من بيوت للإسكان ومدارس للتربية والتعليم ومراكز للصحة، والحدائق والمتنزهات والمجمعات التجارية، بالإضافة إلى التمسك بالتراث والتقاليد والأعراف العربية الأصيلة، ولا ننسى دور العبادة وما تشهده من خدمات جليلة ليؤدي المسلم فريضته بكل سهولة ويسر، إنها نعم الله تعالى على عباده في هذا الوطن العزيز، لذا وجب علينا أداء واجب الشكر لله تعالى القائل: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) (إبراهيم: 7)، قال قتادة في تفسير هذه الآية: (حق على الله تعالى أن يعطي من سأله، ويزيد من شكره، والله منعم يحب الشاكرين، فاشكروا لله نعمه). إن من حق الوطن على أبنائه والمقيمين فيه بذل الجهد في خدمته، فخدمة الوطن لا تحتاج إلى تكليف، بل هو عطاء ذاتي من الفرد لإسعاد الناس من خلال تقديم الخدمات التطوعية والإنسانية والاجتماعية، فيؤدي للوطن ما يستحقه من الحب والوفاء والعطاء. ونحن على أعتاب الاستحقاق الإنتخابي فإن المسؤولية تحتم على كل فرد المشاركة الإيجابية والتصويت لمرحلة جديدة من الحياة البرلمانية، فلا يتخلف فرد عن أداء حق الوطن عليه باختيار من يمثله بإرادته الحرة الصادقة، فمن يملك الإرادة هو من يستطيع التغير للأفضل. واعلموا عباد الله، أن حب الوطن ليس شعارًا ولكنه سلوك يمارسه الفرد لبناء مجتمعه، فاتقوا الله رحمكم الله، وتعلقوا بربكم، وحاسبوا أنفسكم، واعملوا واجتهدوا وأخلصوا وأبشروا وأملوا، وأروا الله من أنفسكم خيرا. الشيخ عبدالله المناعي: على الناخبين ترشيح من يرونه مناسبا وصالحا.. وينبغي أن نبتعد عن كل الإشاعات قال الشيخ عبدالله المناعي خطيب جامع الخالد في خطبة الجمعة أمس «تشهد البحرين اليوم انتخابات حرة ومستقلة وعرسًا ديمقراطيًا على أرض التسامح والتعايش والوحدة، نعم أيها الأخوة جاء يوم الانتخابات النيابية والبلدية كي نلبي الواجب ومعظم المرشحين الذين افتتحوا مقراتهم الانتخابية كانت في أجواء أخوية وطنية تعبر عن روح المشاركة النزيهة ولقد لفت نظري في مقرات المرشحين الانتخابية الذين كانوا معظمهم أكدوا في برنامجهم البرلماني القادم والذي من سيحالفه الفوز أكدوا في عناوين حملتهم الانتخابية رفع المستوى المعيشي ومعالجة المشكلة الإسكانية وفرص عمل للعاطلين بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق المرأة وكما سمعناهم في برامجهم حقوق المرأة من أولويات العمل النيابي وتحقيق مكاسب للمتقاعدين والحفاظ على حقوقهم، وكما أكدوا من خلال المشاركة الإيجابية دعم المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد المفدى الذي لقيت تفاعلاً دولياَ بالإنجازات والتطوير. إن البحرين تشهد نهضة وانفتاح في ظل العهد الإصلاحي وأننا نقول للجميع إن البحرين بخير وصوتك واجب وطني للمشاركة والمعبرة لإرادة الشعب ونقول للذين في قلوبهم مرض ولمن تسوِّل لهم أنفسهم من معارضين أو مخربين أو محرضين ومن كان على شاكلتهم إن الشعب البحريني بجميع أطيافه ومذاهبه المخلصين لن تستطيعوا أبدا النيل منهم لأنهم الذين وقفوا في وجوهكم مرددين أنهم سيكونون دائما على أهبة الاستعداد لبذل كل غالٍ ونفيس لخدمة الوطن وشعبه وقيادته هذا هو الشعب البحريني الأصيل فاعرفوا جيدًا. عباد الله أعود وأقول: اليوم هو يوم العرس الانتخابي الديمقراطي الذي سوف يتوجه الناخبون بترشيح من يرونه مناسبا وصالحا وينبغي أن نبتعد عن كل الإشاعات والكلام الذي ليس له فائدة ونعطي صوتنا لمن هو أصلح وأنسب وبما يوفق الجميع. لبلدنا الغالية البحرين حُقوقٌ وواجباتٌ، يجب الوفاء بها لأنها دليل ومؤشر على صِدق الانتماء، وبرهانٌ على محبَّة الخير لها. من أهم الواجبات المَنُوطة بنا تجاه بلدنا: المحافظة على خدمة المجتمع وصَلاحه، ونشْر الخير بين أبنائه، ومقارعة الفساد، وتجفيف منابعه قدر الإمكان، فبلدنا البحرين لها تاريخ إسلامي قديم فالحرص على صَفاء الإسلام ونقائه مسؤوليَّة مشتركة بين الجميع حكَّامًا ومحكومين، عُلَماء ومعلِّمين، دُعاة ومربِّين. مَن أشاعَ الفكر المنحرِف، والمناهج المستوردة بين أبناء هذا البلد، خيانةٌ للوطنيَّة حينما تتحوَّل بعض وسائل الإعلام المعادية لبلادنا وأمتنا الإسلامية العربية التي تبث سمومها في ربوع الأمة الإسلامية والتي لها أجندات ونفوذ بنقل الأكاذيب والفبركة، إلى وسيلة هدْم للقِيَمِ والأخلاق، والتشتُّت والافتراق، بعيدة عن هُموم كل مسلم عربي ولا يتمنون الخير والصلاح لبلادنا والأمة العربية الإسلامية. أجرَمُ الناس في حقِّ وطنهم، وأخوَنُهم لبلدهم أولئك الذين يَأكُلون من نِعَمِ البلد وخيراته، ويَرفُلون في أمْنه وأمانه، ثم يبذلون وَلاءهم خارج أوطانهم لنزعات طائفية، فهؤلاء الواجب الحذرُ والتحذيرُ منهم، فلُحمة طائفتهم أقوى عندهم من رَوابِط وطنيَّتهم، ووقائع الأحداث في الدول المجاورة أقرَبُ شاهدٍ وأوضح مثالٍ، والسعيد مَن وُعِظَ بغيره. عباد الله: نبارك على الجهود المبذولة لإنجاح الانتخابات النيابية ونهنئ عاهل البلاد المفدى ورئيس الوزراء الموقر وولي العهد الأمين وإلى رؤساء اللجان من القضاة والاستشاريين والمفتشين ورجال السلك العسكري وإلى الشعب والعاملين كذلك والمشاركين الأوفياء المخلصين بنجاح مسيرة الانتخابات. احرصوا على المشاركة والتصويت في الانتخابات من أجل أمن الوطن وعليك أيها الناخب أن تختار من هو أنسب وأكفأ أمانة ولا يجوز لك أيها الناخب أن تختار من هو أقل كفاءةً وأقل علمًا وورعًا وأمانة أو أقل عدالة لمجرد صديق أو قريب أو معرفة لتحقيق مكاسب أو مصلحة خاصة، انتبه أيها الناخب من تختار ومن ترشح. خطيب جامع أبو حامد الغزالي: حتى نحافظ على مجتمعنا من التمزق والضياع لنسلك طريقة رسولنا صلى الله عليه وسلم سعيًا لجمع شملنا في خطبته ليوم الجمعة بجامع أبو حامد الغزالي بقلالي تحدث خطيب الجامع فضيلة الشيخ أحمد مهنا السيسي عن أهمية أن تسلك طريق رسولنا «صلى الله عليه وسلم» سعيا إلى جمع شملنا وذلك لكي نحافظ على مجتمعنا من التمزق والضياع. إذا كان أصحاب الهمم العالية يقفون أمام الحوادث العظام للتأمل والإدكار، فإن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوادثه نعم المورد للظمآن ونعم النور للتائه، فلنسلك طريقة صلى الله عليه وسلم سعيا لجمعِ شملنا وتأليف قلوبنا، وحفظا على مجتمعنا من التمزُّق والضياع. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا. وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا) فكان صلى الله عليه وسلم عونا للمحتاجين، مكرما للضيوف، محسنا إلى الجيران، وفيا بالعهود حتى عُرف بـالصادق الأمين بين قومه، فجدير بنا أن نستضيء بنوره وأن ننهج سبيله كي نفوز. فطوبى لمن اجتمعوا على ذكر الله تعالى وشكره على ما منَّ به حيث بعث فينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ففي حديث مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عنه: إن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِن أصحابهِ، فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُم؟ قَالُوا: جَلَسنَا نَذكُرُ اللَّهَ وَنَحمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإسلام، وَمَنَّ عَلَينَا، -وفي رواية وَمَنَّ عَلَينَا بِكَ- قَالَ: آللَّهُ مَا أَجلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجلَسَنَا إِلا ذَلِكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَم أَستَحلِفكُم تُهمَةً لَكُم، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ فَأَخبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ المَلائِكَةَ» قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ). إن الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم وإظهاره قربة من القربات، كيف وقد أتت امرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرتُ أَن أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ قَالَ أَوفِي بِنَذرِكِ. وسُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَن صَومِ يَومِ الِإثنَينِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدتُ فِيهِ وَيَوم بُعِثتُ أو أُنزِلَ عَلَيَّ فِيهِ. إن من تمام شكرنا لنعم ربنا سبحانه علينا أن نستشعر المسؤولية تجاه الوطن ومن هذه المسؤولية عدم خذلان ولي الأمر، لا سيما إذا كان هذا الخذلان يتيح الفرصة للمتربصين بالبلاد والعباد شرًا، وهذا مطلب مهم في هذه الأيام، بل ينبغي عونه في كل ما يؤدي إلى استمرار استقرار البلاد والحفاظ على أمنها وتماسكها ويرضى الله تعالى أولاً، وليس بخافٍ علينا قرب الانتخابات النيابية والبلدية التي تشهدها البلاد فليحتسب المسلم سعيه في هذا الأمر، فإنما الأعمال بالنيات.. والمؤمن مثاب على نيته إذا قصد بذلك الحفاظ على الوطن ورعاية مصالح أبنائه من الضياع، والله أعلم وأحكم. وينبغِي أن يكون الاختيار لأصحاب الكفاءَات والقوة والأمانة «إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِي الأمِين» وحينما احتاجت مصرُ لسيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام ودعاه ملكُها وقرَّبه مستخلصًا له لنفسه، قال سيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام: «اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» قال القرطبي: إِنِّي حَفِيظٌ لِمَا وُلِّيتُ عَلِيمٌ بِأَمْرِهِ. فينبغي الإخلاص وبذل الجهد في الاختيار (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، وهذ الاختيار أمانة بعيدةٌ كل البعد عن المصالح الذاتية والفئوية، كذا هذه المهمة أمانة جسيمة أيضا، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرا).

مشاركة :